ذكاء اصطناعي

قبل أن يختفي بشكل غامض.. مفترسٌ ضخم كان “ملك الغابة المصرية القديمة” وأحفورة جديدة قد تكشف سر انقراضه!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

اكتشاف جمجمة شبه مكتملة لنوع جديد من "الهايينودونتا" في مصر يعود إلى 30 مليون عام.

الكائن المكتشف، Bastetodon syrtos، كان مفترسًا مهيمنًا في الغابات الاستوائية القديمة.

يساهم الاكتشاف في فهم أعمق لأسباب انقراض هذه الفصيلة مع تغير المناخ منذ ملايين السنين.

يوضح البحث العلاقة بين المفترسات القديمة والحيوانات آكلة اللحوم الحديثة.

في اكتشاف علمي مثير، عثر فريق دولي من علماء الحفريات على جمجمة شبه مكتملة تعود إلى نوع غير معروف سابقًا من عائلة "الهايينودونتا"، وهي مجموعة من الثدييات المفترسة التي كانت تهيمن على السلسلة الغذائية قبل نحو 30 مليون عام، قبل أن تنقرض بالكامل منذ 25 مليون عام. ويُعد هذا الاكتشاف، الذي جرى في منخفض الفيوم بالصحراء الغربية المصرية، الأكثر اكتمالًا من نوعه في قارة إفريقيا، مما يساعد الباحثين على فهم أعمق لهذه الكائنات المنقرضة.


جمجمة فريدة تكشف أسرار الماضي

نُشرت نتائج الدراسة يوم الاثنين في دورية "علم الحفريات الفقارية"، وأوضحت أن الجمجمة تعود لفصيلة جديدة أطلق عليها العلماء اسم Bastetodon syrtos، تكريمًا للإلهة المصرية القديمة "باستت" التي كانت تُجسد برأس قطة. وتُظهر البقايا أن هذا المفترس كان بحجم نمر تقريبًا، وتميز بخطم أقصر من غيره من فصائل "الهايينودونتا"، ما منح عضته قوة هائلة، وفقًا لشروق الأشقر، الباحثة الرئيسية في الدراسة وطالبة الدكتوراه بجامعة المنصورة.

تصف الأشقر لحظة العثور على الجمجمة بأنها "لحظة مذهلة"، حيث أدرك الفريق فورًا أهمية الاكتشاف. وتقول:


"هذه الجمجمة ليست فقط في حالة ممتازة من الحفظ، لكنها ثلاثية الأبعاد وتُظهر خصائص جديدة تساهم في توسيع فهمنا لهذه المجموعة من الحيوانات المفترسة المنقرضة"


مفترس مهيمن في بيئة استوائية

قبل ملايين السنين، كانت منطقة الفيوم غابة استوائية كثيفة غنية بالتنوع البيولوجي، حيث عاش Bastetodon syrtos كمفترس رئيسي، متغذيًا على الرئيسيات القديمة مثل Aegyptopithecus (سلف بعيد للإنسان) بالإضافة إلى أسلاف أفراس النهر والفيلة.

يشرح الدكتور ماثيو بورثس، أحد المشاركين في الدراسة وأمين متحف الأحافير في جامعة ديوك الأمريكية، أن هذه الحيوانات كانت "تشبه حيوانات الوولفرين العضلية أو كلاب البيتبول"، مضيفًا أن العثور على أحافير كاملة لمفترسات قديمة أمر نادر للغاية بسبب قلة أعدادها مقارنة بالحيوانات العاشبة.


ربط الماضي بالحاضر

قارن الباحثون بين جمجمة Bastetodon وبين أحافير أخرى عُثر عليها منذ أكثر من 120 عامًا لفصيلة أخرى من "الهايينودونتا" تُدعى Sekhmetops. وبالرغم من أن الأخيرة كانت تُعتبر قريبة من فصائل أوروبية، فقد كشفت الدراسة أن كلا النوعين ينتميان إلى نفس المجموعة الإفريقية.

يؤكد الدكتور بورثس أن هذا الاكتشاف يُوفر فرصة نادرة لدراسة ميزات تشريحية لم تكن واضحة سابقًا، مثل قوة العضلات وحجم الدماغ وحتى مدى تطور حاسة الشم لدى هذه الكائنات.


تغيرات مناخية وانقراض مفاجئ

مرَّت الأرض بفترة تبريد عالمية قبل 34 مليون عام، فيما يُعرف باسم "حدود الإيوسين-الأوليجوسين"، والتي تسببت في انقراض جماعي وتغيرات كبرى في النظم البيئية. ويشير العلماء إلى أن "الهايينودونتا" التي نجت في البداية كانت قادرة على التكيف مع هذه التحولات، إلا أنها اختفت تمامًا بعد بضعة ملايين من السنين، تاركة المجال مفتوحًا أمام ظهور الحيوانات المفترسة الحديثة مثل الكلاب والقطط والضباع.

توضح الدكتورة كاثرين بفاف، الباحثة في معهد علم الحفريات بجامعة فيينا، أن

ذو صلة

"فهم سبب تفوق القطط والكلاب على هذه الفصائل القديمة لا يزال لغزًا، لكن قد يكون مرتبطًا بالتكيفات الفريدة لأسنانها"

ويؤكد العلماء أن مثل هذه الاكتشافات تقدم نافذة لفهم كيفية تفاعل الحيوانات القديمة مع التغيرات البيئية، مما يساعد في دراسة التأثيرات المحتملة للتغير المناخي الحالي على التنوع البيولوجي المستقبلي.

ذو صلة