ذكاء اصطناعي

ناشطة بارزة في مجال إنقاذ الحيوانات تنهي حياتها بسبب التنمر الإلكتروني

فريق العمل
فريق العمل

3 د

توفيت الناشطة على يوتيوب «ميكايلا راينز» بعد حملة تنمر إلكتروني قاسية.

كشف زوجها إيثان عن الظروف الصعبة ومعاناتها النفسانية العميقة.

أسست ميكايلا منظمة Save A Fox لحماية الحيوانات وحظيت بشعبية واسعة.

ملأت وسائل التواصل تعازي محبي ميكايلا وإشاداتهم بتأثيرها الإيجابي الكبير.

يسلط الحادث الضوء على ضرورة الدعم النفسي والاجتماعي لمن يعانون من الأزمات.

في خبر محزن أعاد موضوع التنمر الإلكتروني إلى واجهة النقاش مجددًا، تُوفّيت الناشطة الشهيرة على منصة يوتيوب ومؤسّسة منظمة Save A Fox «ميكايلا راينز»، عن عمر يناهز 29 عامًا، بعد تعرّضها لحملة تنمّر رقمي قاسية جدًا على حد تصريحات زوجها.

وتعليقًا على الفاجعة، شارك زوج ميكايلا، إيثان، مقطع فيديو مدته 11 دقيقة تحدّث فيه بوضوح عن الظروف الصعبة التي عانت منها زوجته في الفترة الأخيرة. وكشف إيثان أن حملة التنمر هذه كانت منظمة ومستهدفة، وقد شارك فيها غرباء وأشخاص من مجتمع إنقاذ الحيوانات البرية، بالإضافة إلى أشخاص كانوا يعدّون من المقربين لهما. وأضاف الزوج المفجوع أن المتنمرين اعتادوا نشر إشاعات خاطئة وأقاويل جارحة سبّبت ألمًا كبيرًا لزوجته، موضحًا: «حاولت لسنوات عديدة أن تتجاوز هذه الإساءة، ولكن هذه المرة كان الحمل عليها أقسى من أن تحتمله».

وما يميّز ميكايلا لم يكن تأثيرها على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب، حيث استطاعت بخبرتها وعاطفتها الإنسانية نحو الحيوانات تأسيس منظمة Save A Fox في ولاية مينيسوتا الأمريكية عام 2016، والتي تتوسع حاليًا لتشمل فرعًا في فلوريدا أيضًا. وقد حظي نشاط المنظمة الإنساني لحماية وإنقاذ الثعالب والحيوانات البرية بشعبية كبيرة، متجاوزًا 500 ألف متابع على إنستغرام، وعلى اليوتيوب قرابة 2.4 مليون مشترك.

وهذا يربطنا بالتحديات الشخصية التي واجهتها ميكايلا، والتي كشف عنها إيثان أيضًا في الفيديو ذاته، حيث أوضح أن زوجته كانت تعيش مع صعوبات كبيرة مرتبطة بالصحة النفسية، من بينها الاكتئاب، والتوحّد، واضطراب الشخصية الحدّية. وبحسب قوله، فإن هذه الظروف النفسية الصعبة زادت من تأثرها بالحملة التي شنّها بعض المتنمرين عليها عبر الإنترنت. وفي لمحة إنسانية عن زوجته الراحلة، شارك متأثرًا كيف كانت ميكايلا منذ طفولتها شديدة الحساسية والتأثّر، لكن هذه الحالة أيضًا منحتها القدرة على الاهتمام والتركيز العالي في رعاية الحيوانات وإنقاذها.

وكانت ردود الأفعال حزينة جدًّا، حيث امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بتعازي محبي ميكايلا وإشاداتهم بتأثيرها الإيجابي الكبير، ومن بينهم حساب «جينبر الثعلبة»، وهو حساب ذو شهرة كبيرة يصل إلى أكثر من 3 ملايين متابع. كما جاءت ردود الفعل من زملاء ميكايلا ضمن مجتمع حماية الحيوان البرّي، الذين أبدو صدمتهم وحزنهم العميق على خسارتها المفاجئة. ودعا بعض الناشطين إلى ضرورة فتح باب النقاش العلني عن التنمر الإلكتروني والأذى النفسي الذي يتعرض له كثيرون عبر منصات التواصل.

ذو صلة

ووسط موجة الحزن هذه، يعود تسليط الضوء مرة أخرى على أهمية توفير دعم نفسي واجتماعي لكل من يعاني من أزمات مشابهة. فإذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يمر بظروف نفسية صعبة، تأكد أن طلب المساعدة من متخصصين مثل خدمات الدعم النفسي المتوفرة حتى عبر الهاتف أو الإنترنت يمكنه أن يساعد في التعامل مع الحالات المشابهة بل وتفادي وقوع أزمات أكبر.

رحلت ميكايلا تاركة وراءها عائلتها، إيثان وابنتهما فريا، ومسيرة إنسانية حافلة بالإنجاز والتأثير المجتمعي الإيجابي. ورغم الألم الحالي الذي تركه غيابها، يظل أمل عائلتها وأصدقائها أن تبقى ذكراها حاضرة، وأن تجد قصتها المؤثرة الطريق إلى المزيد من الوعي في موضوعات التنمر وحماية الصحة النفسية لمن يعانون في صمت.

ذو صلة