ذكاء اصطناعي

المتسوقين فوق… وتحتهم بقايا عمالقة البحر قبل الانقراض الكبير!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

عُثر في نيوجيرسي خلف متجر على بقايا كائنات بحرية من حقبة ما قبل الانقراض الكبير.

تم اكتشاف "موسازور"، الزاحف البحري المفترس، مما يغير الفهم التقليدي للساحل الشرقي الأميركي.

تحولت الحفرة إلى متحف يتيح للزوار المساهمة في اكتشاف قطع متحجرة قديمة.

الاكتشاف يعزز فهم تاريخ الأرض وربط الحاضر بالماضي البعيد وتأثير الكوارث الكونية.

الموقع يقدم بيانات علمية عن التنوع الأحيائي قبل الانقراض الجماعي وتأثيره على البحار.

بين ضجيج المحال التجارية وأضواء مواقف السيارات، لم يتوقع أحد أن يخفي باطن الأرض أسراراً تعود إلى ملايين السنين. لكن في ولاية نيوجيرسي الأميركية، وبالتحديد خلف موقف سيارات أحد المتاجر الشهيرة، عثر علماء الحفريات على بقايا مدهشة لكائنات بحرية عملاقة من حقبة ما قبل الانقراض الكبير.

الموقع الذي يُعرف اليوم باسم **منتزه ومتحف إدلمان للأحافير** تحول إلى نقطة جذب علمية بعدما كشف الجيولوجيون أنه يقع فوق طبقة رسوبية نادرة تسمى “طبقة الانقراض”. وهي سجل طبيعي يحتفظ ببقايا زمن اصطدام الكويكب الذي أدى إلى فناء الديناصورات قبل 66 مليون عام. ومن خلال هذا الاكتشاف الاستثنائي، لم يتم العثور فقط على أسنان وأسماك متحجرة، بل على بقايا **موسازور**، ذلك الزاحف البحري المفترس الذي كان سيد البحار في أواخر العصر الطباشيري.

وهذا يربط بين الاكتشاف وبين فهم أوسع لتاريخ الأرض والآثار التي خلّفها الاصطدام الكوني قبل ملايين السنين.


موسازور… العملاق الذي عاد من الأعماق


بحسب العلماء، كان الموسازور كائناً مهيباً يصل طوله إلى خمسين قدماً، يتغذى على الأسماك البحرية وحتى على مخلوقات أصغر من جنسه. اكتشاف عظامه هنا في نيوجيرسي يغيّر الصورة التقليدية عن بيئة الساحل الشرقي الأميركي قبل 66 مليون سنة، إذ تكشف الأحافير أن المنطقة كانت مغمورة بمياه المحيط وكان تنبض بحياة بحرية وفيرة.

ومن خلال إحياء هذا المشهد القديم، يساعد الاكتشاف على ربط الماضي البعيد بالحاضر، مذكّراً البشر كيف تغيّرت القارات والبحار تحت تأثير الزمن والكوارث الكونية.


من حفريات إلى متحف مفتوح للجمهور


الباحث الأميركي **كينيث لاكوفارا** هو أول من أدرك أهمية هذه الحفرة المهملة التي كانت تستخدم كمقلع للرمل والحصى. ومع حملاته الاستكشافية، حوّلها إلى موقع يجمع بين البحث والدراسة والتعليم. اليوم يفتح المنتزه أبوابه للزوار، حيث يمكن للعائلات والطلاب وحتى الهواة أن يشاركوا بأنفسهم في حفريات لاكتشاف قطع متحجرة عمرها ملايين السنين.

وهذا يربط بين الهدف التعليمي للمتحف ورغبة المجتمع العلمي في جعل المعرفة متاحة لكل شخص وليس فقط للخبراء.

الأهمية الحقيقية للمكان لا تكمن فقط في كنوزه الأحفورية، بل أيضاً في كونه جسراً بين العلم والجمهور. فالتلاميذ الذين يلتقطون أول قطعة متحجرة قد يكونون علماء المستقبل، والفضول البشري البسيط قد يتحول إلى شغف حياتي بالبحث في تاريخ الأرض.


إعادة رسم صورة نهاية العصر الطباشيري


النتائج التي يخرج بها هذا الموقع تحمل قيمة علمية تتجاوز حدود نيوجيرسي. فهي تزود الباحثين ببيانات دقيقة عن التنوع الأحيائي قبل الانقراض الجماعي، وتوضح كيف تأثرت البحار والمحيطات. كما أن طبقة الانقراض نفسها تعمل كوثيقة طبيعية تسجل لحظة فاصلة بين عصر الديناصورات والعالم الذي نعرفه اليوم.

وهذا يعزز الصلة بين الاكتشافات المحلية والحوارات العالمية حول التغير المناخي وانقراض الكائنات المعاصرة.

ذو صلة

خاتمة


ما بدأ كحفريات خلف أحد المتاجر تحول إلى نافذة واسعة على ماضٍ سحيق. فالموسازور وبقية الكائنات البحرية المتحجرة تُذكرنا بأن تحت أقدامنا تاريخ كامل عن نشأة الحياة وفنائها. وبينما يواصل العلماء أعمال التنقيب، يبدو أن هذا الركن البسيط من نيوجيرسي قد أصبح شاهداً صامتاً على أعظم حدث انقراض عرفته الأرض، ودعوة مفتوحة للإنسان اليوم أن يتأمل هشاشة كوكبه وتاريخه الطويل.

ذو صلة