ذكاء اصطناعي

انقلاب في دهاليز آبل: سيري تخلع جلدها القديم وتعود أذكى… وأكثر جرأة

انقلاب في دهاليز آبل: سيري تخلع جلدها القديم وتعود أذكى… وأكثر جرأة
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

كشفت تقارير عن "فوضى داخلية" و"إخفاق إداري" في فرق الذكاء الاصطناعي في آبل.

انتقد الموظفون السابقون نهج إدارة فرق سيري بسبب حذرها وضعف قيادتها.

تولى كريغ فيديريغي ومايك روكويل القيادة لتحسين الوضع وزيادة التفاؤل.

تسمح آبل لأول مرة باستخدام نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر للتطور السريع.

عندما عرضت آبل العام الماضي في مؤتمرها للمطورين خصائص جديدة مذهلة لسيري، كانت التوقعات عالية جدًا، لكن ما تبيّن لاحقًا كان مفاجئًا ولم يكن متوقعًا للكثيرين، فالإعلان الذي قدمته الشركة أمام العالم لم يكن في الواقع انعكاسًا لحالة التطوير الداخلية.

تفاصيل جديدة تكشفها تقارير إعلامية نشرها موقع "ذا إنفورميشن"، حول ما وصفه موظفون سابقون في آبل بـ "الفوضى الداخلية" و"الإخفاق الإداري" الذي عانت منه فرق الذكاء الاصطناعي بالشركة خلال الفترة الماضية.


خلف الكواليس.. قصة الإخفاق الإداري في آبل

بحسب هذا التقرير المطول، فإن هذه المشكلات التي يواجهها نظام المساعد الشخصي "سيري" تعود إلى عامليْن رئيسيين: الأول هو نهج الشركة الثابت والملتزم بقوة فيما يتعلق بخصوصية المستخدم، والذي يجعل من الصعب للغاية تبني تقنيات ذكاء اصطناعي عصرية تحقق توازنًا بين الخصوصية والكفاءة.

أما العامل الثاني، فهو مرتبط بشكل مباشر بأساليب إدارة فرق الذكاء الاصطناعي داخل آبل، حيث انتقد الموظفون السابقون تحديدًا أسلوب القيادة الضعيف والحذر الزائد في اتخاذ القرارات ضمن فريق عمل سيري.

وكانت واحدة من أكثر الانتقادات التي تم توجيهها داخل فرق العمل مرتبطةً برئيس قسم الذكاء الاصطناعي السابق، روبي ووكر، الذي وصفه الموظفون السابقون بأنه "يفتقر للطموح"، ولا يمتلك القدرة أو الجرأة الكافية لاتخاذ خطوات جريئة نحو المستقبل.

هذا التردد وغياب الوضوح دفع بعض المهندسين والمطورين في فريق الذكاء الاصطناعي بالشركة إلى إطلاق اسم ساخر على قسمهم، مستخدمين اختصار AI/ML (وهو اختصار Artificial Intelligence/Machine Learning، أي الذكاء الاصطناعي/تعلم الآلة)، حيث أطلقوا عليه اسم "AIMLess"، والتي تعني "بلا هدف أو بلا اتجاه" كإشارة ساخرة من شعورهم بتخبط قيادتهم وعدم وضوح رؤية المستقبل.


مفاجأة المؤتمر: تقنيات غير موجودة فعليًا!

المثير للدهشة في التقرير هو الكشف عن تفاصيل العرض التقديمي في مؤتمر WWDC العام الماضي، فحين عرضت آبل مزايا جديدة لسيري في المؤتمر أمام الجميع، أكد مهندسون سابقون أنهم كانوا يشاهدون تلك المزايا للمرة الأولى مع الجمهور، ولم تكن هناك نسخ فعلية أو نماذج فعلية جاهزة على الأجهزة للاختبار الداخلي باستثناء خاصية واحدة بصريّة تعتمد على ظهور شريط ضوئي ملون عند تفعيل سيري على شاشة الآيفون. هذا الأمر كان بمثابة تحول غريب وغير مألوف، فآبل تاريخيًا اعتادت ألّا تُعلن أي مزايا جديدة إلا بعد اختبارها وتأكيد جاهزيتها داخليًا.


بصيص أمل.. تغييرات جديدة قد تغير مستقبل سيري

لكن المشهد يبدو وكأنه يتجه للتحسن مع تسلم القيادة من قبل كريغ فيديريغي ومايك روكويل، وهما مديران يحظيان باحترام واسع داخل آبل، وسبق أن أثبتا قدرتهما العالية على قيادة المشاريع بنجاح واستكمالها بشكل كامل.

أجواء التفاؤل والثقة التي تسود الآن تشير إلى وجود تغييرات إيجابية قادمة. ومن بين الخطوات الهامة التي تم اتخاذها مؤخرًا، السماح لفريق المطورين في آبل لأول مرة باستخدام نماذج ذكاء اصطناعي مفتوحة المصدر من شركات خارج آبل، بدلًا من الاعتماد على النماذج الداخلية فقط. خطوة مثل هذه ربما تساعد في تسريع وتحسين مستوى أداء سيري في الفترات القادمة.

ذو صلة

رغم هذه التغييرات الإيجابية، يبدو واضحًا أن العلاقة بين فريقي كريغ فيديريغي وجون جياناندريا (الذي ما زال يقود إدارة الذكاء الاصطناعي)، قد تشهد بعض المناوشات في الفترات القادمة بسبب طريقة إدارة المشاريع والتباينات في النهج المتبع من قبل الفريقيْن.

في النهاية، ما زال أمام آبل الكثير من العمل لإعادة ثقة المستخدمين بعد خيبات الأمل الأخيرة. فسيري، التي تُعدّ من أهم المزايا في أجهزة آبل، بحاجة إلى تطوير حقيقي من شأنه أن يعيدها لمنافسة بقية تقنيات المساعدين الشخصيين في السوق، خصوصًا في عصر باتت فيه أنظمة الذكاء الاصطناعي أذكى وأكثر ديناميكية وأقرب للمستخدمين من أي وقت مضى.

ذو صلة