ذكاء اصطناعي

ناسا تكشف مفاجأة كبرى: علاقة خفية بين نواة الأرض والهواء الذي نتنفسه

محمد كمال
محمد كمال

3 د

كشفت ناسا علاقة بين المجال المغناطيسي ومستويات الأكسجين في الجو.

الدراسة وجدت توافقًا بين تغيرات المجال المغناطيسي ومستويات الأكسجين عبر العصور.

المجال المغناطيسي للأرض يعمل كدرع يحمي الجو من الأشعة الشمسية المؤذية.

العلاقة بين تحركات القارات وتطور الحياة قد تكون مرتبطة بهذه الظواهر.

الأبحاث المستقبلية تطمح لدراسة مواد أخرى مثل النيتروجين لفهم أعمق.

هل كنت تتخيل يوماً أن حياتنا على سطح الأرض قد تعتمد بطريقة خفية على ما يحدث داخل قلب كوكبنا؟ في دراسة جديدة مثيرة للاهتمام، كشفت وكالة ناسا الأمريكية عن علاقة مفاجئة بين المجال المغناطيسي للأرض ومستويات الأكسجين في الجو، الأمر الذي قد يغير من فهمنا للحياة على كوكبنا الأزرق.

اكتشف العلماء في هذه الدراسة الحديثة أنه على مدار الـ540 مليون سنة الماضية، كان هناك توافق ملحوظ بين تغيرات قوة المجال المغناطيسي الأرضي ومستويات الأكسجين في الغلاف الجوي. قد يبدو هذا الأمر غريباً للوهلة الأولى، لكنه يشير إلى وجود آلات وعوامل عميقة في باطن الأرض قد تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الظروف الملائمة للحياة.


المجال المغناطيسي: حارس الحياة على الأرض

لفهم سبب أهمية هذا الاكتشاف، علينا أولاً أن نعرف أن المجال المغناطيسي للأرض يتولد من حركة المواد المنصهرة في نواة الكوكب، ليعمل كدرع كهرومغناطيسي ضخم يحمي الغلاف الجوي من الأشعة والجسيمات المؤذية المنبعثة من الشمس. لكن هذا الدرع ليس ثابتاً بشكل كامل، بل يتعرض دوماً لتغيرات وتقلبات في قوته واتجاهه.

هنا يأتي دور العلماء الذين قاموا بتحليل البيانات التاريخية ومقارنتها بدقة متناهية، حيث استخدموا سجل الصخور القديمة لمعرفة تاريخ قوة المجال المغناطيسي. هذه المعادن الممغنطة الموجودة في الصخور تحفظ لنا "بصمة" حقيقية لقوة واتجاه المجال المغناطيسي في فترات زمنية سحيقة تمتد لملايين السنين.

وباستخدام ذات الأساليب، تمكن الباحثون أيضاً من الاستدلال على مستويات الأكسجين في الجو في نفس الفترات الزمنية. المفاجأة كانت في العثور على تطابق غريب ومذهل بين هاتين المجموعتين من البيانات، ما يجعل العلماء مقتنعين أن السبب ربما يكون آلية واحدة مشتركة تتحكم في تغيرات المجال المغناطيسي وكذلك في نسب الأكسجين الحيوية للكائنات الحية.


العلاقة الغامضة: تحركات القارات وتطور الحياة

ولعل من أكثر ما يثير الدهشة أن هذا الارتباط بين التقلبات المغناطيسية ومستويات الأكسجين بدأ منذ حوالي 540 مليون عام، وهي الحقبة الزمنية التي شهدت ظهور الحياة المعقدة على كوكب الأرض في ما يُعرف بـ"الانفجار الكامبري". هذا يشير إلى احتمالية أن تكون نفس العمليات الجيولوجية، وربما حركة الصفائح القارية، هي العامل الخفي الذي يُشكّل الظروف المؤثرة على نشأة الحياة وتطورها.

في هذا السياق يقول وايجيا كوانغ من مركز جودارد للرحلات الفضائية التابع لناسا: "المجموعتان من البيانات متطابقتان إلى حدٍ كبير، مما يوحي أن كلتا الظاهرتين تخضعان لعملية مشتركة في الأعماق ربما تكون مرتبطة بحركة الصفائح التكتونية".


اكتشاف اليوم هو مفتاح لأسرار الغد

لكن الباحثين يؤكدون أن هذا الاكتشاف هو مجرد بداية الطريق. فما زالت الآلية الدقيقة التي تربط بين هذه الظواهر تظل لغزاً عميقاً. الخطوة القادمة للعلماء، حسب ما أعلنوه، ستكون دراسة نطاقات زمنية أوسع وأعمق، للتحقق من صحة هذه العلاقة والتأكد من مدى استمرارها عبر تاريخ الأرض بكامله.

ذو صلة

كما يطمح الفريق البحثي في دراسة مواد أخرى ضرورية للحياة مثل النيتروجين، لمعرفة إن كانت تحمل نفس العلاقة الغامضة بين داخل الكوكب وهوائنا على السطح.

في الختام، ما كشفته دراسة ناسا يفتح أبواباً جديدة لفهم أوسع لكوكبنا، ويبين لنا أن كل ظواهر الأرض من الأعماق إلى السطح مترابطة بشكل وثيق ومفاجئ. الواقع أن اختيار كلمة مثل "سر غامض" بدلًا من "علاقة غامضة" قد تضيف عنصراً من التشويق أكثر على النص، وتجعل القارئ راغباً أكثر في الانغماس والتوسع في المعرفة حول هذا الموضوع المثير. في المرات القادمة، إضافة رابط بين مفهومي "حركة القارات" و"تطور الحياة" قد تُساعد في زيادة وضوح الفكرة للقارئ المهتم.

ذو صلة