ذكاء اصطناعي

وداعًا للنسخ المزيفة… يوتيوب يتيح حذف المقاطع التي تنتحل شكل أو صوت المبدعين

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

أطلقت يوتيوب تقنية "كشف المحاكاة الرقمية" لحماية هوية صُنّاع المحتوى.

تتيح التقنية لمستخدمي يوتيوب التعرف على المقاطع التي تستخدم صورهم أو أصواتهم.

يتعيّن على المستخدمين الانضمام إلى الخدمة عبر التحقق من الهوية وإعداد بياناتهم.

يدعم الإطلاق جهود التشريع لحماية الهوية الرقمية من الإساءة والتزوير.

تهدف الخطوة إلى تحقيق توازن بين الابتكار وحماية الحقوق في عصر الذكاء الاصطناعي.

في خطوة جديدة لمكافحة المحتوى الزائف وحماية هوية صُنّاع المحتوى، أعلنت منصة **يوتيوب** عن الإطلاق الرسمي لتقنية **“كشف المحاكاة الرقمية”**، بعد فترة تجريبية شملت عدداً محدوداً من المبدعين ضمن برنامج الشركاء. تهدف هذه التقنية إلى تمكين المستخدمين من التعرف على المقاطع التي تستخدم وجوههم أو أصواتهم عبر الذكاء الاصطناعي، وطلب إزالتها عند الضرورة.

توضح الشركة أن التقنية الجديدة قادرة على تحديد التسجيلات التي تحاكي ملامح الوجه أو الصوت بدقة لافتة، ما يسمح لصُنّاع المحتوى بحماية صورتهم من أي استخدام غير مصرح به، سواء في الإعلانات أو المقاطع التي تتضمن **تضليلاً رقمياً**.

وهذا يربط بين التحرك الجديد من يوتيوب والجدل العالمي المتصاعد حول إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى المرئي.


كيف تعمل التقنية الجديدة؟

على مدونة *Creator Insider*، قدّمت يوتيوب شرحاً تفصيلياً لآلية الانضمام إلى الخدمة. يتعين على المستخدم أولاً الدخول إلى تبويب “Likeness”، والموافقة على معالجة بياناته، ثم مسح رمز QR بواسطة الهاتف الذكي لإتمام **التحقق من الهوية** عبر موقع مخصص يتطلب بطاقة تعريف رسمية وفيديو سيلفي قصير.

وبمجرد قبول الطلب، يستطيع المُنشئ رؤية جميع المقاطع التي رُصدت باستخدام ملامحه أو صوته، مع خيارات لطلب الحذف وفقاً لضوابط الخصوصية أو تقديم بلاغ حماية حقوق نشر. كما يمكنه **أرشفة المقاطع** للرجوع إليها لاحقاً، أو الانسحاب من الخدمة متى شاء، ليتوقف النظام عن المسح خلال 24 ساعة.

يرتبط هذا التوجه أيضاً بدعم يوتيوب للجهود التشريعية مثل مشروع قانون **NO FAKES الأمريكي** الذي يسعى إلى تجريم نسخ الوجوه أو الأصوات بطرق مضللة أو مسيئة، في ظل انتشار مقاطع “الديب فيك” على الإنترنت خلال السنوات الماضية.


خلفية التعاون والجهود القانونية

بداية العام، أعلنت المنصة عن تعاونها مع وكالة **Creative Artists Agency (CAA)** لمساعدة المشاهير والرياضيين على رصد المقاطع التي تستغل صورهم المولدة عبر الذكاء الاصطناعي. وتُعد هذه الشراكة جزءاً من رؤية أوسع تحاول يوتيوب من خلالها ضبط العلاقة بين الإبداع والتقنية، خصوصاً بعدما شهد العالم حالات كثيرة لتقليد أصوات مشاهير دون إذنهم لأغراض تسويقية.

ويبدو أن هذه الخطوة تأتي استجابةً طبيعية لمخاوف المبدعين من موجة **المحاكاة الرقمية العميقة** التي تهدد خصوصيتهم وأعمالهم. فمن خلال دمج الذكاء الاصطناعي بالتحقق البشري، تحاول يوتيوب خلق توازن بين الابتكار والحماية القانونية.


نظرة مستقبلية

ذو صلة

تؤكد الشركة أن المرحلة الحالية هي "الموجة الأولى" من الإطلاق، على أن تتوسع لاحقاً لتشمل مزيداً من المبدعين والمؤثرين حول العالم. وتشير التوقعات إلى أن مثل هذه التقنيات ستصبح جزءاً أساسياً من منظومة **التحقق من الهوية الرقمية** في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي النهاية، يعكس إطلاق “كشف المحاكاة الرقمية” توجهاً متزايداً في صناعة الإعلام لإرساء **معايير أخلاقية جديدة** تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المحتوى المرئي والصوتي، بما يحمي الإبداع الإنساني من التلاعب والانتقاص من الحقوق.

ذو صلة