الصين تكسر الحواجز: روبوت يقترب من سرعة بولت بمحاكاة مثيرة للطبيعة!

3 د
الروبوت الصيني "الفهد الأسود 2.
0" يقترب من سرعة يوسين بولت بتحقيق 10.
3 متر في الثانية.
تم تصميمه باستلهام من الطبيعة، مع ركبتين تمتصان الصدمات مثل الفهد الحقيقي.
سيقان الروبوت مصنوعة من ألياف الكربون لمحاكاة "اليربوع"، مما يمنحه صلابة عالية.
التعاون الأكاديمي والصناعي بين جامعة تشجيانغ وشركة "ميرور مي" أنتج الابتكار.
الرؤية المستقبلية تشمل استخدام الروبوتات في الإنقاذ والاستكشاف وتحسين سلامة المناطق الخطرة.
هل تخيلت يوماً أن ترى روبوتاً يركض بسرعة تقترب من سرعة أسرع إنسان في التاريخ؟ أصبح هذا الخيال واقعاً، فقد قدمت الصين مؤخراً إنجازاً مذهلاً بتطويرها للروبوت الرباعي الأرجل "الفهد الأسود 2.0" الذي حقق رقماً قياسياً جديداً بسرعة وصلت إلى 10.3 متر في الثانية، مقترباً بذلك من إنجاز العداء الجامايكي الأسطوري يوسين بولت الذي حقق 12 متراً في الثانية.
هذا الإنجاز المذهل استطاعت شركة ناشئة مقرها شنغهاي تُدعى "ميرور مي" تحقيقه بالتعاون مع معهد الابتكار للروبوتات في جامعة تشجيانغ. الروبوت الذي يزن نحو 38 كيلوجرامًا وارتفاعه 63 سنتيمترًا فقط، يعتمد في تصميمه على تقنيات متقدمة مستوحاة من الطبيعة لتمنحه قدرة هائلة على الجري بسرعة فائقة مع الحفاظ على التوازن والثبات.
تصميم مستوحى من الطبيعة يمنح سرعة استثنائية
السر وراء سرعة "الفهد الأسود 2.0" يكمن في استخدام تقنيات هندسية مستلهمة من العالم الطبيعي. دعونا نأخذ "الركبتين" على سبيل المثال، فقد تم تصميمهما بطريقة تسمح لهما بامتصاص الصدمات مثل تلك الموجودة عند حيوان الفهد الحقيقي. إلى جانب ذلك، تم صناعة سيقان الروبوت من ألياف الكربون، مستلهمة من قوارض صحراوية صغيرة تُدعى "اليربوع"، مما أكسبها صلابة عالية، مع زيادة بسيطة في الوزن لا تتجاوز 16%.
حتى "أحذيته" كان لها نصيب كبير من الإلهام الحيواني، إذ صُممت لتحاكي مخالب الفهد، مما عزز القدرة على الإمساك بالأرض وزاد من ثبات حركته بنسبة تصل إلى 200% أثناء تسارعه السريع للغاية. بهذه المميزات المتكاملة، انضم "الفهد الأسود 2.0" إلى نخبة روبوتات السرعة، بقدرته على إنهاء سباق المئة متر في أقل من 10 ثوانٍ.
وليس الاعتماد على الكربون مقتصرًا على الروبوتات الحيوانية فقط، فهذه المادة الخفيفة والقوية أثبتت نجاحها في العديد من المجالات الأخرى مثل الأطراف الاصطناعية والهياكل الخارجية الآلية التي تساعد البشر في الحركة. مثال على ذلك هو "السيقان البيونية" التي تستخدم ألياف الكربون في توفير توازن مثالي ما بين الوزن الخفيف والقوة الكبيرة، مما يُقدم للمستخدم قدرة أفضل على التحكم في الحركات.
التعاون ما بين البحث الأكاديمي والشركات الناشئة يقود للنجاح
ويُعد هذا الابتكار نتيجة مباشرة للتعاون المثمر ما بين الأبحاث الأكاديمية ومجال الأعمال الناشئة. فقد استطاعت جامعة تشجيانغ بالشراكة مع شركة "ميرور مي" تطوير النموذج الأولي خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر فقط، مستفيدة من التكامل بين برمجيات الذكاء الاصطناعي والهياكل الهندسية الدقيقة.
هذا التعاون الأكاديمي والصناعي لم يكن ممكناً لولا إشراف خبير الروبوتات البارز البروفسور وانغ هونغتاو، الذي جمع بين خبرته العلمية من جهة ورؤيته الابتكارية التجارية من جهة أخرى. الدفع بالروبوتات نحو أداء أفضل وأسرع كان هدفاً واضحاً للفريق بأكمله، وكان لزميله الباحث جين يونغ بين دور أساسي في تطبيق مبدأ علمي متقدم يُعرف بـ "مبدأ بندول هيجنز"، الذي ساعد في تنسيق حركة الأطراف خلال الجري، مما ساهم بقوة في تحقيق هذه السرعة الفائقة.
الرؤية المستقبلية.. ما الذي ينتظرنا؟
هذا التطور السريع والمذهل في أداء الروبوتات يفتح أبواباً واسعة من الفرص. ففي المستقبل، قد تصبح الروبوتات سريعة الحركة مثل "الفهد الأسود" مساعدة للبشر في مجالات الإنقاذ والإغاثة والاستكشاف، أو حتى في سلامة المناطق الخطرة حيث يصعب على الإنسان الوصول إليها.
ومع استمرار التطوير والتحسين لهذه الابتكارات، ربما من المفيد تعزيز المقالات القادمة بالتركيز على تطبيقات حياتية ملموسة تساعد القارئ على الربط بين هذه التقنيات ومستقبلها الواقعي، بالإضافة لاستخدام مرادفات أكثر قوة وتأثيراً مثل "الطفرات التكنولوجية"، أو "القفزة النوعية" التي تشير بدقة لأهمية هذه الإنجازات.
لقد بدأ السباق، ويبدو أن المستقبل يحمل لنا الكثير من الإثارة والترقب، فمن كان يصدق أن يوماً ما سيقترب روبوت من سرعة يوسين بولت؟