ذكاء اصطناعي

نظارات علي بابا الذكية: منافس جديد في سباق الذكاء الاصطناعي القابل للارتداء

محمد كمال
محمد كمال

4 د

أعلنت علي بابا عن نظاراتها الذكية "كوارك" خلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي بشنغهاي.

تُستخدم النظارات للتفاعل اللحظي مع منظومة علي بابا وتسهيل المدفوعات والتنقل.

تقدم النظارات وظائف متقدمة كالمكالمات بدون استخدام اليدين والترجمة الفورية.

تشتد المنافسة في السوق الصيني، حيث أطلقت شاومي وبايدو نظاراتهما الذكية.

شهدت أسهم علي بابا ارتفاعًا بنسبة 42% بفضل استثمارها في الذكاء الاصطناعي.

في خطوة تعكس تحوّل شركات التكنولوجيا العملاقة نحو المستقبل، أعلنت مجموعة علي بابا عن طرح نظاراتها الذكية الأولى "كوارك" خلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي في شنغهاي. بهذا الإعلان، تخوض الشركة الصينية سباق المنافسة مع عمالقة أمثال "ميتا" وتحديدا التعاون مع راي-بان، إضافة لمزاحمة أسماء لامعة مثل شاومي وبايدو ضمن سوق الأجهزة القابلة للارتداء المفعمة بالمخيلة والآمال.

عند الحديث عن ابتكارات علي بابا التقنية الجديدة، تأتي نظارات كوارك الذكية لتكشف عن اندماج التقنيات المتطورة في أبسط تفاصيل حياتنا. فالجهاز يعمل برقاقة كوالكوم القوية "سنابدراغون AR1" ويعتمد على نموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي "قوين" الخاص بالشركة. بهذه التركيبة، تصبح النظارات قادرة على التفاعل اللحظي مع منظومة علي بابا الرقمية، حيث تتيح للمستخدمين إجراء المدفوعات عبر "علي باي"، والتحقق من أسعار المنتجات على منصة "تاوباو"، وحتى الاعتماد على "أيه-ماب" في إرشادات التنقل اليومية. ما يجعل التجربة أكثر سلاسة هو القدرة على توجيه الأوامر الصوتية ومسح رموز QR دون الحاجة لأي تواصل يدوي مباشر.

وهذا التطور اللافت يدفع بالمنافسة في سوق الأجهزة الذكية القابلة للارتداء نحو مستوى جديد من الأداء والتشبيك.
قدرات متقدمة وتجربة متكاملة

ما يميز نظارات علي بابا، إلى جانب دمجها العميق مع تطبيقات الشركة، هو مجموعة الوظائف الذكية التي تقدمها مباشرة على واجهتها البصرية. يمكنك إجراء المكالمات بدون استخدام اليدين، الاستماع إلى الموسيقى أثناء التنقل، الحصول على ترجمة فورية خلال المحادثات أو حتى تحويل الاجتماع الصوتي إلى نص مكتوب لحظياً. كما أن تصميم النظارة جاء أكثر أناقة من المعتاد، إذ أن إطارها وأذرعها أنحف من معظم المنتجات المنافسة، توفيراً للراحة وسهولة الاستخدام طوال اليوم دون إرهاق.

ولأن التجربة الكاملة تتطلب كفاءة في الاستهلاك والطاقة ودقّة في التفاعل، ركّزت علي بابا على معالجة مشاكل البطارية الضعيفة وعجز الذكاء الاصطناعي العملي، كما صرّح بذلك مدير وحدة الأجهزة الذكية في الشركة سونغ غانغ. وهذا يثبت أن المنافسة ليست في الشكل فقط، بل في جوهر الأداء والاعتمادية اليومية.

انطلاقاً من هنا، يزداد المشهد تنافسية مع كل دخول جديد للسوق.
السوق الصيني: ميدان معركة بين الكبار

بالنظر إلى خارطة المشروعات المماثلة، نجد أن علي بابا ليست الوحيدة ضمن ساحة الذكاء الاصطناعي القابل للارتداء في الصين. فقد كشفت شاومي حديثاً عن نظاراتها الذكية بسعر تنافسي بلغ نحو 278 دولاراً، مع بطارية تدوم حتى 8.6 ساعات وكاميرا بدقة 12 ميغابيكسل. أما ميتا، فلا تبيع نظارات Ray-Ban الشهيرة في الصين، ما يتيح لشركات محلية مثل بايدو أيضاً فرصة توسعة انتشارها، حيث أطلقت الأخيرة نموذجها المدعوم بمنصة ERNIE الذكية.

وبالتوازي مع هذه التحركات، أشارت بيانات شركة Wellsenn XR إلى أن مبيعات النظارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي عالمياً ارتفعت بنسبة 216% في الربع الأول من عام 2025، لتصل إلى 600 ألف وحدة. هذه الأرقام تشير إلى فرص هائلة، مع احتمال دخول جهات عالمية جديدة مثل آبل وسناب شات لاحقاً.

وهذه القفزة تعكس موجة الثقة الاستثنائية باستثمارات الذكاء الاصطناعي، والتي كان لها أثر مباشر على أداء سوق الأسهم الخاص بعلي بابا.
انعكاسات مالية ومستقبل مستعار بالذكاء الاصطناعي

من الملاحظ أن أسهم علي بابا ارتفعت بنسبة 42% منذ بداية العام، ما جذب انتباه مستثمرين كبار مثل بنك غولدمان ساكس الذي رفع حصته بنحو مليار دولار في الأشهر الأخيرة. وتُعزى هذه الطفرة إلى خطة التحول الرقمية للشركة، لا سيما أن ميزانيتها للذكاء الاصطناعي وصلت حتى 52.4 مليار دولار. يأتي ذلك بينما تقترب الشركة من إعلان أرباح الربع الرابع، ومن المتوقع أن تستمر وتيرة الابتكارات التقنية في دفع ثقة المستثمرين وصنّاع القرار على حد سواء.

ويعزز هذه التوقعات متانة السوق المستقبلية، إذ تشير تقديرات المحللين إلى إمكانية نمو سوق النظارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي بنسبة 60% خلال عام 2025، مع استعداد آبل لدخول السباق بخططها السلامية للأجهزة الرأسية في العام 2027. كما يُرجح المحللون أن تزداد المنافسة مع دخول شركات مثل سناب باستهداف أجهزة الواقع المعزز ذات الوزن الخفيف قريباً.

ذو صلة

ومع اتساع فضاء المنافسة، يصبح السؤال: كيف ستنجح كل شركة في تعميق تجربة المستخدم عبر التصميم والبرمجيات والخدمات المتصلة؟

باختصار، دخول علي بابا لعالم النظارات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي ليس مجرد طرح منتج جديد، بل هو محطة محورية في معركة الحوسبة القابلة للارتداء على مستوى عالمي. رغم الزخم والابتكار، ثمة فرصة لتحسين التغطية الإخبارية بمزيد من التركيز على تأثيرات هذه الأجهزة على الحياة اليومية للأفراد، أو استبدال بعض المصطلحات التقنية بأُخرى أكثر مألوفية للقراء. كما أن إضافة جملة توضح فوائد هذه الابتكارات للمجتمع قد تزيد من وضوح السرد وتعمق انخراط القارئ في العالم الجديد للذكاء الاصطناعي.

ذو صلة