يواجه مشتركو Claude Code Max حدود ترقية مفاجئة دون سابق إنذار

5 د
واجه مستخدمو خطة "ماكس" في Claude Code قيود استخدام مفاجئة دون إعلان مسبق.
أعربت مجموعة المطورين عن استيائهم لغياب الشفافية وتناقض التوكنات المعلنة.
قدمت مقترحات لتحسين المعلومات وإشعارات الاستهلاك قرب الوصول للحدود.
خوارزمية "سطل التوكنات" تدير الحدود باستخدام معايير متعددة لضمان السلاسة.
التواصل الفعال والشفافية يمكن أن تعيد ثقة المستخدمين بالخدمة.
في مطلع هذا الأسبوع، وجد عدد كبير من مستخدمي Claude Code، لا سيما المشتركين في باقة "ماكس" الأعلى سعراً بقيمة 200 دولار شهرياً، أنفسهم أمام قيود استخدام مفاجئة صارمة لم تعلن عنها الخدمة مسبقاً. رغم امتلاك هؤلاء المستخدمين رصيداً وافراً من التوكنات – وهو المعيار الذي يُقاس به الاستهلاك في أنظمة الذكاء الاصطناعي – فوجئوا برسائل تنبيهية مفادها: "لقد بلغت حد استخدام Claude"، مرفقة بتوقيت زمني لإعادة التفعيل، من دون أي إشعار سابق أو توضيح للقيود الجديدة.
دفعت هذه التجربة العديد إلى الاعتقاد بحدوث تراجع في مزايا اشتراكهم أو وجود مشكلات باحتساب الاستهلاك الفعلي، ما تسبب بموجة استياء واضحة في مجتمع المطورين. إذ عبَّر عدد من المستخدمين المستائين عبر منصة GitHub الخاصة بـClaude Code عن إحباطهم البالغ من غياب الشفافية وعدم تطابق الحد المعلن لاستخدام التوكنات مع الواقع. واللافت أن البعض اصطدم بهذه العقبات خلال مشاريع حيوية، حيث ذكر أحدهم بأسى أنه تعذر عليه حتى "استكمال تقدمه البرمجي" بعد إيقاف الخدمة عنه دون سابق إنذار.
ومن المهم هنا الربط بين هذه الحالة وانشغال مجتمع المطورين بمطالب واضحة لإيجاد حلول عملية ودقيقة لمشكلة الحدود غير الشفافة. جاءت أبرز المقترحات بضرورة تحسين شريط المعلومات المختصر الذي يظهر عند طلب /cost، بحيث يعكس بدقة استهلاك التوكنات وحدود الجلسات اليومية والقيود الزمنية، فضلاً عن تزويد المستخدمين بتنبيهات قُبيل اقترابهم من السقف المحدد. كما أبدى بعضهم حيرة حول سقوف الاستخدام المتعلقة بواجهة البرمجة API، خاصة أولئك الذين يمتلكون صلاحيات إنفاق أعلى لكنهم عجزوا عن تعديل حدود Claude Code API الفعلية.
تفاصيل خطة “ماكس”: ما يحصل عليه المستخدم مقابل الاشتراك
وبالعودة إلى تفاصيل باقة "ماكس"، نجد أنها توفر مستويين للاستخدام الموسَّع مقارنة بالخطة PRO العادية: خمس أضعاف الاستخدام (100 دولار شهرياً)، وعشرين ضعفاً (200 دولار شهرياً). يحصل مشتركو "ماكس" الأعلى على نحو 900 رسالة كل خمس ساعات بظروف الاستهلاك النموذجية، بينما يسمح الخيار الأول بحوالي 225 رسالة في الفترة ذاتها. هذه الحدود تغطي كافة خدمات Claude وClaude Code معاً، حيث تُقدّر إمكانية استخدام من 200 إلى 800 طلب خلال 5 ساعات للباقة الأعلى. على أن هذه الأرقام ليست ثابتة بالضرورة، إذ تتأثر بعدة عوامل، كالطول الفعلي للرسائل، عدد المرفقات، وزمن الجلسة.
هذا التنوع في آلية توزيع الاستخدام يؤكد أهمية معرفة كل مشترك بمزايا وحدود باقة “ماكس” بدقة، وهو محور أساسي لفهم أسباب الاستياء. ما يزيد المشهد تعقيداً أن لكل حساب سقفاً آخر ناعماً (soft cap) يصل إلى 50 جلسة شهرياً، أي ما يقارب 250 ساعة استخدام، لكن الشركة توضح أن هذا السقف مرن ويهدف بالأساس لضمان العدالة بين جميع المستخدمين، دون أن يكون قاطعاً في كل الحالات. ومع ذلك، يحتاج المستخدم أن يدرك بوضوح أن طول كل محادثة سيظل مقيداً بسعة نافذة التوكنات المحددة بـ200 ألف، بغض النظر عن نوع الخطة المدفوعة.
ومن هنا يتضح أن محدودية الاستخدام وإن كانت تبدو سخية ظاهرياً، إلا أنها مقيدة بتعقيدات كحجم الطلبات، عدد الجلسات، وخاصية طول المحادثات – مما يضع المستخدمين دائماً أمام ضرورة ترشيد استهلاكهم تفادياً لرسائل الحظر غير المتوقعة.
خوارزمية “سطل التوكنات”: هكذا تدير Anthropic حدود الاستخدام
ومع الخوض أكثر في التفاصيل التقنية للقيود، نكتشف أن شركة Anthropic تعتمد سياسة تُعرف باسم "خوارزمية سطل التوكنات" أو token bucket algorithm لإدارة الحدود بجميع واجهات Claude البرمجية. تعمل هذه الخوارزمية بطريقة ديناميكية: فهي تُمكّن المستخدم من إرسال دفعات كبيرة من الطلبات في فترات قصيرة (أي وقت الذروة)، شرط أن يبقى عموماً ضمن السقف الكلي المسموح به. كل طلب يَستهلك مجموعة من التوكنات، والسطل يُعاد ملؤه تدريجياً مع مرور الوقت.
توزَّع السقوف على ثلاثة معايير رئيسية: عدد الطلبات في الدقيقة (RPM)، عدد التوكنات المدخلة في الدقيقة (ITPM)، وعدد التوكنات المخرجة (OTPM)، وتختلف أرقامها بحسب إصدار النموذج. على سبيل المثال، يسمح نموذج Claude Opus 4 بأربعة آلاف طلب في الدقيقة، وسقف توكنات دخل يبلغ 200 ألف في الدقيقة، مقابل توكنات خرج تصل إلى 80 ألف، في حين يتيح نموذج Sonnet 4 نطاقاً أوسع بكثير للتوكنات. يساعد هذا الأسلوب البرمجي على تحقيق التوازن بين السلاسة وصرامة الحماية من تكرار الطلبات أو إغراق النظام.
وبمتابعة هذه الخطة التقنية، يستطيع المطوّر نفسه تطبيق “سطل التوكنات” على الجانب البرمجي المحلي قبل التواصل مع Claude API، وذلك عبر برمجيات بسيطة تشكل آلية تحكم افتراضية تمنع ظهور أخطاء 429 الناتجة عن تجاوز الحدود. يكفي أن يربط زمن ملء السطل بعدد التوكنات وسرعة استهلاكها، مما يمنحه سيطرة أكبر على استجابية التطبيق – تحديداً في المشاريع التي تعتمد على معدلات طلب عالية وتحتاج إلى أقصى إمكانية من خلال باقة "ماكس".
وبالانتقال من الجانب التقني البحت إلى إدارة العلاقة مع المشتركين، نجد أن غياب التوضيح والشفافية الفورية في شرح هذه الآليات أثار شكوك الكثيرين حول مدى استفادتهم الحقيقية من الباقة التي يدفعون لقاءها مبالغ كبيرة.
نظرة ختامية: التوازن بين الشفافية وسخاء الخدمة
في المحصلة، شهدت الأيام الماضية توتراً لافتاً بين مطوري Claude والمشغل الرئيسي Anthropic بسبب تعسف القيود دون سابق إنذار. وبينما يظل هيكل الحدود التقنية للعروض المدفوعة معقداً ومليئاً بالمرادفات البرمجية والمصطلحات كالتوكنات، جلسات الاستخدام، و"السطل الذكي"، تظل المشكلة الجوهرية تدور حول التواصل الفعال والشفافية من الشركة تجاه جمهورها الذي يعتمد على الخدمة في مهامه اليومية. لمسة بسيطة كتحديث رسالة /cost لتكون أدق، أو تعبير أوضح في صفحة الاشتراك حول كيفية حساب “الجلسة” مثلاً، كفيلة بأن تغيّر انطباع المستخدم، وتعيد الثقة المفقودة. ولمن يشعر بالحيرة، ربما يجدر استعمال كلمات بديلة أكثر دقة في التنبيهات أو إضافة جملة ربط توضح حدود الاستخدام الديناميكي، كي لا يتحول الذكاء الاصطناعي من مساعد مرن إلى عائق غير متوقع.