آدم موسيري يكشف: ثريدز وُلد من مزحة… وإنستغرام يختار الخصوصية بدل العلنية

2 د
صرّح مدير إنستغرام آدم موسيري إن عصر النشر العلني يقترب من نهايته، والمستخدمون باتوا يفضلون المشاركة الخاصة عبر الرسائل والمجموعات.
أصبحت Reels وسيلة تجمع بين الترفيه والتفاعل الخاص، دون التأثير على العائدات الإعلانية.
بدأ تطبيق Threads كنكتة داخل إنستغرام، لكنه تحوّل إلى تطبيق مستقل بتوجيه من مارك زوكربيرغ.
يتجه مستقبل التواصل الاجتماعي نحو الخصوصية والتفاعل العميق، وليس فقط المشاهدة العلنية والمحتوى الجماهيري.
في مقابلة موسعة على بودكاست Channels مع الصحفي بيتر كافكا من Business Insider، تحدّث آدم موسيري، رئيس منصة إنستغرام وتطبيق Threads، عن التحولات الجذرية التي يشهدها عالم التواصل الاجتماعي، حيث باتت المشاركة الخاصة في المحادثات المباشرة تغلب على النشر العلني، في ما وصفه بـ"التحول النموذجي في الاستخدام".
وقال موسيري إن عهد مشاركة الصور والفيديوهات بشكل علني عبر "المنشورات" (Feed) قد شارف على نهايته، في وقت ينتقل فيه المستخدمون إلى القصص والمحادثات الخاصة والمجموعات كوسيلة مفضلة للتفاعل.
"المستخدمون لا يصرخون من فوق الأسطح بعد الآن"
في تعبير مجازي لافت، قال موسيري:
"النشر العلني أشبه بالوقوف على سطح منزلك والصراخ أمام مئة شخص، آملاً أن 20 منهم يسمعوك... أما المحادثات الخاصة فهي ما يقوله الشخص لزوجته، أو لصديقه المقرب، وهذا المحتوى أصبح أغزر وأكثر أصالة"
ويضيف أن الصور والفيديوهات التي تُرسل عبر الرسائل الخاصة تفوق بكثير ما يُنشر في القصص أو على الخط الزمني، ما يُحتّم على إنستغرام إعادة توجيه تركيزه نحو هذا النمط من التفاعل.
هل تقلّص الخلاصة (Feed) يُقلّل من فرص الربح؟
بحسب موسيري، فإن هذا التحول لا يعني نهاية الإعلانات، بل هو فرصة لبناء دورة تفاعل مغلقة: المستخدم يشاهد مقطع فيديو ترفيهي أو مؤثر سياسي في Reels، ثم يشاركه مع صديق، ما يؤدي إلى تفاعل إضافي، وبالتالي مزيد من التصفح والإعلانات.
ويقول:
"مع Reels، نجحنا في الجمع بين الترفيه والمحادثات الخاصة، مما زاد من عمق التفاعل دون الإضرار بالإيرادات، بل بالعكس"
ميلاد "ثريدز": من نكتة إلى تطبيق مستقل
وعن تطبيق Threads، الذي أُطلق كبديل لتويتر، كشف موسيري أن الفكرة بدأت كـ"نكتة" أطلق عليها اسم Textagram، وكان من المفترض أن تكون مجرد تبويب داخل إنستغرام. لكن الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ أقنعه ببنائه كتطبيق مستقل، رغم صعوبة المهمة.
قال موسيري ممازحًا:
"قلت لمارك: لا أظن أننا يجب أن نفعل ذلك. فأجابني: حسنًا، إذا لم تفعلها، سأطلب من شخص آخر تنفيذها على إنستغرام مباشرة. عندها فهمت أني وقّعت على المشروع رسميًا"
وأوضح أن تطبيق ثريدز اعتمد على قاعدة المستخدمين والهوية البصرية لإنستغرام، لكنه صُمم ليكون سهلًا ومباشرًا، يركّز على النصوص والردود، ويخدم المجتمعات المهتمة بالسياسة، الرياضة، التكنولوجيا وغيرها.
المنصات تتغيّر... والمجتمع يتبدّل
المقابلة تعكس تحولًا جذريًا في فلسفة وسائل التواصل الاجتماعي. لم يعد التركيز على الشهرة أو النشر العلني، بل باتت القيم الأهم تدور حول الخصوصية، المحادثة الأصيلة، والتفاعل المعنوي. وفي ظل التشبع الرقمي، يبدو أن مستقبل هذه المنصات سيكون لمن ينجح في التوازن بين البساطة، الأمان، والربحية.