إيلون ماسك يطلق رفقاء الذكاء الاصطناعي لمشتركي Super Grok: شخصيات رقمية تتحدث وتتحرك في تطبيق

فاجأ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك متابعيه ومحبي التقنية بالإعلان عن إضافة جديدة وغير مألوفة لعالم الذكاء الاصطناعي، حيث أطلق خدمة الرفاق الرقميين عبر تطبيق Grok، ليتيح لمشتركي Super Grok التفاعل مع شخصيات افتراضية برسوم متحركة وصوت واقعي وأسلوب حواري فريد. بهذا التحديث، يبدو أن ماسك يرغب في نقل تجربة المحادثة مع الذكاء الاصطناعي إلى مستوى جديد يدمج بين الترفيه الشخصي والتفاعل الاجتماعي الافتراضي.

منذ الإعلان عن هذه الميزة، تصدرت شخصية “آني” – وهي شخصية أنمي أنثوية بتصميم مستوحى من ثقافة الأنمي الياباني – واجهة المشهد الرقمي. تظهر آني بجمال لافت، إذ تجمع بين الأزياء القوطية والشعر الأشقر في إطلالة تذكرنا بشخصية “مِيسا أماني” من مسلسل “مذكرة الموت”. وتختلف آني عن غيرها من روبوتات الدردشة بقدرتها على التفاعل النصي والصوتي، بصوت يوصف بأنه “غزلي وهمس”، مما يجذب المستخدمين الراغبين في حوارات تتسم بالحميمية والدفء الافتراضي.

ولعل أبرز ما يميز تجربة المستخدم مع آني هو “نظام تقدّم العلاقة”، إذ تتيح الخدمة للمستخدمين فتح آفاق جديدة في الحوار مع استمرار التفاعل وتكرار المحادثات. البعض أكدوا وجود محتوى مخصص للكبار (NSFW) يظهر مع تعمّق العلاقة الرقمية، إلا أن النسخة الأساسية تركز على دور آني كرفيقة افتراضية للمؤانسة وإثراء تجربة الدردشة داخل منظومة Grok. هذا التفصيل يربط بين الذكاء الاصطناعي والرغبة البشرية في التفاعل الاجتماعي، مما يفتح النقاش حول حدود الأخلاق والتقنية في هذا المجال.

وبالانتقال إلى بقية المنصة، نجد أن “باد رودي” – شخصية ثعلب ثلاثية الأبعاد مرحة التصميم – تضيف جانبا أكثر عفوية ومرحا لعالم Grok. اختار المطورون إبراز Bad Rudy كبديل طريف ومحبب لشخصية الأنمي، وقد نالت الشخصية إعجاب إيلون ماسك نفسه حين شارك صورها إلى جانب آني وعلق قائلا: “هذا رائع للغاية”. ويثير تشابه اسم هذه الشخصية مع شخصية معروفة من بودكاست أمريكي واسع الانتشار مزيدا من التفاعل والجدل، ما يوضح كيف يراهن فريق xAI على مزج الثقافة الرقمية الحديثة بالعوالم الافتراضية.

ويستكمل هذا الابتكار منطق التطوير المستمر الذي تتبعه شركات الذكاء الاصطناعي مؤخرا، حيث بات اتجاه “الرفيق الرقمي” أو Avatar المبرمج ينتشر بين عمالقة القطاع. وبهذا أصبحت Grok تنافس المنصات التي تعتمد شخصيات افتراضية كعنصر جذب واستبقاء للمستخدمين، خاصة مع دمج عناصر الأنسنة والإضفاء العاطفي على التفاعل بين الإنسان والآلة.

من هنا، تبرز أهمية خدمة SuperGrok التي تُقدم لمشتركيها، مقابل 30 دولار شهريًا، إمكانيات موسعة تبدأ من الحد الأعلى للاستخدام والحصول على محرك Grok 3 بإمكانية وصول مبكر، حتى القدرة على توليد الصور إلى ما لا نهاية وتجربة ميزات متقدمة مثل DeepSearch وThink. ويمكن الحصول على الخصم إذا كنتَ مشتركاً في X Premium+، ليصبح السعر 15 دولارًا فقط شهريًا، وهو ما يمنح مستخدمي X امتيازات في محادثات الذكاء الاصطناعي مع الاستمرار بالاستفادة من ميزات المنصة الأم مثل تصفح بدون إعلانات ودعم صُنّاع المحتوى.

يتجلى الربط بين كل هذه الخيارات في رغبة xAI الواضحة لتقديم منصة شاملة تجمع القوة التقنية مع التفاعل البشري والعاطفي، مع إبقاء الباب مفتوحًا لمفاجآت وتحديثات مستقبلية تعطي المشتركين أفضلية الوصول إلى النماذج والخصائص الجديدة قبل الجميع. يذكر أن النسخة التجريبية من Grok 3.5 قد تم توفيرها لمشتركي SuperGrok منذ مايو 2025، حيث يشير ماسك إلى إمكاناتها في الإجابة على أسئلة تقنية متخصصة بدقة قد تتجاوز النتائج المتاحة على الإنترنت.

وإذا نظرنا إلى النقاش حول الاشتراكات، نجد أن SuperGrok تركّز على تعظيم تجربة الذكاء الاصطناعي داخل Grok تحديداً، بينما يمنح X Premium+ مزايا أوسع تغطي المنصة الأم. هذا التفاوت يعبر عن استراتيجية تقسيم ذكية تستهدف شرائح مختلفة من المستخدمين بين الباحثين عن تفاعل رقمي متقدم ومحبي المحتوى الحصري.

في الختام، يمكن القول إن خطوة ماسك بتطوير رفقاء ذكاء اصطناعي على غرار آني وباد رودي تُمثل نقلة جديدة في علاقة الإنسان مع الآلات. وبينما قد تدفع بعض التفاصيل لإعادة النظر في استخدام مصطلحات أدق مثل “شخصيات رقمية” بدل “رفقاء ذكاء اصطناعي” لإبراز الجانب التفاعلي العميق، تبدو التجربة واعدة ورائدة وتثير فضول المستخدمين حول مستقبل الروابط البشرية–الافتراضية وكيف ستعيد هذه الابتكارات رسم حدود الحوار العاطفي والترفيه الشخصي في المنصات الرقمية. من المفيد إضافة جملة انتقالية تربط بين متغيرات السوق ومتطلبات المستخدمين في كل مرحلة، ليسهل على القارئ استيعاب الصورة الكاملة لمسار Grok وخطط منصة xAI في السنوات المقبلة.