ذكاء اصطناعي

متصفح أطلس من أوبن إيه آي يتحدى مكانة جوجل كروم بقوة

مصطفى يسري
مصطفى يسري

3 د

كشفت OpenAI عن متصفح Atlas الذي يُفسّر نوايا المستخدمين ويتفاعل معهم مباشرة.

يتيح Atlas للمستخدمين محادثة ChatGPT ضمن المتصفح لفهم المحتوى أو اتخاذ خطوات تفاعلية.

يقدم المتصفح ذاكرة تحفظ اهتمامات المستخدم وتقترح مواقع بناء على السلوك الخاص.

تعتبر OpenAI الذكاء الاصطناعي فرصة لإعادة تعريف متصفح المستقبل كواجهة محادثة.

تمثل رؤية Atlas "الصحبة الرقمية" لإعادة تعريف علاقة المستخدم بالمعلومة.

بينما يفتح كثيرون متصفحهم صباحًا لتصفّح الأخبار أو الإيميل، يجدون أن التفاعل مع الإنترنت لم يتغيّر كثيرًا منذ عقدين. لكن في خطوة تعيد رسم هذه العلاقة المألوفة، كشفت OpenAI عن متصفح جديد يحمل اسم Atlas، مصمم ليجعل الذكاء الاصطناعي محور تجربة التصفح لا مجرد أداة إضافية على الهامش.


متصفح يفكّر معك لا عنك

تصف OpenAI Atlas بأنه متصفح يستطيع فهم نية المستخدم والتفاعل معها مباشرة. فهو لا يكتفي بعرض الصفحات، بل يسمح للمستخدم بمحادثة ChatGPT من نافذة جانبية حول أي موقع يزوره. تجربة الاستخدام هنا ليست مجرد “بحث ثم قراءة”، بل حوار حيّ مع الذكاء الاصطناعي لتفسير ما يراه المستخدم أو تلخيصه أو اتخاذ خطوات بناء عليه.

يبدو أن الهدف من Atlas ليس منافسة واجهة البحث في Google فقط، بل تقديم بديلٍ في طريقة التفكير نفسها: بدلاً من روابط كثيرة ترميك في شبكة من الصفحات، يظهر أولًا الجواب المباشر بلغة طبيعية ثم تتابع اكتشاف التفاصيل إن رغبت. هذه الفلسفة تضع النص البشري والمحادثة في قلب التصفح، وتؤشر نحو مستقبل أكثر اعتمادًا على الفهم السياقي بدلاً من النقر المتكرر.


عندما تصبح الذاكرة جزءًا من المتصفح

من أبرز ما يقدّمه Atlas ميزة “ذاكرة المتصفح”، وهي تطور طبيعي لميزة الذاكرة التي أضافتها OpenAI سابقًا إلى ChatGPT. يستطيع المتصفح تذكّر ما بحثت عنه سابقًا، وما اهتممت به، بل واقتراح مهام أو مواقع بناء على سلوكك. التحدي هنا مزدوج: كيف يمكن لهذه الذاكرة أن تكون مفيدة دون أن تتحول إلى أرشيف دائم لحياتنا الرقمية؟

المثير أن الشركة جعلت هذا الخيار اختياريًا بالكامل، في إشارة إلى وعي متنامٍ بأن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه اكتساب الثقة إلا إذا احترم خصوصية المستخدم. وربما تكون هذه النقطة هي الرهان الحقيقي وراء Atlas: بناء علاقة ناضجة بين الإنسان والأداة، قائمة على الشفافية لا الإغراء بالراحة فقط.


السباق نحو متصفّح المستقبل

من الطبيعي أن تدخل OpenAI هذا المجال في لحظة تبدو فيها المتصفحات العادية منهكة أمام فيضان أدوات الذكاء التوليدي. Microsoft أدمجت محرك Bing سابقًا في Edge، وOpera وBrave يسلكان الطريق ذاته. ومع ذلك، تحاول Atlas أن تقدم رؤية مختلفة: جعل المحادثة هي واجهة الإنترنت الجديدة، لا مجرد طبقة ذكية مضافة.

"نعتقد أن الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لإعادة تعريف ما يمكن أن يكون عليه المتصفح"، قال سام ألتمان خلال إطلاق Atlas.

هذه الرؤية تتجاوز الأداء أو السرعة إلى فلسفة استخدام جديدة، ربما تُعيد تعريف علاقة المستخدم بالمعلومة. فإذا كان Chrome قد أعاد تعريف تعدد المهام عبر التبويبات، فربما يحاول Atlas أن يعيد تعريف التفاعل ذاته عبر الوعي بالسياق.

ذو صلة

المتصفح كرفيق رقمي

كل إشارة في Atlas توحي بأن التصفح لم يعد عملية بحث فقط، بل حوارًا طويل الأمد بينك وبين عقل ذكي يتعلّم منك. ومع أن هذه الفكرة تحمل جانبًا خياليًا، إلا أنها تمثل امتدادًا طبيعيًا لمسار التقنية نحو "الصحبة الرقمية" التي تعرفنا وتتكيف معنا. السؤال الحقيقي هو: هل نحن مستعدون لمتصفح يعرفنا أكثر مما نعرف نحن أنفسنا؟

ذو صلة