آبل تخطط لجلب الإعلانات إلى تطبيق خرائطها خلال العام القادم
تعتزم «آبل» إدخال الإعلانات إلى تطبيق «خرائط آبل» بداية العام المقبل.
سيتمكن أصحاب المتاجر من الدفع لظهور منشآتهم بالمقدمة في نتائج البحث.
تركز «آبل» على إعلانات مخصصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي دون انتهاك الخصوصية.
تواجه الشركة تحديات توازن بين تجربة المستخدم والفرص الإعلانية والربح.
هذه الخطوة جزء من استراتيجية «آبل» لتعزيز العائدات بسبب تباطؤ مبيعات الأجهزة.
يبدو أن تطبيق «خرائط آبل» يستعد لمرحلة جديدة ستغيّر تجربة الملايين من مستخدميه حول العالم. ففي تقرير حديث نشره الصحفي مارك غورمان من وكالة بلومبرغ، كشف أن الشركة العملاقة تخطط لإدخال الإعلانات إلى التطبيق مع مطلع العام القادم، في خطوة تشبه ما قامت به «غوغل» منذ سنوات مع خدمة «خرائطها» الشهيرة.
من المتوقع أن تتيح «آبل» لمالكي المتاجر والمطاعم والمؤسسات المحلية إمكانية الدفع لعرض منشآتهم ضمن نتائج البحث بشكل مميز داخل التطبيق. وبذلك تسعى الشركة إلى توفير وسيلة ترويجية فعّالة للشركات الصغيرة على أنظمة iOS، تماماً كما تفعل حالياً في متجر التطبيقات «آب ستور» الذي يعد أحد أبرز قنواتها الإعلانية.
وهذا يربط بين السياسة الجديدة لخدمة الخرائط واستراتيجية «آبل» الأشمل في تعظيم عائداتها من الإعلانات الرقمية، خصوصاً في ظل تباطؤ مبيعات الأجهزة عالمياً وتزايد الاعتماد على الخدمات كركيزة للنمو المالي.
تميّز بواجهة ذكية وقائمة على الذكاء الاصطناعي
بحسب التقرير، لا تنوي الشركة مجرد نسخ تجربة المنافسين، بل تخطط لجعل تجربة الإعلان في خرائطها مختلفة وأكثر دقّة، عبر تصميم واجهة تفاعلية أكثر سلاسة مدعومة بخوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على تحليل اهتمامات المستخدم وموقعه لتقديم اقتراحات إعلانية أكثر صلة. الهدف هو الحفاظ على التوازن بين الربح التجاري وتجربة المستخدم دون إزعاج.
ومن هذا المنطلق، تحاول «آبل» استثمار سمعتها القائمة على الخصوصية لتقديم إعلانات تعتمد على بيانات المستخدم دون انتهاك خصوصيته، ما يمنحها تفوقاً تنافسياً في سوق الإعلانات المحلية ضد شركات مثل غوغل وميتـا.
هل يتقبل المستخدمون التحوّل؟
لكن السؤال الذي يطرحه كثيرون هو: هل سيُرحّب مستخدمو أجهزة «آبل» بهذا التطور أم سيُنظر إليه كمحاولة أخرى لإغراق النظام بالإعلانات؟ إذ يرى بعض المحللين أن اتساع رقعة الإعلانات داخل تطبيقات الشركة قد يدفع جزءاً من جمهورها العاشق للبساطة والتميز البصري إلى التململ.
وهذا التساؤل يعيدنا إلى النقاش الأوسع حول حدود التحول الذي تشهده الشركات التقنية بين تقديم خدمة جديرة بالثقة وبين السعي إلى تحقيق أرباح أكبر عبر البيانات والإعلانات.
ختاماً
في ظل هذا التوجه، تبدو «آبل» مصممة على تحويل نظام iOS إلى منظومة تجارية متكاملة لا تقتصر على الأجهزة والبرمجيات، بل تمتد إلى الإعلانات الذكية والمحتوى الموجّه. ويبقى التحدي الأبرز أمامها هو الحفاظ على المعادلة التي طالما ميّزت علامتها التجارية: تجربة استخدام نظيفة وأمن معلوماتي صارم، في مقابل رغبتها المتزايدة في دخول سوق الإعلانات الرقمية بثقل أكبر.









