الضفادع لا تستطيع التقيؤ… فتلجأ إلى قلب معدتها للخارج!

2 د
الضفادع تعجز عن التقيؤ، فتقلب معدتها للخارج لتنظيفها من السموم.
تستخدم الضفادع أطرافها الأمامية لمسح المعدة عند تعرضها لشيء سام.
تشترك الخيول والأرانب والجرذان في عدم القدرة على التقيؤ مثل الضفادع.
أسماك القرش تخرج معدتها بالكامل للنجاة، تشابهًا مع الضفادع.
تستخدم الضفادع عيونها لدفع الطعام إلى المعدة أثناء البلع.
هل تخيلت يوماً أن هناك مخلوقات على كوكبنا تعيش دون القدرة على التقيؤ إذا ابتلعت شيئاً ساماً؟ بالنسبة لنا نحن البشر، التسمم الغذائي قد يقودنا مباشرة إلى الغرفة المجاورة لنطرح محتويات المعدة ونطرد البكتيريا الضارة. لكن قصة الضفادع مختلفة تماماً، فهي محرومة من آلية التقيؤ التقليدية، ولجأت الطبيعة إلى حل أغرب مما نتوقع: قلب المعدة بالكامل وإخراجها إلى الخارج!
قلب المعدة... آلية للبقاء
هذا السلوك العجيب يعرف علمياً بعملية "الانقلاب المعدي الكامل"، وهو أشبه ما يكون بإفراغ جيوبك أثناء تنظيفها. عندما تأكل الضفدعة شيئاً ساماً، تدفع معدتها إلى خارج فمها، تقوم بتنظيفها بواسطة أطرافها الأمامية، ثم تعيدها إلى مكانها الأصلي في الجسم. وكأنها عملية تنظيف ذاتي فورية تضمن بقاء الضفدع آمناً من السموم. وهذا يربط بين غرابة هذه الآلية وبين حرص الطبيعة على توفير حلول بديلة للنجاة.
ومن هنا يمكن أن نتساءل: هل تشعر الضفادع بمقدمات الغثيان كما نشعر نحن؟ الحقيقة أن العلماء لم يتوصلوا بعد لإجابة قاطعة، فلا أحد يعرف إذا ما كان الضفدع يشعر بتوعك قبل أن يقلب معدته رأساً على عقب.
ليس الضفدع وحده...
المفارقة أن الضفادع ليست الحيوان الوحيد الذي يفتقد القدرة على التقيؤ. الخيول والأرانب وحتى الجرذان تشترك معها في هذه الصفة، وهو ما يفسر فاعلية بعض السموم مثل سم الفئران. لكن بعض الأنواع، كالقروش، اشتهرت بقدرتها على إخراج معدتها بالكامل، سواء للتخلص من وجبة غير مهضومة أو للهروب من تهديد خارجي. وهنا يظهر الرابط بين الضفادع وأسماك القرش: كلاهما يستعين بهذه الحيلة الغريبة للبقاء على قيد الحياة.
طرائف من عالم الحيوان
وإذا انتقلنا إلى البحار، نجد خيار البحر، ذلك الكائن البحري الدهني الشكل، يتجاوز الضفادع في غرابته. إذ يستطيع أن يخرج أمعاءه بالكامل ليصد بها المفترسات أو يربكها، ثم يعيد بناء هذه الأعضاء في وقت قصير. هذه الظاهرة، المعروفة باسم "الانتحاء الذاتي" أو بتر الأعضاء، تكشف لنا عن مدى تنوع استراتيجيات الدفاع في الكائنات الحية. وهذا المثال يوضح كيف تتشارك كائنات مختلفة تماماً في ابتكار أساليب مذهلة لضمان الاستمرار.
وفي عالم الضفادع أيضاً، هناك حيلة لا تقل غرابة: فهي ترمش بعينيها أثناء ابتلاع الفريسة، ما يدفع مقلة العين باتجاه الفم ليساعد الطعام على النزول إلى المعدة. صورة أخرى من تصميم الطبيعة المحكم.
خاتمة
من قلب المعدة إلى إخراج الأمعاء، تذكرنا هذه الأمثلة بأن الطبيعة لا تكف عن إدهاشنا بابتكاراتها المدهشة. الضفادع قد لا تتمكن من التقيؤ مثلنا، لكنها تمتلك آلية غير مألوفة تمنحها فرصة للبقاء في مواجهة السموم. وربما يفتح هذا لنا باباً للتأمل في تنوع الحياة، حيث يبتكر كل كائن طريقته الفريدة للنجاة، بطريقة تجعلنا أكثر دهشة أمام أسرار العالم الحيواني.









