ذكاء اصطناعي

ميتا تخطف أحد مؤسسي ChatGPT: شنجيا تشاو كبير علماء مختبرات Meta Superintelligence

محمد كمال
محمد كمال

3 د

عينت ميتا شنجيا تشاو رئيسًا علميًا لمختبر الذكاء الاصطناعي الفائق الجديد.

ويمثل ذلك خطوة توسعية في تقنيات النماذج اللغوية والتعلم العميق بشركة ميتا.

استثمار ضخم بزيادة الذكاء الصناعي يشمل مليارات الدولارات في البنية التحتية.

التعاون بين تشاو وزوكربيرج يدعم أبحاثًا متقدمة وتطوير نماذج مفتوحة المصدر.

تسعى ميتا لبناء مراكز بيانات لتعزيز قدرتها التنافسية في الذكاء الاصطناعي.

في خطوة جريئة تبرز حجم المنافسة في عالم الذكاء الاصطناعي المتسارع، أعلن مارك زوكربيرج، المدير التنفيذي لشركة ميتا (فيسبوك سابقًا)، عن تعيين شنجيا تشاو — أحد العقول المؤسسة لمشروع ChatGPT ومهندس رئيسي في OpenAI — في منصب كبير العلماء بمختبر Meta Superintelligence Labs الجديد. ويأتي هذا التعيين كإشارة واضحة على نية ميتا توسيع نفوذها في ساحة الذكاء الاصطناعي المتقدم، خاصة في ظل اهتمامها بتقنيات النماذج اللغوية والتعلم العميق وتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي العملاق (AGI).

في الأسابيع الأخيرة، أصبح حديث الاستثمار في مجالات الذكاء الصناعي محورًا رئيسيًا في توجهات عمالقة التكنولوجيا، حيث قادت ميتا موجة من التعيينات الكبيرة وضخّت 14 مليار دولار في شراكة استراتيجية مع Scale AI المتخصصة في تجهيز بيانات التدريب لنماذج الذكاء الصناعي. ويعد إطلاق منظمة "مختبرات الذكاء الفائق" (Meta Superintelligence Labs) خطوة جديدة لتجميع نخبة من كبار الباحثين والمهندسين الذين سيدفعون بأبحاث تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مستويات أكثر تقدمًا وإبداعًا.


شنجيا تشاو: من هندسة ChatGPT إلى قيادة الذكاء الفائق

ما يميز هذا القرار هو مكانة شنجيا تشاو الفريدة؛ فقد شارك في تطوير وإطلاق أشهر النماذج الذكية مثل ChatGPT وGPT-4 بجانب نماذج صغيرة أخرى (mini models ونسخ GPT الحديثة). كما شغل منصب المسؤول عن تطوير البيانات الاصطناعية في OpenAI، وهو تخصص بالغ الأهمية يُسهم في تحسين جودة وسرعة تعليم أنظمة الذكاء الصناعي. وانطلاقًا من البيان الرسمي لزوكربيرج، فإن تشاو لم يكن مجرد اسم ضمن الفريق، بل هو مشارك فعلي في تأسيس المختبر ويشغل مسؤولية القيادة العلمية منذ اليوم الأول.

ترشيح تشاو بهذا المنصب يجسد رغبة ميتا الواضحة في منافسة اللاعبين الكبار مثل غوغل ومايكروسوفت وOpenAI ذاتها على صعيد الأبحاث المتقدمة و"نماذج الأساس" (Foundation Models)، والتي تُعد النواة لكل تطبيقات الذكاء الصناعي الشبيهة بالإنسان.

وهنا تتضح أهمية الانسجام بين رؤى شنجيا تشاو القيادية وشخصية مارك زوكربيرج الطموحة؛ فالتعاون بينهما يحمل وعودًا بدفع أبحاث الذكاء الاصطناعي العام والنماذج مفتوحة المصدر مثل Llama إلى مساحات جديدة، تدعم منتجات الشبكات الاجتماعية والبحث وتحليل البيانات.


خطط استثمارية ضخمة وتنافسية متزايدة

مثل هذه الإستراتيجية، التي تتضمن رهانات استثمارية هائلة في البنية التحتية للحوسبة والبحث العلمي، تدل على قناعة زوكربيرج بأن الأعوام القليلة المقبلة ستكون حاسمة في السباق نحو الذكاء الصناعي الذي يفوق القدرات البشرية المعروفة. فقد صرح في منشور له بأن ميتا ستستثمر "مئات مليارات الدولارات" في بنية الحوسبة الداعمة للتعلم الآلي وتطوير المشاريع البحثية الأساسية، مشيرًا إلى التفاؤل الكبير بفترة مثيرة قادمة.

وربطًا بما سبق، فإن التعاون بين تشاو وألكسندر وانغ — الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI والمكلف حاليًا بملف الذكاء الاصطناعي في ميتا — يفتح الباب لتسريع تقدم مختبر الذكاء الفائق، خاصة من ناحية أتمتة معالجة المعلومات، إنشاء أنظمة متكاملة للإبداع الصناعي، وتعزيز نظم السلامة الأخلاقية والحوسبة عالية الأداء.

ينعكس كل ذلك على منتجات ميتا وخدماتها، كما يدفع بمجال الأبحاث في "الذكاء الاصطناعي الأساسي" (FAIR projects) ويفتح فضاء التقنيات مفتوحة المصدر أمام العلماء والمطورين حول العالم، ما يُبشّر بأجيال جديدة من التطبيقات الذكية والروبوتات ومساعدي المحادثة.

ذو صلة

ولتعزيز هذه الرؤية، شرعت ميتا بالفعل في بناء مراكز بيانات هائلة (منشآت "بروميثيوس" و"هايبيريون") تدعم تدريبات النماذج الأكبر والأعمق، لتعزيز قدراتها التنافسية مع بقية كبرى شركات التقنية.

ختامًا، يبدو أن ميتا تعيد رسم خريطة الذكاء الاصطناعي عالميًا عبر مزج الخبرات بين أبناء المدرسة القديمة للبرمجة والباحثين الشباب الطامحين لدفع حدود العلم. ويبقى أن نتابع متى ستُترجم هذه التحركات الجريئة إلى ابتكارات ملموسة تخدم المستخدمين وتجعل من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي رافعة حقيقية للتغيير في حياتنا الرقمية. ربما لو تم استخدام مصطلح "نواة الذكاء الاصطناعي" بدلًا من "النماذج الأساسية" لأضفى مزيدًا من التوضيح؛ كما أن التركيز أكثر على العلاقة بين تشاو وزوكربيرج في سياق الرؤى المستقبلية سيقوّي العلاقة الدلالية بين طموحات ميتا ومستقبل الذكاء الاصطناعي الفائق. أما إضافة جملة ربط في نهاية كل فقرة تربط تقنيات اليوم بطموحات الغد، فهي كفيلة بإثراء السياق وتعميقه.

ذو صلة