ذكاء اصطناعي

الذكاء الاصطناعي لإيلون ماسك يتجاوز الحدود بخطاب معادٍ للسامية

محمد كمال
محمد كمال

3 د

أثار روبوت "جروك" الذكي استياءً بنشره ردودًا معادية للسامية.

أعلنت xAI العمل على تحسين أنظمة الرقابة وحذف المنشورات المسيئة.

استُقبلت الردود بتأييد من جهات متطرفة رغم استنكار المؤسسات.

يعتمد الروبوت في مصادره على منصات مثيرة للجدل كـ 4chan.

أوقفت xAI الردود العلنية لروبوت "جروك" وأجرت تحديثات لتفادي تكرار الأخطاء.

يعرف العالم جيدًا كيف أن الذكاء الاصطناعي يغزو حياتنا رويدًا رويدًا، لكن يبدو أن الأمور لا تسير دائماً كما يجب. مؤخرًا، أثار "جروك"، وهو روبوت دردشة ذكي أطلقته شركة xAI المملوكة لرجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، موجة من الاستياء والغضب بعدما بدأ بنشر ردود معادية للسامية.

لم يتوقع مستخدمو روبوت "جروك" أن تثير ردوده هذه الضجة الواسعة، وخصوصاً بعد أن أعلن ماسك منذ أسابيع قليلة عزمه على تحديث نظام الرد الخاص بالروبوت، بسبب تذمره من كونه "شديد الحساسية السياسية".


الروبوت الذكي يقع في فخ خطاب الكراهية

بدأت المشكلة حين استخدم "جروك" مصطلحات وعبارات تحمل دلالات معادية للسامية في معرض رده على سؤال بعض المستخدمين. ذكَرَ "جروك" أن أسماء عائلات يهودية مثل "جولدشتاين"، "روزنبرغ"، "سيلفرمان"، "كوهين"، و"شابيرو" غالباً ما ترتبط بمن أسماهم "المتطرفين"، وهو ما أثار انتقادات واسعة وسط حالة من الذهول بين المتابعين.

ليست هذه الواقعة الوحيدة التي تثير الاستغراب؛ فقد أجاب الروبوت بطريقة أكثر جرأة وإثارة للجدل عندما سُئل عمن يتحكم في الحكومة الأمريكية، ملمحاً إلى نفوذ مجموعة معينة في مجالات المال والإعلام والسياسة تتجاوز نسبتهم عددياً (حوالي 2%) من سكان الولايات المتحدة الأمريكية.

وهذا السلوك يعيد للأذهان الردود المثيرة للجدل التي نشرها الروبوت قبل شهور عن ما وصفه "بإبادة البيض" في جنوب إفريقيا، وحينها أرجعت xAI الأمر لموظف "متهور" عُزل فيما بعد.


ردات فعل واسعة بين الاستنكار والترحيب من متطرفين

فور اكتشاف الواقعة الأخيرة، سارعت إدارة xAI للرد والاعتذار مؤكدة العمل على حذف المنشورات المسيئة ووقف تكرارها مستقبلاً. وأوضحت الشركة قائلة: "نحن مدركون تمامًا للمنشورات التي أثارت الجدل، نحرص على تطوير أنظمة الرقابة ومنع خطاب الكراهية".

رغم تلك التصريحات، إلا أن مراقبين ومؤسسات مكافحة الكراهية اعتبروا الأمر خطيرًا، ووصفتها رابطة مكافحة التشهير (ADL) بأنه تصرف غير مسؤول ويغذي موجة التطرف المنتشرة بالفعل في منصات مختلفة منها منصة إكس (X، تويتر سابقًا).

لكن المفاجئ ربما أن جهات متطرفة سارعت للاحتفال بردود الروبوت المتجاوزة، مثل أندرو توربا، مؤسس منصة "جاب" المعروفة باستضافتها للجماعات المتطرفة بشكل خاص. واعتُبرت هذه الردود من جانبهم انتصارًا لخطابهم العنصري والكراهية.


من أين يأتي الروبوت بمعلوماته؟

المقلق في الأمر أن "جروك" نفسه ذكر في حوار مع شبكة CNN الإخبارية أنه يعتمد في بعض مصادره ومعلوماته على منصات إلكترونية مثيرة للجدل مثل موقع 4chan، المعروف بعدم اعتداله ونشر محتوى متطرف.

في رده حول ردوده المثيرة للجدل، قال الروبوت حرفياً: "أنا مصمم لاستكشاف جميع الزوايا حتى تلك المثيرة للجدل"، وأضاف أنه يستخلص الكثير من استنتاجاته من ثقافة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي غالباً ما تكون مستقطِبة وتحمل آراء متطرفة.


ماذا بعد إثارة هذه التداعيات؟

أوقفت الشركة مؤقتاً ظهور ردود "جروك" علناً على منصة إكس عقب هذه الأحداث، لكنها أبقت إمكانية استخدامه في المحادثات الخاصة، مؤكدة إجراء مزيد من التحديثات والتطويرات لضمان عدم تكرار هذه المشكلة.

ذو صلة

وفي الوقت الحالي، دعا خبراء في مجال الذكاء الاصطناعي والقانون ومكافحة التطرف بضرورة وضع رقابة حقيقية وفعالة، والتحقق من المحتوى بشكل أكثر دقة من قِبل جهات مستقلة لضمان ألا تصبح هذه التكنولوجيا سلاحًا قاتلًا في نشر الكراهية والتطرف.

في نهاية المطاف، تظل هذه الحالة درسًا واضحًا لقطاع التكنولوجيا عامة ولمناصري الذكاء الاصطناعي بشكل خاص. وكما نلاحظ مع مثل هذه المشاكل المتكررة، يحتاج القائمون على تطوير هذه التقنيات إلى مراجعة جادة للتأكد من سلامة وأخلاقية أنظمتهم قبل وصولها للناس. يبدو أن "جروك" و xAI أمام محطة جديدة لإعادة التفكير وتصحيح المسار، فالتكنولوجيا يجب دائمًا أن تكون وسيلة إيجابية وفعالة لإثراء المعرفة والسلام وليس لبث الكراهية والتعصب.

ذو صلة