أذرع تتحرك من قلب نيزك! هل بدأ الغزو الفضائي؟

3 د
زاد انتشار فيديو لرجل يدعى كين يدعي وجود "نيزك الأخطبوط" في بنما.
تصاعدت الأراء بين محبي نظريات الحياة الفضائية والمتشككين في الأمر.
لم تُصدر أي جهة علمية تأكيداً بشأن صحة المزعم حتى الآن.
القصة أثارت النقاشات حول الفضول العلمي وتصديق الخرافات.
في مشهد أقرب لأفلام الخيال العلمي منه إلى الواقع، ضجّت منصات التواصل خلال الأيام الماضية بفيديوهات لرجل من بنما يُدعى كين، زعم أنه عثر على قطعة نيزك فضية اللون تخرج منها مجسات غامضة كالتي نراها في أعماق البحار. القصة تحولت بسرعة إلى ظاهرة فيروسيّة جذبت ملايين المشاهدات، بين مصدّق يهمس بكلمة «كائن فضائي» ومشكك يستبعد الأمر برمّته.
بداية القصة: صخرة غريبة في حفرة مشتعلة
كين يقول إنه عثر في 29 أغسطس على حفرة صغيرة متقدة قرب منطقته في بنما، وبداخلها قطعة صخرية معدنية تشع بريقاً لافتاً. سرعان ما نشر مقاطع على «تيك توك» تُظهر كيف أحرقت هذه الصخرة أوراق الأشجار بمجرد لمسها. وما أثار الدهشة أكثر، هو ظهور خيوط أو مجسات سوداء زيتية نمت من الشقوق وكأنها مخلوق حي يتنفس.
وهذا أعطى لمتابعيه الانطباع الأول بارتباط الحادثة بفكرة «حياة خارج الأرض»، في حين بدأت أصوات أخرى تتهمه بفبركة المشهد.
بين الفضول العلمي ونظريات المؤامرة
مع توالي المقاطع، نشر كين لقطات للنيزك الغامض وهو يُضيء ليلاً ويزداد غموضاً بتمدد تلك المجسات. بعض العلماء الشبّان والمعلقين أشاروا لاحتمال وجود فطر معروف يُسمى «أصابع الشيطان» يشبه في شكله الكائن المصوَّر، لكنهم نبّهوا إلى أن الألوان والقوام لا يتطابقان مع هذا النوع. في المقابل، شنّ المتابعون المتشككون حملة سخرية لافتة، إذ اعتبر البعض القطعة مجرد بطاطا مطلية بدهان فضي وموضوعة في حفرة أُشعلت بعود ثقاب.
مخاطر مريبة وقلق شعبي
الأمر لم يتوقف عند حد المزاح، فكين تحدث في فيديو لاحق عن خوفه بعد أن «انفصل الكائن» عن الصخرة الفضية واختبأ داخل خزنة معدنية في منزله. وأكد أنّ نمو المجسات يتسارع عند تعريضها للضوء وأنها تتحرك مع وميض المصباح. هذه التصريحات دفعت كثيرين لتحذيره من احتمال تدخل السلطات لمصادرة العينة، بل نصحوه بتخزين الفيديوهات على أكثر من منصة خوفاً من حذفها.
وهذا يُبرز حجم التوتر الذي تثيره حوادث غامضة كهذه بين حب الاستطلاع والريبة من إخفاء الحقائق.
غياب الأدلة العلمية
حتى الآن، لم تُصدر أي جهة علمية أو مركز لرصد النيازك في بنما بياناً يؤكد سقوط جسم فضائي في المنطقة. كما لم يتم تحليل عينات المجسات بشكل مستقل يثبت إن كانت نباتاً، فطراً، أم مجرد خدعة بصرية متقنة. باحثون في علم الأحياء الفلكي علّقوا بحذر: لو ثبت بالفعل أن مادة حية نمت من صخرة سماوية، فسيكون ذلك دليلاً قوياً يعزز فرضية «البانسبيرميا»، أي انتقال بذور الحياة إلى الأرض عبر النيازك.
وهذا بدوره يربط القصة بخيال واسع عاشه البشر منذ عقود عن أصل الحياة وإمكانية وجود كائنات خارجية.
ما بين الحقيقة والتهويل
القصة ما زالت مفتوحة على احتم
الات شتى: خدعة بارعة على منصة اجتماعية، ظاهرة طبيعية ذات تفسير بسيط، أو قصة غير مسبوقة عن مادة حية قادمة من الفضاء. وفي غياب التحقق العلمي الدقيق، يبقى الحدث مثالاً جديداً على قوة شبكات التواصل في خلق موجات من الذهول والتكذيب في آن واحد.
خاتمة
سواء تبيّن لاحقاً أنّ «نيزك الأخطبوط» مجرد دعابة أو اكتشاف مزلزل، فقد أثبتت الضجة أنّ الفضول الإنساني تجاه الفضاء والحياة الغريبة لا يعرف حدوداً. وبين علم الفلك، البيولوجيا، والخرافة الشعبية، تبقى مثل هذه القصص وقوداً لخيال لا ينطفئ، وتذكيراً بمدى تشابك الحقيقة مع الوهم في عصر الإعلام الرقمي.