ابتكار أمني جديد من سامسونج: اغلاق الهاتف من تلقاء نفسه عند شعوره بالسرقة!

في ظل تزايد حالات سرقة الهواتف الذكية مؤخراً، أطلقت شركة سامسونج تحذيراً شديد اللهجة لمستخدمي أجهزتها، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل استخدام ميزة أمنية جديدة أضافتها الشركة إلى واجهتها الأخيرة One UI 7. هذه الأداة الأمنية المميزة تهدف لحماية المستخدمين في حالات فقدان أو تعرض هواتفهم للسرقة.

وميزة "حماية السرقة" التي تقدمها سامسونج ضمن واجهتها الجديدة لا تقتصر على أحدث هواتف سامسونج Galaxy S25 فقط، بل تشمل مجموعة أوسع من الإصدارات الأقدم مثل Galaxy S24 و Galaxy S23 وسلسلة الهواتف القابلة للطي كالـ Z Fold6 و Z Flip6 أيضاً.

قامت سامسونج ببناء هذه الميزة بالتعاون مع أندرويد 15 لتعزيز حماية البيانات وتوفير الأمان للمستخدمين، خصوصاً في الحالات التي قد تشير فيها حركة الهاتف المفاجئة إلى سرقته. الميزة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعرف على حركة مألوفة عند محاولة سرقة الهاتف، مثل السحب السريع، وتقوم عندها بغلق الشاشة مباشرة.

وهناك أيضاً أداة أخرى تم تطويرها خصيصاً لحالة فقدان الهاتف دون اتصال بالإنترنت، فهي تقوم بإغلاق الجهاز بشكل أوتوماتيكي بعد فترة من عدم الاتصال بالشبكة؛ مما يقلل من خطورة الوصول إلى بياناتك الشخصية.

ليس هذا وحسب، فميزة القفل عن بُعد الجديدة تُمكّنك أيضاً من إغلاق الهاتف المسروق باستخدام رقم هاتفك بعد خطوة تحقق سريعة، وهذا يتيح لك المزيد من الوقت لمحاولة استعادة هاتفك المفقود من خلال خيارات متنوعة توفرها سامسونج.

وحتى في حالة تمكن السارق من الوصول إلى خيار إعادة تحديد بصمة الإصبع أو بيانات التحقق الأخرى، فإن ميزة "التأخير الأمني" تُفعّل انتظاراً إلزامياً لمدة ساعة كاملة، مما يمنحك الوقت الكافي للتصرف وحماية بياناتك عن بُعد.

وبفضل خاصية "التحقق من الهوية"، توفر سامسونج للمستخدم طلب تأكيد بهوية المالك عند محاولة تغيير إعدادات حساسة من أماكن غير مألوفة، مع منح إمكانية إضافة أماكن موثوقة مثل المنزل تستثنى منها هذه الإجراءات، لتفادي الإزعاج غير الضروري.

وفي خطوة ذكية من سامسونج، فإن الشركة حرصت على توضيح إجراءات التفعيل السهلة والبسيطة لهذه الميزات حتى يتمكن أي مستخدم من تفعيلها بسهولة ولحظياً.

ورغم التركيز الواضح لسامسونج مؤخراً على تعزيز أمان المستخدمين عبر تحديث واجهتها وتطبيقات الحماية، إلا أن اهتمامات الشركة تتوسع أيضاً نحو البناء والإنتاج. وهنا يأتي مصنع سامسونج الجديد في كوريا الجنوبية، والذي يلفت الأنظار كونه لن يركز على تصنيع الهواتف الذكية هذه المرة.

وبعيداً عن الهواتف الذكية، تتجه أنظار سامسونج نحو سوق رقاقات الذاكرة المتطورة عالية السرعة والمعروفة باسم HBM4 والتي تُستخدم خصوصًا في مجال الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. وهذا المصنع الجديد في مدينة بيونغتايك الكورية الجنوبية سيساهم بشكل كبير في زيادة إنتاج رقاقات الذاكرة فائقة الأداء، في محاولة لتعزيز مكانة الشركة ومنافسة شركات عملاقة أخرى مثل SK hynix و Micron.

ولا تقتصر نشاطات سامسونج الطموحة عند هذا الحد، إذ تخطط الشركة لتقديم دعم تحديثات طويلة المدى تصل إلى 8 سنوات لهواتف الأعمال Enterprise Edition من طرازي Galaxy Z Fold 7 و Flip 7، مما يضيف مزيداً من القيمة والأهمية لهذه الأجهزة المخصصة للشركات والمؤسسات.

أما عن الأجهزة المنتظرة من سامسونج مثل هاتف Galaxy S26، فتشير بعض التقارير إلى أنه من المحتمل أن تستخدم سامسونج في هذا الهاتف الجيل الأحدث من ذاكرة الوصول العشوائي LPDDR5X من Micron، كونها توفر استهلاكاً أقل للطاقة وأداءً حرارياً أفضل مقارنة بالرقاقات المستخدمة حاليًا، مما يعزز من أداء الجهاز بشكل ملحوظ.

ولا يعد اختيار سامسونج لقطع الذاكرة من شركة Micron مفهوماً جديداً، فحتى هاتفها الحالي Galaxy S25 بنسخه المختلفة بات يستخدم قطع ذاكرة من إنتاج Micron بنسبة أكبر من الاعتماد على منتجات سامسونج الداخلية نفسها، وذلك بسبب الكفاءة العالية وانخفاض التكاليف.

ومع هذه الخطوات الواعدة من سامسونج نحو تعزيز خياراتها التقنية وقدرات أجهزتها، يبقى حرص الشركة على تجربة المستخدم من خلال تحسين الأمان والكفاءة ملحوظًا أكثر فأكثر. ولعل التركيز على إجراءات الأمان المتقدمة هو التأكيد الأوضح على رغبة سامسونج في تقديم منتجات تتكيف مع احتياجات مستخدميها وتعزز ثقتهم بها.