بعد يومين فقط من Atlas… مايكروسوفت تُطلق متصفح ذكاء اصطناعي شبه مطابق من Edge

3 د
أطلقت مايكروسوفت متصفح «إيدج كوبايلوت» المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة تصفح ذكية.
تسعى مايكروسوفت لدمج كوبايلوت مع تطبيقات الإنتاجية والسحابة لتعزيز قدرات المتصفح.
جاء إطلاق «كوبايلوت» بعد يومين فقط من كشف أوبن إيه آي عن متصفحها «أطلس».
تقدم مايكروسوفت شخصية «ميكو» كوجه ودي لمساعدها الذكي لتعزيز التفاعل مع المستخدمين.
تركز مايكروسوفت على تطوير متصفح يتمحور حول الذكاء الإنساني لتسهيل تجربة المستخدم.
في سباق محموم بين عمالقة التقنية لتقديم تجارب تصفح مدعومة بالذكاء الاصطناعي، أعادت مايكروسوفت إطلاق نسختها الجديدة من متصفح «إيدج» تحت مسمى **وضع كوبايلوت، لتقدم ما وصفه مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لـ«مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي»، بأنه «متصفح ذكي مصاحب لك أثناء رحلتك في الإنترنت».
اللافت أن هذا الإعلان جاء بعد يومين فقط من كشف «أوبن إيه آي» عن متصفحها «شات جي بي تي أطلس»، الأمر الذي جعل المقارنة بين المشروعين أمرًا لا مفر منه.
يأتي إطلاق كوبايلوت كجزء من تطوير أوسع لمجموعة خدمات مايكروسوفت المدعومة بالذكاء الاصطناعي. الإصدار الجديد يضع واجهة المحادثة في قلب تجربة التصفح، بحيث تستطيع الأداة رؤية التبويبات المفتوحة، تلخيص الصفحات، ومساعدتك في مهام عملية مثل حجز الفنادق أو تعبئة النماذج.
وهذا يربط بين طموح مايكروسوفت في جعل متصفحها مركز المساعد الشخصي الرقمي وبين رؤيتها لتقنيات الذكاء التوليدي كأدوات إنتاجية يومية.
سباق المتصفحات الذكية
لكن هذا الحلم ليس حكرًا على مايكروسوفت. أوبن إيه آي قدمت بدورها «شات جي بي تي أطلس»، الذي يجمع بين محرك البحث والمحادثة الذكية في متصفح واحد مخصص لمستخدمي «شات جي بي تي». الشركة وصفت أطلس بأنه أكثر من مجرد وسيلة لتصفح الويب، بل بوابة تتمحور حول المساعد ذاته، متوقعة أن يعيد تعريف كيفية تعامل المستخدمين مع الإنترنت.
أما الفرق الأوضح بين المشروعين فيكمن في البنية الأساسية: كوبايلوت يعمل على محرك «إيدج» المألوف على أنظمة ويندوز، بينما أُطلق أطلس مبدئيًا على أجهزة ماك كمتصفح مستقل.
اللافت أن واجهات الاستخدام تكاد تتطابق بينهما، مع اختلافات طفيفة في الألوان وترتيب الأزرار، وهو ما يعكس التوجه العام نحو تصاميم بسيطة تركز على نافذة المحادثة المباشرة بدل الصفحات التقليدية من الروابط.
ومن هنا يتضح أن التمايز الحقيقي بين المتصفحين سيتعلق بقدرات النماذج اللغوية نفسها وجودة تفاعلها مع المستخدم.
«ميكو».. الوجه الجديد لكوبايلوت
في الوقت ذاته، قدمت مايكروسوفت شخصية افتراضية باسم «ميكو» لتكون «وجهًا» وديًّا لمساعدها الذكي. هذا الرمز الكروي المتحرك يتفاعل مع المستخدم عبر تعبيرات لونية مختلفة وصوت طبيعي، في محاولة لإعادة الروح إلى ذكريات «كليبي» الشهيرة من بدايات الألفية.
يأتي «ميكو» ضمن توجه الشركة لإضفاء طابع إنساني على الذكاء الاصطناعي، بحيث لا يكتفي بالإجابة بل يصغي ويُظهر تعاطفًا ويساعد المستخدم على التعلم عبر وضعيات مثل «تعلم مباشر» الذي يحول المساعد إلى مُدرّس رقمي.
وهذا يوضح كيف تحاول مايكروسوفت استباق المنافسة بإبراز الجانب العاطفي للتقنية، في وقت يثير فيه الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي أسئلة حول الثقة والحدود بين الإنسان والآلة.
فلسفة «الذكاء الإنساني أولاً»
أكد سليمان أن هدف الشركة ليس زيادة زمن التفاعل بل تطوير «ذكاء إنساني يتمحور حول المستخدم». وقال في بيان له إن كوبايلوت يُبنى ليعيد الإنسان إلى حياته لا ليحبسه خلف الشاشة.
وتتوسع مايكروسوفت أيضًا في دمج قدرات كوبايلوت داخل تطبيقات الإنتاجية والسحابة، ما يمنح المتصفح بعدًا تكامليًا مع بيئة «ويندوز» و«أوفيس» ويفتح الباب أمام تجربة موحّدة عبر الأجهزة كلها.
هذا يربط بين توجه السوق الأشمل نحو «المتصفحات كمنصات شاملة» وبين مساعي شركات مثل غوغل وأوبن إيه آي إلى السيطرة على نقطة الدخول اليومية إلى الويب، سواء عبر «جيميني» في كروم أو «أطلس» في شات جي بي تي.
وجه جديد للمنافسة الرقمية
من الواضح أن العام 2025 يشهد تحولًا جوهريًا في مفهوم التصفح. المتصفح لم يعد مجرد أداة لفتح المواقع، بل أصبح مساحة تفاعلية تمزج البحث والمحادثة والإنتاجية. إلا أن السؤال الأهم يبقى: هل سيُقبل المستخدمون على هذا الدمج بين المساعد الذكي والمتصفح التقليدي؟
الإجابة قد تحدد مستقبل هيمنة مايكروسوفت أو أوبن إيه آي في مشهد تصفح الإنترنت القادم.
ختامًا، يبدو أن المنافسة لم تعد حول السرعة أو الأمان فقط، بل حول بناء شريك رقمي يفهمك ويتفاعل معك. ومع تسارع التطوير في الذكاء الاصطناعي التوليدي، قد نشهد قريبًا جيلًا من المتصفحات التي تتنبأ باحتياجاتنا قبل أن نُفكر بها.









