أقصر يوم في تاريخ الأرض قد يحدث قريبًا: العلماء يحذرون من تسارع غير متوقع لدوران الارض

3 د
يتوقع علماء تسجيل أقصر يوم في التاريخ بسبب تسارع دوران الأرض.
التسارع الغامض بدأ منذ عام 2020، دون تفسير واضح للأسباب.
قد يؤثر هذا التغيير البسيط بشكل كبير على الأنظمة التقنية الحساسة.
قد يتطلب الأمر إدخال "ثانية كبيسة سلبية" في النظام الزمني العالمي.
تستمر الدراسات لفهم دور الظواهر الطبيعية وتغيرات النواة الداخلية للأرض.
هل تتخيل أن هناك يوماً أقصر من الـ 24 ساعة المعتادة؟ حسناً، جهّزوا أنفسكم لضبط ساعاتكم بدقة، فقد حذر علماء من اقتراب أقصر يوم في تاريخ البشرية، وذلك بسبب تسارع مفاجئ في دوران كوكب الأرض.
توصل جراهام جونز، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة لندن، إلى أن دوران الأرض يشهد تسارعاً غير مسبوق، متوقعاً أن يُسجل أقصر يوم أو ما يُعرف بـ"اليوم الشمسي"، خلال بضعة أسابيع وتحديداً في أحد الأيام الثلاثة التالية: 9 يوليو، أو 22 يوليو أو 5 أغسطس من هذا العام. المفاجئ هنا أنه قد تُقتطع من اليوم ملي ثانية ونصف تقريباً، ورغم أن هذا الرقم يبدو صغيراً للغاية، إلا أن له أثراً كبيراً على الأنظمة التقنية تحديداً.
أسباب مجهولة والتأثيرات التقنية المحتملة
تجدر الإشارة إلى أن العلماء لاحظوا منذ سنة 2020 تسارعاً غامضاً في دوران الأرض، وهو أمر لم يتوقعه أحد ولا يزال سببه لغزاً يحير الباحثين. فقد صرح ليونيد زوتوف، الباحث في جامعة موسكو الحكومية، قائلاً: "لم يتوقع أحد ذلك فعلاً، وما زلنا لا نملك تفسيراً دقيقاً لسرعة هذا الدوران المفاجئة".
هذه التغيرات، رغم صغرها، قد تكون ذات تأثيرات جسيمة بسبب اعتمادنا على الأنظمة التقنية الحساسة. فالأقمار الصناعية، وأنظمة تحديد المواقع الـGPS، بل وحتى أنظمة الاتصالات والخدمات المصرفية، جميعها تعتمد على دقة قياس الوقت بالميللي ثانية. ومن هنا أهمية أخذ هذه التغيرات الدقيقة بجدية واستعداد الخبراء لإدارتها بشكل استباقي.
ورغم أن الأرض بشكل طبيعي تستغرق حوالي 86,400 ثانية لإتمام دورة واحدة، إلا أن الأحداث الاستثنائية كهذا يمكن أن تقلل من طول اليوم المألوف. على سبيل المثال، شهد الخامس من يوليو 2024 تسجيل أقصر يوم سابقاً بمقدار 1.66 ملي ثانية أقل من الـ 24 ساعة الطبيعية.
وقد تكون الأسباب المحتملة التي تحاول الدراسات تفسيرها مرتبطة بظواهر طبيعية متنوعة مثل الزلازل العنيفة، التيارات المحيطية، ذوبان الأنهار الجليدية، وحركة النواة الداخلية السائلة للأرض. هذه الأحداث قد تُحدث خللاً أو تغييرات بسيطة في حركة دوران الأرض، تماماً كمتزلج على الجليد، عندما يسرّع دورانه بضم ذراعيه بالقرب من جسمه.
وفي محاولة فك هذا اللغز، يستخدم العلماء ساعات ذرية فائقة الدقة لمراقبة هذه التغييرات، حيث تستطيع هذه الأدوات قياس الوقت بدقة ميللي ثانية، ما يساعد على تتبع هذه التغيرات بدقة كبيرة.
كان كوكب الأرض يسجل على مر التاريخ أياماً أطول بسبب التأثير الجاذبي للقمر، مما أدى لتباطؤ الدوران. لكن ما نرصده اليوم يشكل ظاهرة استثنائية وغير مألوفة، تحتاج للمزيد من الدراسات والتعمق في فهم ما يحدث داخل النواة وطبقات الأرض الداخلية.
ويحذر خبراء علوم الأرض من احتمالية الحاجة لإدخال مفهوم جديد إلى أنظمة الوقت العالمية، مثل "الثانية الكبيسة السلبية" وهو إجراء غير مسبوق يتمثل في تقليل ثانية من الوقت المعتمد عالمياً (UTC) إذا استمر هذا التسارع بشكل متزايد.
وبينما تبقى الأسئلة مفتوحة حول سبب هذا التسارع، يستمر الباحثون في دراسة جميع المكونات بدءاً من حركة نواة الأرض إلى التيارات في المحيطات والتقلبات المناخية كظاهرة "النينيو"، وتيارات الهواء النفاثة في الغلاف الجوي، للوقوف على تفسيرات دقيقة توضح أسباب هذه التغيرات المفاجئة.
أمام هذه المستجدات، علينا مواصلة الملاحظة والترقب، مع زيادة الاهتمام بالدراسات العلمية، حتى نستعد بشكل أمثل لأي تأثيرات محتملة على الحياة اليومية والتقنية، وربما ستكون إجراءات بسيطة كمزامنة أنظمة التقنية وخدمات الاتصالات أمرًا لا غنى عنه في المستقبل القريب.