ذكاء اصطناعي

أمازون تستعد لخفض 30 ألف وظيفة في أكبر عملية تسريح منذ سنوات

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

2 د

تعتزم أمازون تقليص عدد موظفيها الإداريين بحوالي 30 ألف وظيفة قريبًا.

تشمل خطة التسريح أقسام الموارد البشرية، الأجهزة، والخدمات ضمن مراجعة شاملة.

توسعت أمازون في الذكاء الاصطناعي، مما قلص الحاجة للمهام الإدارية التقليدية.

هذا القرار قد يمنح أمازون مرونة مالية أكبر في مواجهة تباطؤ التجارة الإلكترونية.

تعكس هذه الخطوة التحولات العامة في صناعة التكنولوجيا نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي.

في خطوة وُصفت بأنها الأكبر منذ عام 2023، تستعد شركة **أمازون** لتنفيذ خطة واسعة لتقليص عدد موظفيها الإداريين. وفقاً لتقارير وكالة *رويترز*، يعتزم عملاق التجارة الإلكترونية الاستغناء عن ما يصل إلى ثلاثين ألف وظيفة في الأقسام الإدارية ابتداءً من يوم الثلاثاء المقبل، في ما يُعدّ جزءاً من مراجعة شاملة لهياكلها التشغيلية.

تشير المصادر إلى أن عمليات التسريح ستطال أقساماً متعددة، من بينها الموارد البشرية، والأجهزة والخدمات، وكذلك بعض فرق العمليات. وتوظف أمازون حالياً ما يقارب 1.55 مليون شخص حول العالم، من بينهم حوالي 350 ألفاً في أدوار إدارية. هذه الأرقام تعكس اتساع أثر القرار المحتمل على هيكل الشركة الداخلي وسير أعمالها اليومية.

وهذا يربط القرار الحالي بمسار واضح انتهجته الشركة خلال الأعوام السابقة لتقليص الإنفاق وإعادة توزيع الموارد. فمنذ أواخر عام 2022، خفّضت أمازون نحو 27 ألف وظيفة، تركز معظمها في أقسام المنتجات السحابية والتجزئة الرقمية. ومع مرور الوقت، استمرت في تنفيذ تخفيضات أصغر شملت أقسام الاتصالات والاستدامة بداية هذا العام.


تسريح مدفوع بتوسع الذكاء الاصطناعي

ويبدو أن هذا الاتجاه مرتبط بشكل متزايد بدمج أنظمة **الذكاء الاصطناعي** في العمليات الإدارية. فقد أشارت تقارير إعلامية إلى مذكرة داخلية من الرئيس التنفيذي **آندي جاسي**، أوضح فيها أن توسع استخدام "وكلاء الذكاء الاصطناعي" سيسهم في تقليل الحاجة إلى بعض المهام المكتبية التقليدية. هذا التحول يعكس مساعي أمازون لتطوير الأتمتة وتحسين الكفاءة التشغيلية، تماشياً مع منافسة متصاعدة من شركات مثل غوغل وميتا ومايكروسوفت.

وهذا يسلّط الضوء على التحدي الأكبر الذي تواجهه شركات التكنولوجيا اليوم بين التوسع في الذكاء الاصطناعي والمحافظة على توازن القوى العاملة. فبينما تسعى أمازون إلى مواكبة التحول الرقمي وتعزيز الابتكار، تواجه في الوقت نفسه ضغوطاً اجتماعية واقتصادية جراء فقدان آلاف الموظفين لوظائفهم المحتملة.


التأثير على سمعة الشركة ومستقبل العمل

ذو صلة

محللون اقتصاديون يرون أن القرار، رغم قسوته على المدى القصير، قد يمنح أمازون مرونة مالية أكبر في مواجهة تباطؤ النمو في قطاع التجارة الإلكترونية. لكن آخرين يحذرون من أن موجة التسريح قد تؤثر في معنويات الموظفين المتبقين وتنعكس على صورة الشركة لدى جمهورها ومورديها. في الوقت ذاته، تراقب الأسواق عن كثب كيفية تنفيذ الخطة وأثرها على أداء أسهم الشركة خلال الربعين القادمين.

وفي الختام، يظهر أن خطوة أمازون ليست معزولة عن الاتجاه العام في صناعة التكنولوجيا، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى إعادة هيكلة عملياتها استعداداً لعصر الأتمتة والذكاء الاصطناعي. وبينما تُعيد هذه الاستراتيجيات رسم مشهد التوظيف في وادي السيليكون، يظل السؤال المفتوح: إلى أي مدى يمكن أن يوازن هذا التحول بين الكفاءة الرقمية والمسؤولية الاجتماعية؟

ذو صلة