السماء ستشتعل قريبًا… انفجار كوني سيجعل الليل والنهار بلا فرق!

3 د
النجم V Sagittae قد يضيء السماء بانفجار سوبرنوفا مشرق في النهار.
نجوم النظام الثنائي تسبب تقلبات سطوع نتيجة اقتراب الانفجار المحتمل.
الانفجار يوفر بيانات عن نشأة العناصر الثقيلة وتطور النجوم في الكون.
أنظمة نجمية مثل V Sagittae تبرز دور الأقزام البيضاء في الفلك الحديث.
الانفجار المتوقع يجسد ظاهرة كونية نادرة تثير اهتمام العلماء وعامة الجمهور.
بينما اعتاد عشاق الفلك انتظار أخبار عن العملاق الأحمر بيتيلجوس كمرشح للانفجار، يبدو أن منافساً جديداً دخل المشهد: نظام نجمي غامض يُدعى "V Sagittae"، يبعد عنا نحو 10 آلاف سنة ضوئية، ويتهيأ لانفجار قد يراه البشر بأعينهم في النهار كما لو كان قمراً مكتمل الإضاءة.
منذ أكثر من قرن حيّر هذا النظام علماء الفلك بسبب سطوعه غير الطبيعي. وبعد دراسات طويلة، كشف فريق بحثي بريطاني-إسباني أن السر يكمن في وجود قزم أبيض شره ينهش رفيقه النجمي المجاور، مستخدماً مادته كوقود يرفع درجة لمعانه إلى مستويات استثنائية. وهذا يفسر تقلبات الضوء التي ظلت لغزاً منذ اكتشافه عام 1902.
وهذا يربط بين فكرة النجوم الميتة وعودتها المفاجئة إلى حياة عنيفة بفضل رفقائها في الكون.
السر الخطير وراء السطوع القوي
الأقزام البيضاء تظهر عادة في نهاية حياة النجوم الشبيهة بالشمس، حين يتوقف الاندماج النووي ويخبو وهجها شيئاً فشيئاً. لكن في الأنظمة الثنائية، قد يتغير السيناريو تماماً. فجاذبية القزم الأبيض تسمح له بسرقة الغاز من مجاوره، مكوّنة ما يُعرف بـ“قرص التراكم” وهو حلقة دوارة من المادة التي تترسب فوق سطحه. ومع تراكم المزيد من الكتلة، يقترب القزم من ما يُسمى "حد تشاندراسيخار"، وهو العتبة الحرجة التي بمجرد تجاوزها ينفجر النجم في **سوبرنوفا من النوع Ia**.
وهذا يربط بين التحذيرات الفلكية الحديثة والمصطلحات الأساسية مثل الانفجار الحراري والحد الكتلي الحرج.
لكن المثير في حالة V Sagittae هو أن القزم الأبيض يلتهم كميات هائلة من مادته الشريكة بسرعة تفوق ما يستطيع ابتلاعه بالكامل. وبدلاً من استيعابها كلها، يتسبب ذلك في انبعاث غاز كثيف يكوّن هالة هائلة تغلف كلا النجمين، ما يجعل النظام بأكمله يبدو كمنارة مشتعلة وسط السماء.
وهذا يربط بين صورة القرص الغازي حول الثقوب السوداء والتشابه مع ديناميكيات هذا النظام النجمي.
إشارات على النهاية القريبة
باستخدام التلسكوب الأوروبي العملاق VLT في صحراء أتاكاما، رصد العلماء تقلبات عنيفة في لمعان V Sagittae. هذه الحركات الجامحة دليل على أن النهاية تقترب، وأن انفجار نوفا أصغر قد يحدث في غضون سنوات، مما سيجعله مرصوداً بالعين المجردة حتى للهواة. لكن الاصطدام الأخير بين النجمين، وفق الباحثين، سيؤدي إلى كارثة كونية أكبر: انفجار سوبرنوفا سيضيء الأرض كأنه شمس ثانية قصيرة العمر.
وهذا يربط بين الملاحظات الحالية لمعدل انتقال الكتلة والتنبؤ بنهاية درامية لنظام طالما حيّر العلماء.
ماذا يعني هذا للبشر؟
رغم أن النظام يبعد آلاف السنين الضوئية، فإن المشهد الكوني سيكون فرصة نادرة للعلماء والجمهور على حد سواء. فالسوبرنوفا ليست مجرد ألعاب نارية كونية، بل مصانع طبيعية للعناصر الثقيلة كالحديد والذهب، وهي لبنات أساسية للحياة على الأرض. لذا، رصد مثل هذا الانفجار سيوفر بيانات استثنائية حول تطور النجوم وأصل المادة في الكون.
وهذا يربط بين الأسئلة الفلسفية عن مصير الشمس وبين حقيقة أن الحياة ذاتها تحمل بصمات هذه الانفجارات القديمة.
الخاتمة
في انتظار اللحظة التي سيعلن فيها V Sagittae عن نهايته المدوية، يواصل العلماء تحليل كل إشارة ضوئية قادمة منه. فإذا ما حدث الانفجار المتوقع خلال العقود المقبلة، فسيكون ذلك العرض الكوني الأبهى الذي يشهده كوكبنا منذ قرون، مشهداً يجمع بين سحر الجمال وقوة الفيزياء، ويذكرنا دوماً أن الكون أبعد بكثير عن الرتابة.









