إريكسون ونوكيا توحدان جهودهما لتطوير معايير الفيديو في شبكات الجيل السادس 6G
أعلنت إريكسون ونوكيا بالتعاون مع معهد فراونهوفر عن شراكة لتطوير ترميز فيديو للجيل السادس.
حققت الشراكة إنجازًا علميًا في تقنيات ضغط الفيديو يتفوق على المعايير الحالية.
الشراكة تجمع لأول مرة بين ثلاث مؤسسات أوروبية كبرى في مجال التكويد المرئي.
يدعم التعاون الريادة الأوروبية في تقنيات الاتصالات والذكاء الاصطناعي للجيل السادس.
ستكون معايير الفيديو الجديدة أساسًا للتطبيقات المستقبلية مثل المركبات ذاتية القيادة.
في خطوة تُبرز طموح أوروبا لتصدّر مشهد الابتكار الرقمي، أعلنت شركتا **إريكسون** و**نوكيا** بالتعاون مع **معهد فراونهوفر هاينريش هيرتز** الألماني عن شراكة بحثية لتطوير معايير ترميز الفيديو من الجيل التالي، تمهيدًا لعصر الاتصالات **الجيل السادس (6G)**. وأثمر هذا التعاون الذي كُشف عنه في 27 أكتوبر عن تحقيق إنجاز علمي يُعدّ نقلة نوعية في تقنيات ضغط الفيديو، إذ تفوّق النظام الجديد على المعايير المعتمدة حاليًا مثل **H.264/AVC** و**H.265/HEVC** و**H.266/VVC** من حيث الكفاءة، دون زيادة في التعقيد التقني، مع تحسين في **كفاءة الطاقة وقابلية التوسع**.
ويربط هذا التطوّر بين طموحات القارة العجوز ورغبتها في تعزيز موقعها في مجال التقنيات التأسيسية للجيل السادس، التي ستدعم مستقبل الاتصالات الغامرة والذكاء الاصطناعي.
ابتكار يوحّد المدارس الأوروبية في ترميز الفيديو
ما يميّز هذا التعاون أنه المرة الأولى التي تجمع فيها ثلاث مؤسسات أوروبية كبرى خبراتها البحثية في مجال **التكويد المرئي** ضمن مشروع واحد. وقد نال الابتكار تقييمًا إيجابيًا من مجموعتي الخبراء في الاتحاد الدولي للاتصالات **ITU-T VCEG** والهيئة الدولية لتوحيد معايير الصور المتحركة **ISO/IEC MPEG**، وهو ما يمثّل خطوة كبيرة نحو اعتماد المعايير الجديدة عالميًا.
وبالانتقال إلى البعد الاستراتيجي، أوضح **ماغنوس فروديغ**، رئيس قسم الأبحاث في إريكسون، أن هذا التعاون يعكس قدرة أوروبا على **الريادة الجماعية** في رسم معالم المستقبل، مؤكّدًا أن الظهور المبكر في عملية المعيرة يُعدّ إشارة واضحة على التزام الشركاء بدفع عجلة **الابتكار والتوحيد القياسي** عالميًا.
وهذا يتقاطع مع رؤية نوكيا التي تعوّل على خبرتها الطويلة في تطوير تقنيات الضغط الرقمي لتعزيز حضورها في حقبة 6G القادمة.
نوكيا: خبرة ثلاثة عقود في خدمة الجيل القادم
من جهته، شدّد **فيلي-فيكو ماتتيلا**، رئيس قسم التقنيات متعددة الوسائط في نوكيا، على أن مهندسي الشركة أسهموا في صياغة كل معايير الفيديو المعتمدة عالميًا خلال العقود الثلاثة الماضية، بما في ذلك الأسس الجوهرية لعائلة **H.26x**. وأكّد التزام نوكيا بجعل **الانفتاح والاستدامة والتميّز** جزءًا جوهريًا في تجارب الوسائط الرقمية للجيل القادم، مع دعم التطبيقات المستندة إلى **الذكاء الاصطناعي والبث فائق الدقة والألعاب ثلاثية الأبعاد**.
وينسجم هذا التوجه مع الاستعدادات المتسارعة لإطلاق شبكات الجيل السادس المتوقعة بين عامي 2029 و2030، ما يجعل المعيار الجديد حجر الأساس لتقنيات **الوسائط الغامرة** والتطبيقات **الذكية المتصلة**.
نحو مستقبل رقمي أوروبي أكثر استقلالية
يُتوقع أن يشكّل معيار الفيديو الجديد ركيزة للبنية التحتية الرقمية لعقدٍ مقبل، مساندًا لتطبيقات تمتد من **المركبات ذاتية القيادة** إلى **الروبوتات الصناعية** والاتصالات بين الآلات. وأوضح **البروفيسور توماس فيغاند**، المدير التنفيذي لمعهد فراونهوفر، أن "تقنيات الفيديو تمثل القلب النابض للتجارب الرقمية المستقبلية"، مشيدًا بدور أوروبا الفاعل في **جهود التقييس الدولية**.
باختصار، يبدو أن هذا التحالف بين إريكسون ونوكيا وفراونهوفر لا يهدف فقط إلى تطوير كودك جديد، بل إلى ترسيخ مكانة أوروبا كمنارة للابتكار في زمن **شبكات الجيل السادس**، حيث تمتزج **الذكاء الاصطناعي** و**التجارب الغامرة** في مشهد رقمي أكثر استدامة وسرعة واتصالًا.









