أناس يستغلون الذكاء الاصطناعي لإنشاء مؤثرين وهميين بمتلازمة داون لبيع محتوى إباحي على إنستغرام

2 د
يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء شخصيات زائفة بمتلازمة داون بهدف بيع محتوى إباحي.
تعمل الشبكة عبر سرقة محتوى من صناع حقيقيين واستخدام تقنية التزييف العميق (Deepfake).
فشلت إنستغرام في اتخاذ إجراءات فعالة لوقف انتشار هذه الحسابات.
تثير الظاهرة تساؤلات حول مدى التزام منصات التواصل الاجتماعي بحماية المحتوى والمستخدمين.
تواجه منصة إنستغرام فضيحة جديدة تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء شخصيات مزيفة تبدو وكأنها تعاني من متلازمة داون، بغرض بيع محتوى إباحي عبر منصات مخصصة لذلك. هذه الظاهرة، التي بدأت كسرقة محتوى من صناع محتوى حقيقيين، تحولت إلى صناعة كاملة مدعومة بأدوات متخصصة واستراتيجيات تسويقية تهدف إلى تحقيق أرباح سريعة. ورغم تزايد التقارير عن هذه الممارسات، لا تزال إنستغرام عاجزة عن التصدي لها بفاعلية.
تفاصيل الحادثة
كشف تحقيق أجرته منصة 404 Media أن شبكة من الحسابات على إنستغرام تعيد استخدام السير الذاتية والمقاطع المصورة، كما أنها ترتبط في بعض الحالات بنفس المنصات المنافسة لموقع OnlyFans حيث يتم استغلال هذه الشخصيات المزيفة لتحقيق أرباح مالية. وتعتمد هذه الحسابات على تقنية التزييف العميق (Deepfake) لاستبدال وجوه صناع المحتوى الحقيقيين بوجوه مولدة بالذكاء الاصطناعي، ما يعطيها مظهراً يشير إلى أن أصحابها يعانون من متلازمة داون.
بدأت هذه الممارسات في الانتشار بشكل ملحوظ، حيث لم تعد مقتصرة على حالات فردية، بل تحولت إلى مجال تجاري مزدهر مدعوم بأدوات متخصصة، وأساليب تسويقية، وحتى دورات تدريبية حول كيفية تحقيق مكاسب من خلال ما يسمى بـ"التسويق الجنسي بالذكاء الاصطناعي" (AI Pimping).
وفي الأشهر الأخيرة، اتجهت هذه الحسابات إلى استهداف شرائح أكثر تخصصاً من الجمهور، حيث ظهرت حسابات تعرض شخصيات مزيفة تعاني من إعاقات جسدية مثل فقدان أحد الأطراف، في محاولة لجذب اهتمام فئات معينة من المستخدمين المهتمين بهذا النوع من المحتوى. غير أن استغلال الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ولو بشكل رقمي، يمثل تطوراً مقلقاً يعكس مدى غياب الرقابة على المنصة.
دور إنستغرام في تفاقم الظاهرة
تعاني منصة إنستغرام من مشاكل مستمرة في التعامل مع المحتوى المصطنع بالذكاء الاصطناعي، حيث أثبتت السياسات الحالية عدم فعاليتها في التصدي لهذه الظواهر المتنامية. فبدلاً من اتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الحسابات، لا تزال المنصة تسمح لها بالتوسع، مما يسهل عملية استغلال التكنولوجيا في سرقة المحتوى الحقيقي والتلاعب به لتحقيق أرباح على حساب صناع المحتوى الأصليين.
ورغم تصاعد الضغوط على شركات التكنولوجيا لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المحتوى الزائف، إلا أن المشكلة لا تزال مستمرة، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام إنستغرام بمسؤولياتها تجاه حماية المستخدمين والمحتوى المنشور على منصتها.
في النهاية، يشير تصاعد هذه الظاهرة إلى الحاجة الملحة لاتخاذ تدابير أكثر صرامة لمنع استغلال الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى غير أخلاقي وغير قانوني. فمن دون تدخل حاسم من قبل منصات التواصل الاجتماعي، قد يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة خطيرة تستغل الفئات الأكثر ضعفاً لتحقيق مكاسب غير مشروعة.