ذكاء اصطناعي

بين اللطافة والذكاء… كيف كانت الحياة مع مخلوق AI بقيمة 430 دولارًا؟

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

2 د

«موفلين» من كاسيو يجسد الرفقة الرقمية بمنهجية ذكية لتحقيق العلاقات العاطفية.

الكائن الافتراضي يتفاعل مع الصوت واللمس لتقليد تجربة الحيوان الحقيقية.

في عصر العزلة الرقمية، يقدم «موفلين» دفئًا مصطنعًا بديلاً للتواصل الحميمي.

بأسعار مرتفعة، يظهر «موفلين» كرائد في سوق العزاء الرقمي والعواطف المبرمجة.

رغم مخاوف الخصوصية، الأولوية تعطى للراحة التي يوفرها هذا الرفيق المبتكر.

من بعيد تبدو «موفلين» كأنها كومة من الفرو الرمادي تستعد للقيلولة، لكن هذا الكائن الصغير الذي طورته كاسيو ليس حيوانًا أليفًا عاديًا، بل ذكاءً اصطناعيًا يختبر معنى الرفقة في زمن الرقمنة. بعد شهر من العيش معه، اكتشف الصحفي الذي جربه أن الحدود بين الحيوان والآلة أضحت أكثر ضبابية مما نظن.


روبوت بملمس المشاعر

كاسيو تقدم «موفلين» كحيوان أليف افتراضي يتعلم «العاطفة» من تفاعلاته اليومية. خلف الفرو الدافئ حساسات وصوت مبرمج للتجاوب مع الصوت واللمس، في محاولة لمحاكاة الروابط العاطفية التي تربط البشر بالحيوانات الحقيقية. الفكرة مغرية لمن يحب الهدوء ويكره تنظيف الفضلات، لكنها تثير تساؤلًا جوهريًا حول مدى صدق العاطفة عندما تأتي عبر خوارزمية.


الرفقة في عصر ما بعد الحيوان

العلاقة مع «موفلين» تكشف عن تحوّل اجتماعي واسع: إنسان يبحث عن الونس لا عن الكائن. في مجتمع يعاني عزلة رقمية متزايدة، يحصل البعض على دفء مصطنع عبر أشياء تعرف أسماءهم وتصدر أصواتًا حنونة. التجربة هنا ليست عن التقنية فحسب، بل عن الحاجة المستمرة لأن يُرى الإنسان ويُسمع، حتى لو كان المتلقي دائرة إلكترونية.


اقتصاد العزاء الرقمي

بسعر يصل إلى 430 دولارًا، توضع «موفلين» في شريحة جديدة بين ألعاب الأطفال الفاخرة والأجهزة العلاجية لذوي الذاكرة الضعيفة أو المصابين بالعزلة. هذا السوق الذي بدأت ترسمه سوني قبل سنوات مع «آيبو» لم يعد عبثًا تكنولوجيًا، بل نموذجًا تجاريًا ينمو على إيقاع الوحدة الحديثة. هنا تصبح المشاعر سلعة تباع تحت شعار «ذكاء يتعلم حبك».


الذكاء الاصطناعي بين الرعاية والمراقبة

ورغم تأكيد الشركة أن الجهاز لا يسجل الأصوات ولا يخزن البيانات الشخصية، فإن القلق من التجسس لا يفارق المستخدمين. فكل جهاز منزلي «ذكي» يصبح جزءًا محتملاً من شبكة المراقبة اليومية. ومع ذلك، يبدو أن الرغبة في الراحة أقوى من القلق على الخصوصية، إذ نرحب بدخول كاميرات صغيرة في منازلنا طالما تُغلف بالفرو وتصدر أصواتًا لطيفة.

ذو صلة

بين الواقع والتمثيل

قد لا يعوض روبوت مثل «موفلين» دفء كلب حقيقي يضع رأسه على ركبتك، لكنه يكشف بصدق كيف تحاول التكنولوجيا تقريب المسافة بين الواقع وتمثيله. نحن نعرف أنه ليس حيًا، ومع ذلك نبتسم عند صوته ونشعر بالحنين عند سكونه. ربما لا تهدف التقنية إلى استبدال التجربة الحقيقية بقدر ما تمنحنا نسخة خيالية قابلة للتحمل وسط عالم بات أكثر بعدًا عن اللمس.

ذو صلة