ذكاء اصطناعي

هل تخيلت يوماً أن تتحول نباتات منزلك إلى مصادر إضاءة طبيعية تضيء عتمة الليل بلا كهرباء؟

محمد كمال
محمد كمال

3 د

نجح باحثو MIT في تحويل النباتات إلى مصادر إنارة طبيعية باستخدام تقنيات حيوية متقدمة.

استخدمت تقنية الجسيمات النانوية لنقل مكونات الضوء إلى داخل أوراق النباتات.

ساهمت العملية في تحسين توهج النباتات حتى وصل إلى ثلاث ساعات ونصف.

يمكن استخدام النباتات المتوهجة في إنارة الحدائق وعلامات إرشادية مستدامة.

كان الحفاظ على سلامة النباتات والبيئة جزءًا رئيسيًا من هذا الابتكار الواعد.

هل تخيلت يوماً أن تتحول نباتات منزلك إلى مصادر إضاءة طبيعية تضيء عتمة الليل بلا كهرباء؟ هذا الحلم بات أقرب للواقع وأكثر إثارة مما نتصور، مع نجاح باحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في هندسة نباتات قادرة على إصدار ضوء خافت بفضل تقنيات الهندسة الحيوية المتقدمة.

من قلب مختبرات MIT، خرج فريق بحثي برؤية طموحة لتحويل النباتات العادية إلى مصادر إنارة طبيعية. السر يكمن في الاستعانة بإنزيم يُسمى "لوسيفيراز" يمتاز بقدرته على توليد الضوء لدى بعض الكائنات مثل اليراعات. لكن هذا الإنجاز الرائد يعتمد على تفاعل معقد، إذ يتحد الإنزيم مع جزيء اسمه "لوسيفيرين"، ما يؤدي إلى إشعاع ضوء مرئي. ولا تقف العملية هنا، فهناك أيضاً دور مهم لمركب يُسمى "مرافق الإنزيم A" أو "كوإنزيم A" الذي يُسرّع التفاعل ويمنع تراكم الشوائب التي قد تثبط فعالية الإنزيم.

دعونا ننتقل الآن لتقنية إيصال هذه المكونات للنبات. استغل الباحثون تقنية الجسيمات النانوية، وهي جسيمات متناهية الصغر لا تُرى بالعين المجردة، لتوصيل اللوسيفيراز والباقي إلى أماكنها المستهدفة داخل الأوراق. جرى استخدام جزيئات السيليكا لنقل الإنزيم، في حين تَقرّر تحميل جزيئات البوليمر PLGA وجزيئات الكيتوزان بجزيئي اللوسيفيرين و"كوإنزيم A" على التوالي. بهذه الطريقة، تضمن العلماء توزيع المواد بكفاءة وبتركيزات آمنة ليظل النبات صحياً ولا يتضرر من المواد الغريبة عليه.

هذه الخطوة الذكية فتحت الباب أمام تطبيقات مثيرة. وتستمر القصة عندما نعرف أن الغمر تحت ضغط عالٍ مكّن الجسيمات من اختراق أوراق النبات عبر الثغور (وهي بوابات صغيرة يتنفس منها النبات)، لتستقر الجسيمات داخل الخلايا وتُطلق النور المنتظر. بداية المشروع حققت توهجاً دام 45 دقيقة فقط، لكن بالإصرار وتكرار التجارب، تمكن الفريق من تحسين الأداء على نحو ملحوظ حتى وصل إشعاع النباتات إلى ثلاث ساعات ونصف بلا انقطاع، وهو إنجاز غير مسبوق يمثل قفزة في مجال الزراعة الذكية والتقنيات الحيوية.

وربطاً بالمسار العام للابتكار في علم الأحياء، تبرز أهمية هذا العمل في أنه يضع أساساً جديداً لهندسة النباتات لأغراض تتجاوز التغذية، فتخيّل دور النباتات المتوهجة في توفير إنارة للحدائق، أو استخدامها كعلامات إرشادية بيئية توفر الطاقة، أو حتى كحلول بديلة في المناطق التي تعاني من انقطاع الكهرباء. إن تطويع الجينات والمواد الطبيعية بهذه الدقة يفتح آفاقاً لا محدودة أمام الاستخدامات المستقبلية، وهو ما يلهم اليوم باحثي التكنولوجيا الحيوية حول العالم.

ذو صلة

في نهاية هذا الاكتشاف، نجد أن الاهتمام بجوانب السلامة وعدم إلحاق الضرر بالنباتات أو البيئة كان حاضراً طيلة مراحل البحث، مما يظهر توازناً لافتاً بين الطموح العلمي والوعي بالمسؤولية البيئية. وربما يساعد التركيز على مصطلحات كالهندسة الوراثية، البروتينات النشطة، الجسيمات النانوية والتقنيات الحيوية، في تقريب الصورة للقارئ ومواكبة التطورات المتسارعة في هذا الميدان.

ولعل تحسين المقال بالتركيز على مفردات أكثر قوة مثل "طفرة تقنية واعدة" أو إبراز أهمية "الاستدامة البيئية" يعزز من أثر الرسالة لدى القراء، خاصة إذا أضفنا جمل ربط أقوى بين التطبيق الفعلي والاستخدام اليومي. فالمقال هنا لا يرصد سباقاً علمياً فقط، بل يمهد لرؤية جديدة للعالم حيث تستطيع النباتات أن تضيء، حرفياً، طريق المستقبل.

ذو صلة