ميزة جديدة لتتحكم في مستوى التفكير في شات جي بي تي قيد الاختبار

3 د
أعلنت OpenAI عن ميزة جديدة في ChatGPT تسمى "محدد الجهد الذهني".
تمكّن الميزة المستخدمين من تحديد مستوى التحليل الذي يقدمه ChatGPT.
تشمل الميزة أربع طبقات، من الوضع الأخف إلى الأقصى، لتوفير مرونة أكبر.
الميزة مخصصة للمستخدمين الذين يحتاجون إلى إجابات متنوعة بين البساطة والتعمق.
تهدف OpenAI إلى تحسين تجربة المستخدم وتلبية الاحتياجات المتنوعة في الذكاء الاصطناعي.
وسط تزايد التنافس في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI عن اختبارها ميزة جديدة على منصة ChatGPT تتيح للمستخدمين التحكم في مدى "جهد التفكير" الذي يبذله النموذج أثناء معالجة الأسئلة. قد تبدو هذه الفكرة غريبة في البداية، ولكنها قد تعيد تعريف تجربة المستخدم مع برامج الدردشة الذكية!
تشير الأنباء إلى أن الخاصية الجديدة، التي أطلق عليها اسم "محدد الجهد الذهني"، ستمكّن كل شخص من تحديد مقدار التحليل أو التعمق الذي يرغب أن يقدمه ChatGPT في إجاباته. تخيل أنك تريد استشارة سريعة وبسيطة حول الطقس أو جدول أعمال الغد، لن تحتاج حتماً إلى إجابة معقدة. لكن إذا كان سؤالك يدور حول موضوع صعب مثل الاقتصاد القياسي أو تحليل بيانات صحية معقدة، ستستفيد حينها من تشغيل أعلى درجة من التفكير العميق. هكذا توفر OpenAI للمستخدمين خياراً لتكييف الذكاء الاصطناعي بما يناسب احتياجاتهم اليومية، سواء للمهام الخفيفة أو للبحوث المتخصصة.
وتتدرج مستويات هذا "الجهد" الجديد عبر أربع طبقات؛ تبدأ من الوضع الأخف (Light) وتصل إلى أقصى جهد (Max). في الوضع الأخف، يحاكي ChatGPT الإجابات السريعة، بينما يخصص في المستوى الممتد أو الأقصى موارد معالجة أكبر ويأخذ وقتاً أطول، نتيجة قيام الذكاء الاصطناعي بعدة خطوات تحليلية قبل إعطاء نتيجة نهائية. يشير مصطلح "juice" الذي استخدمته الشركة إلى مقدار الطاقة أو الجهد المخصص للإجابة، فكلما زاد الرقم زادت مراحل التفكير والتحليل. يجدر هنا التنويه أن الوضع الأقصى مخصص حالياً فقط لمشتركي الباقة المدفوعة الأعلى.
ويأتي هذا التوجّه استجابة للطلب المتنامي على مرونة أكبر في أجيال الذكاء الاصطناعي، لا سيما أن تباين نوعية الأسئلة بين الاستخدام اليومي واحتياجات المتخصصين في قطاعات مثل الصحة المالية أو الإدارة يجعل الخيار الواحد غير مثالي للجميع. ينتقل هذا المنظور من فلسفة "نموذج واحد للجميع" إلى خدمات مخصصة تناسب مستوى التعقيد المطلوب، وهو ما يضع OpenAI في مصاف المطورين الذين يراعون اختلاف أذواق ومستويات مستخدمي الذكاء الاصطناعي حول العالم.
وتربط هذه الخاصية الجديدة بين رغبة المستخدم في سرعة الحصول على إجابة مبسطة، أو حاجته إلى استغراق النموذج وقتاً أطول لإخراج تحليل معمق وموثوق. فهي تجسر بذلك الفجوة بين الذكاء الاصطناعي كتطبيق ترفيهي سريع، وأداة بحث علمي وتحليل بيانات متقدمة. ويدعم ذلك خطة الشركة في إعطاء المستخدم سيطرة متزايدة على أداء الأنظمة، ما يعزز الشفافية والموثوقية، خاصة مع تزايد التوجس من عشوائية بعض الإجابات في النماذج مفتوحة المصدر أو المجانية.
وفي ظل ترقب إطلاقات جديدة من OpenAI، مثل النسخة السادسة من نموذج GPT وتوسيع خطط اشتراك ChatGPT، يبدو أن الشركة تستعد لترسيخ قيادتها لهذا القطاع عبر مزيد من الميزات الذكية. يذكر أن الميزة الجديدة قيد التجربة حالياً، بانتظار توسعها لتشمل عدد أكبر من المستخدمين، مع وعود بتحسين خيارات التحكم وربما تقديم مستويات أكثر تنوعاً مستقبلاً.
خلاصة القول، تقود OpenAI سباق الابتكار عبر هذه الخطوة الذكية التي تمنح المستخدمين زمام المبادرة في تخصيص تفاعلهم مع الذكاء الاصطناعي. وبينما تتغير احتياجاتنا الرقمية بوتيرة متسارعة، يبشر "محدد الجهد الذهني" بعصر جديد من التجربة المخصصة، حيث يجتمع الذكاء، المرونة، والتحكم بين يدي كل مستخدم.