ذكاء اصطناعي

هل ينتهي عصر حقوق الملكية؟ قرار قضائي يسمح بتدريب الذكاء الاصطناعي على الكتب المحمية بحقوق المؤلفين!

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أصدر قاضي أمريكي حكماً يتيح لشركة أنثروبيك استخدام الكتب المحمية لتدريب الذكاء الاصطناعي.

اعتبر القاضي أن استخدام الكتب يندرج ضمن "الاستخدام العادل" لتعلم الكتابة.

الشركة متهمة باستخدام نسخ مقرصنة وستُعقد محاكمة لتحديد الأضرار.

الأحكام القانونية الحالية تُثير الجدل حول حقوق المؤلفين في عصر الذكاء الاصطناعي.

في سابقة قضائية مهمة، أصدر قاضي أمريكي حكماً يُسمح بموجبه لشركة الذكاء الاصطناعي "أنثروبيك"، التي تبلغ قيمتها السوقية 61.5 مليار دولار، باستخدام الكتب المنشورة المحمية بحقوق النشر لتدريب نموذجها الخاص بتقنيات الذكاء الاصطناعي، دون أخذ موافقة مسبقة أو تقديم تعويضات للمؤلفين أصحاب هذه الكتب.

هذا القرار القضائي جاء بعد قضية رفعت ضد شركة "أنثروبيك"، ذكر فيها مؤلفون أن الشركة انتهكت حقهم في الملكية الفكرية عندما استخدمت كتبهم لتدريب برنامجها الخاص بالذكاء الاصطناعي المعروف باسم "كلود". لكن القاضي ويليام ألسوب، من محكمة الولايات المتحدة في سان فرانسيسكو، اعتبر أن استخدام الكتب بشكلها القانوني (غير المقرصن) كان ضمن "الاستخدام العادل"، وهي قاعدة استثنائية تتيح استخدام المواد المحمية بحقوق النشر إذا كان الناتج تحويلًا جوهريًا ومختلفًا كليًا عن المادة الأصلية.

وفي نص الحكم، شبه القاضي عملية تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي بـ "قارئ يسعى لتعلم الكتابة من خلال قراءة نصوص كثيرة"، مضيفًا أن برنامج "كلود" الخاص بشركة أنثروبيك استخدم هذه الكتب لا ليعيد إنتاجها أو منافستها، بل ليستوعبها ويبتكر من خلالها شيئًا مختلفًا تمامًا.


قضية منفصلة بشأن الكتب المقرصنة

ورغم أن الحكم القضائي كان في صالح شركة "أنثروبيك" في مسألة الاستخدام القانوني للمواد المنشورة، فإنه لم يبرئ الشركة تمامًا من جميع التهم المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية. فالقاضي ألسوب أوضح أن هناك نقطة هامة أخرى يجب النظر بها، وهي قيام الشركة باستخدام نسخ مقرصنة من الكتب لتكوين مكتبتها الرقمية المركزية.

وفقًا لما ورد في الحكم، قامت الشركة بتحميل ملايين النسخ المقرصنة بشكل غير قانوني عبر مواقع تنشر الكتب مجانًا، إضافة إلى شراء كتب مطبوعة ثم تحويلها إلى نسخ رقمية عبر نزع أغلفتها ومسح صفحاتها ضوئيًا وإدخالها لمكتبتها المركزية. ومن المقرر إجراء محاكمة منفصلة لتحديد الأضرار والتعويضات المتعلقة بهذه الكتب المقرصنة.

وبهذا يفتح الحكم الباب واسعاً أمام احتمالية تزايد دعاوى مماثلة وقضايا متخصصة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لمعرفة حدود استخدام المحتوى الإبداعي في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

ورغم هذه الصعوبات القانونية، إلا أن هذه الخطوة قد تكون دافعًا قويًا للشركات الناشئة العاملة في تقنيات الذكاء الاصطناعي لمواصلة الابتكار، وكذلك جدلاً حول حقوق المؤلفين ومدى حمايتهم في عصر البيانات الضخمة والتقنيات المتقدمة.

هذا وتحقق شركة "أنثروبيك" أرباحًا هائلة من نموذجها "كلود"، الذي يلقى انتشارًا واسعًا في الأوساط التجارية وبين المستخدمين المشتركين، وبلغت إيراداتها من هذه الاشتراكات أكثر من مليار دولار سنوياً. وتترواح تكلفة الاشتراك في خدمات "كلود" بين 20 دولاراً و100 دولار شهريًا.

في الوقت ذاته، تواجه "أنثروبيك" مزيدًا من الضغوط القانونية من اتجاهات أخرى، حيث رفعت شركة "ريديت" أيضًا دعوى قضائية ضدها، بدعوى استخدامها محتوى من منصة ريديت لتدريب نماذجها دون تصريح مسبق.

ذو صلة

وفي نهاية الأمر، لا يزال الغموض والتعقيد القانوني يحيطان بقضايا استعمال المحتوى الإبداعي والفكري، ما يحفز الجدل المستمر حول دور القضاء في ضبط وتقنين عالم التقنيات الجديدة.

وربما تكون هذه التجربة خطوة جيدة للاستفادة منها مستقبلًا في صياغة قوانين أكثر شمولاً ووضوحاً تنظّم العلاقة بين عالم التقنيات الحديثة وحقوق الملكية الفكرية، بمحاولة إقامة توازن بين الابتكار وحماية حقوق المؤلفين والمبدعين.

ذو صلة