ذكاء اصطناعي

هل تصدق؟ محامو إيلون ماسك للمحكمة: “ملك التقنية” لا يمتلك حاسوباً!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

ذكر محامو إيلون ماسك في المحكمة أنه "لا يمتلك حاسوبًا شخصيًا".

أثارت هذه التصريحات دهشةً وتناقضًا مع منشورات ماسك السابقة التي تظهر حاسوبه.

يُعتقد أن فريق ماسك يسعى لحصر التحقيق وتجنب تقديم مستندات حساسة.

النزاع يتعلق بخلاف حول توجهات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين ماسك وOpenAI.

بطابع ماسك المثير للجدل، يبقى الحكم على هذه الادعاءات معقدًا وصعبًا.

تصدرت أخبار ملياردير التكنولوجيا الأشهر إيلون ماسك الصحف العالمية مرة أخرى، وليس بسبب إنجاز فضائي جديد أو تغريدة أثارت الجدل، بل بسبب تصريح غريب من محاميه في المحكمة. هل يمكن بالفعل لرجل يوصف بأنه من أعظم مبتكري عصرنا ألّا يستخدم الحواسيب؟

أثناء جلسات نزاع قانوني حاد ومتشعب بين ماسك وشركة OpenAI العملاقة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، ذكر محامو ماسك في وثيقة رسمية للمحكمة أنه "لا يمتلك حاسوبًا شخصيًا". جاءت هذه المفاجأة وسط جدل ساخن حول تسليم وثائق مهمة تتعلق بالدعوى القضائية وتبادل للاتهامات حول إخفاء المستندات، ليضيف التصريح الغريب مزيدًا من التشويق والإثارة للقضية.

قد يبدو الادعاء مستغربًا وربما حتى مثيرًا للضحك، لكنه أصبح محل شك وتناقض مع الدلائل العامة المتوفرة. فالمفارقة في تصريح فريق ماسك القانوني تكمن في وجود منشورات سابقة لماسك نفسه على منصة التواصل "X" (تويتر سابقًا)، يُظهر فيها حاسوبه الشخصي المستخدم لاختبار تقنيات ستارلينك للإنترنت الفضائي. وفي فرصة أخرى، تحدث ماسك بكل وضوح عن استخدامه لحاسوبه "القديم" أثناء إجابته على استفسارات المعجبين حول نظامه الخاص بالألعاب الإلكترونية.


تناقض مثير للجدل: هل هي مناورة قانونية؟

هذا التضارب الظاهر بين تصريحات فريق المحامين وما كشفه ماسك في منشوراته، فتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول الهدف الحقيقي من مثل هذا التصريح المفاجئ. فهل يسعى فريق ماسك القانوني لتضييق نطاق التحقيق في القضية وتجنب تقديم مستندات إلكترونية قد تكون حساسة؟ أم أن الأمر مجرد سوء تفاهم أو مبالغة لغرض قانوني معين؟

وبالتعمق أكثر في خلفية الدعوى القضائية، تبدو الصورة أوضح قليلًا. فهي ليست مجرد قضية عادية، بل حرب قانونية غير مباشرة على ملكية وتوجهات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بين إيلون ماسك والقيادي الحالي لـ OpenAI سام ألتمان. يتهم ماسك ألتمان بأنه خان المبادئ التي اتفقا عليها معًا أثناء تأسيس OpenAI، ليقود الشركة نحو شراكة مع مايكروسوفت بشكل يعتبره ماسك خروجًا عن الهدف الأساسي.

أيًا ما كانت الأسباب الحقيقية وراء هذه التصريحات، فإن التجاذب بين عمالقة التكنولوجيا قد أشعل نقاشات متنوعة بين الخبراء والمراقبين. وما يزيد الأمر تشويقًا هي الشخصية الغامضة لماسك، الذي لطالما خالف التوقعات وتحدى الأفكار التقليدية، مما يجعل الحكم بصحة هذا الادعاء أمرًا في غاية الصعوبة.

ذو صلة

وتبقى هذه المشكلة نقطة ثانوية إلا أنها سلطت الضوء بشكل لافت على خصوصيات حياة شخص قد يبدو للعالم أنه يعيش في عالم مستقبلي تمامًا، إلا أنه ربما لا يزال يحتفظ ببعض الخصال غير المتوقعة.

بالمجمل، ربما يكون من الأفضل تجنب المبالغة في تعبيرات من نوعية "تجنب استخدامه حاسوبًا بالكامل"، ولعل الأصح وصفه "بتجنب الاستخدام المستمر أو الاعتيادي للحواسيب الشخصية"، خاصةً وأن صور ومنشورات ماسك السابقة توضح إمكانية استخدامه له بين الحين والآخر. وعلى أي حال، ستبقى المرافعة القانونية الجارية في المحاكم الأمريكية شيئًا يستحق المتابعة بشغف؛ لنعرف معًا أين ستصل هذه الحكاية الغامضة التي تجمع بين القانون والتقنية وأحد أشهر رجال الأعمال في عصرنا.

ذو صلة