واتساب يتجه نحو الاشتراكات المدفوعة: هل انتهى زمن المجانية؟

3 د
واتساب سيتحول لتقديم ميزات مدفوعة تتضمن اشتراكات القنوات الحصرية والإعلانات داخل التطبيق.
تُمكّن ميزة "اشتراكات القنوات" مستخدمين من متابعة محتوى مميز برسوم شهرية لصالح مالك القناة.
"الإعلانات في الحالة" تتيح للشركات الترويج لمنتجاتها مباشرة داخل واتساب مع الحفاظ على التشفير.
تعهدت ميتا بحماية خصوصية المستخدمين، لكن هناك تحفظات حول استخدام البيانات من تطبيقات أخرى.
المستخدمون أمام خيارين: الاشتراك في خدمات مدفوعة أو الاستمرار بالتجربة المجانية للتطبيق.
بينما اعتدنا لسنوات طويلة على استخدام واتساب بشكل مجاني، يبدو أن هذا الوضع سيتغير قريباً. عملاق المراسلة تحت مظلة شركة "ميتا" سيبدأ تقديم ميزات جديدة مدفوعة، بالإضافة لعرض إعلانات داخل تطبيقه الشهير، فهل ستُغيّر هذه الخطوة نظرتنا إلى التطبيق الذي بات جزءاً من حياتنا اليومية؟
منذ الإعلان عن التغييرات الجديدة، أثار الخبر اهتمام الكثيرين، خاصة أن واتساب معروف بكونه تطبيقاً خالياً من التعقيدات. لكن ما الذي دفع الشركة للاعتماد على الإعلانات والاشتراكات؟ دعونا نأخذكم في رحلة سريعة ومبسطة بين هذه التحديثات الجديدة.
الاشتراكات والقنوات المدفوعة... تغييرات مرتقبة في واتساب
"ميتا" توجه أنظارها نحو قسم الحالة (Status tab) في واتساب، حيث تنوي توفير خاصية جديدة للانتساب إلى قنوات حصرية، وهذه الخدمة شبيهة بتلك التي تقدمها منصات مثل "إنستغرام" و"يوتيوب". يمكن للمستخدمين دفع مبالغ شهرية ثابتة للاشتراك والحصول على محتوى مميز أو تحديثات حصرية من مؤسسات إخبارية أو صناع محتوى معروفين.
من الميزات القادمة بقوة هي ميزة "اشتراكات القنوات"، والتي تجعل المشتركين قادرين على متابعة قنوات مخصصة مقابل اشتراك شهري لمدة 30 يوماً، يحدد قيمته صاحب القناة نفسه. وفي المقابل، تحصل واتساب على نسبة تقارب 10% من قيمة الاشتراك.
ليس هذا كل شيء، فهنالك ميزة "القنوات المروجة"، ركيزة أخرى ستتيح لمدراء القنوات الدفع لتعزيز ظهور قنواتهم في صفحة اكتشاف القنوات. إذا كنت مهتماً بالعثور على محتوى جديد ومميز، ستكون هذه الخطوة جديرة بالاهتمام.
كذلك، تأتي "الإعلانات في تبويب الحالة" كتغيير بارز، حيث سيكون بإمكان الشركات الإعلان عن خدماتها ومنتجاتها بوضوح أكبر للمستخدمين مباشرة داخل واتساب. بعبارة أخرى، يمكن أن تجد إعلاناً تفاعلياً في مكان لم تعتَد عليه من قبل.
ومع هذا التحوّل الملفت، قد تشعر بالقلق حول خصوصية بياناتك ومحادثاتك الشخصية.
وهنا نطمئنك: رغم هذه الميزات الجديدة، أكدت "ميتا" أن محادثات المستخدمين الخاصة ورسائلهم ومكالماتهم ستبقى بالكامل محمية بالتشفير من طرف إلى طرف (End-to-End Encryption). هذا يعني ببساطة أن شركتك مع الأصدقاء والعائلة لن تتأثر إطلاقاً، ولن يرى خصوصياتك سوى أنت والطرف الذي تتحدث معه فقط، دون أي تدخل أو إعلانات مزعجة.
رغم هذه التطمينات، فإن هناك بعض الأصوات التي عبّرت عن تحفظها. "ماكس شريمز"، الناشط الشهير في مجال الخصوصية، أبدى توجساً من أن تستخدم "ميتا" معلومات من تطبيقاتها الأخرى مثل إنستغرام وفيسبوك للربط بين حسابات المستخدمين وتقديم إعلانات موجهة بشكل أكبر، وهو ما قد يثير مشكلات قانونية خصوصاً مع قوانين الخصوصية المشددة في الاتحاد الأوروبي.
وهنا يأتي السؤال الأكبر: كيف سيستقبل المستخدمون هذه التغييرات في تجربتهم اليومية؟
لقد تعوّدنا أن يكون واتساب مساحة خاصة، مجانية، وسلسة. الآن يقف المستخدمون أمام خيارين واضحين: الاشتراك في مزايا مدفوعة للحصول على محتوى حصري، أو الحفاظ على التجربة التقليدية وعدم التأثر بهذه التحديثات. في كل الأحوال، سيكون الأمر خيارك الأول، فاشتراكك في القنوات الحصرية سيظل اختيارياً بالكامل، ولن يكون إجبارياً على مستخدمي التطبيق.
في الخلاصة، نرى كيف تتوسع تطبيقات التواصل الاجتماعي وتسعى لتحقيق الربحية عبر إدخال اشتراكات وخدمات إعلانية، وهو توجه طبيعي في العالم الرقمي اليوم. ربما تساعد إضافة بعض التفاصيل التوضيحية حول الأسعار والمزايا المستقبلية في طمأنة المستخدمين والتقليل من قلقهم حيال خصوصيتهم. عموماً، فإن الأيام القادمة ستكشف لنا مدى تقبّل المستخدمين لهذه الميزات ونجاح واتساب في الموازنة بين المجانية وتوليد الربح.
وأنت عزيزي القارئ، هل تشعر بالراحة تجاه دفع رسوم اشتراك مقابل ميزات حصرية؟ أم ترى أنه من الأفضل أن تظل تطبيقات التواصل بسيطة ومجانية؟ شاركنا رأيك، أفكارك دائماً جديرة بالاهتمام!