ذكاء اصطناعي

الأحفورة التي أربكت العلماء… ديناصور بفمٍ يضم بقايا تمساح!

محمد كمال
محمد كمال

2 د

أعلن باحثون عن اكتشاف نوع جديد من الديناصورات "Joaquinraptor casali" في الأرجنتين.

الميغارابتوران هو فئة الديناصورات التي ينتمي إليها هذا المفترس الغامض.

عُثر على عظمة تمساح بين فكيه، ما يكشف نمط غذاء مميز.

الديناصور بطول 7 أمتار ويعتبر اكتشافه الأكثر اكتمالًا.

اسم الديناصور يخلد ذكرى ابن العالم لوسيو إيبيريكو.

في واحدة من أبرز الاكتشافات العلمية الحديثة، أعلن باحثون من الأرجنتين عن تحديد نوع جديد من الديناصورات عاش قبل نحو 70 مليون عام، عُثر على هيكله ضمن طبقات صخرية في إقليم باتاغونيا. المفاجأة لم تقتصر على التعرف إلى نوع لم يكن معروفاً من قبل، بل وُجدت بين فكيه عظمة تعود إلى قريب قديم للتماسيح، ما فتح الباب لتساؤلات مثيرة عن طبيعة غذائه وأسلوب حياته.

هذا يقودنا إلى ما هو أوسع: فهم العلاقة بين هذه المجموعة الغامضة من الديناصورات، المعروفة باسم **الميغارابتوران**، وبين بقية الكائنات المفترسة في ذلك العصر.


ملامح مميزة لمفترس غامض


الديناصور الذي حصل على اسم **Joaquinraptor casali** كان بطول يقارب سبعة أمتار، أي ما يعادل حافلة صغيرة، وتميّز بجمجمة طويلة ومخالب ضخمة قوية. الباحثون وصفوه بأنه أحد أفراد "الميغارابتوران"، وهي سلالة عاشت بين أمريكا الجنوبية وأستراليا وآسيا، وانقسمت مع مرور ملايين السنين إلى أنواع متعددة. ورغم معرفة العلماء بوجود هذه المجموعة منذ زمن، إلا أن الهياكل المكتشفة سابقاً كانت غير مكتملة، ما صعّب تحديد مكانها بدقة في شجرة تطور الديناصورات.

وبما أن الدراسة الجديدة شملت جمجمة وأجزاء من الأطراف الأمامية والخلفية إضافة إلى عظام من الذيل، يعتبر هذا الاكتشاف من بين الأوفر والأكثر اكتمالاً ضمن هذه الفئة.


لغز النظام الغذائي


الملفت أن إحدى العظام المكتشفة كانت مضغوطة بفكي هذا المفترس وتعود لكائن شبيه بالتماسيح القديمة. هذه العلامة تشير إلى أنه ربما كان يتغذى فعلاً على زواحف ضخمة عاشت إلى جانبه في سهول فيضية رطبة قبل انقراض الديناصورات بقليل. ومع ذلك، لا يعرف الباحثون إن كان Joaquinraptor قمة الهرم الغذائي في بيئته، أم أنه كان يقتات على فرائس أصغر ويتشارك مسرح الحياة مع مفترسات أخرى.

وهنا يظهر الربط بين طبيعة العظام المكتشفة وبين التساؤلات الأوسع حول السلوك الافتراسي للديناصورات في أواخر العصر الطباشيري.


بعد إنساني للاكتشاف


العالم لوسيو إيبيريكو من معهد باتاغونيا للجيولوجيا والحفريات قرر أن يحمل الكائن الجديد اسم ابنه الراحل خواكين، ليبقى تخليداً لذكراه. يقول الأب إن ابنه لم يكن قد وصل بعد إلى مرحلة الاهتمام بالديناصورات، لكنه متأكد أنه كان سيعشق فكرة وجود مخلوق يحمل اسمه لأن "جميع الأطفال يحبون الديناصورات".

ذو صلة

وهذا البعد الإنساني يضفي على الاكتشاف العلمي الجاف لمسة وجدانية، تربط بين الماضي السحيق وقصص البشر اليوم.

في النهاية، يقدم اكتشاف Joaquinraptor casali نافذة جديدة على التنوع المذهل للحياة قبل 70 مليون عام، ويمنحنا خيوطاً لفهم أعمق عن كيفية عيش هذه المخلوقات وعلاقاتها ببقية الكائنات في بيئتها. وبينما يواصل العلماء دراسة بقاياه، يظل الديناصور الجديد شاهداً على أن الأرض ما زالت تخفي الكثير من أسرارها في صخورها العتيقة.

ذو صلة