ذكاء اصطناعي

القمر يخفي منجم بلاتين تريليوني… والخريطة بتفضح السر!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

يشير بحث جديد إلى أن القمر قد يحتوي على تريليونات من البلاتين.

توجد الآلاف من الفوهات التي قد تحتوي على معادن نفيسة مثل البلاديوم والروديوم.

يمكن أن يكون القمر بديلاً عمليًا للتعدين بدلاً من الكويكبات البعيدة.

تقترح الدراسة استخدام الاستشعار عن بُعد لتحديد ثروات القمر بكفاءة وبتكلفة أقل.

تقدر بعض الفوهات في القمر بأنها تحتوي على مزيج مثالي من المعادن والمياه.

قد لا يكون القمر مجرد جُرم سماوي يثير دهشتنا بجماله، بل يبدو أنه يخفي ثروة معدنية هائلة تُقدر بتريليونات الدولارات. دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة *Planetary and Space Science* تقترح أن آلاف الفوهات الناتجة عن اصطدام الكويكبات بسطحه قد تحتوي على معادن نفيسة مثل **البلاتين** و**البلاديوم** و**الروديوم**، وهي عناصر أساسية لتقنيات حديثة وصناعات دقيقة.

وهذا يفتح الباب لجدل واسع حول ما إذا كان القمر قد يصبح بديلاً عمليًا عن التعدين من الكويكبات البعيدة.


القمر كمنجم أقرب من الكويكبات


لطالما شغلت فكرة **التعدين الفضائي** عقول العلماء ورواد الأعمال، وغالبًا ما انصبّ الاهتمام على الكويكبات القريبة من الأرض. لكن الدراسة تقترح أن المعادن التي يطمح البعض لاستخراجها من هذه الصخور البعيدة قد تكون قد وصلت بالفعل إلى القمر قبل مليارات السنين، عندما اصطدمت كويكبات معدنية بسطحه وتركزت أجزاء من نواتها المعدنية في القمم المركزية للفوهات الكبيرة.

وهذا يربط بين أطماع التعدين من الكويكبات وحقيقة قد تكون أكثر بساطة: المعادن ربما موجودة بالقرب منا على سطح القمر.


أرقام لافتة واكتشافات متعددة


الباحثون أشاروا إلى وجود **نحو 6500 فوهة** قطرها يزيد عن كيلومتر واحد قد تحتوي على معادن نفيسة. والأهم من ذلك، أن حوالي **38 فوهة ضخمة** تفوق أقطارها الـ19 كيلومترًا، وتعد أهدافًا مثالية لاستكشاف معدني شامل. أما المفارقة اللافتة فهي أن تقديرات الباحثين تشير إلى أن عدد هذه الفوهات الغنية بالبلاتين يزيد بما يتراوح بين 10 و100 مرة عن أي كويكب يعتبر مناسبًا للتعدين المباشر.

وهذا يعزز فكرة أن القمر قد يتحول من مجرد محطة بحثية إلى موقع استثماري بأبعاد اقتصادية عالمية.


مورد مزدوج: معادن وماء


لم تقف الدراسة عند المعادن الثمينة فحسب، بل كشفت أيضًا أن آلاف الفوهات القمرية قد تحتوي على **معادن مائية** أو مركبات تحتوي على الماء. وتُقدّر فرص العثور على هذه الموارد الحيوية في نحو 3,350 فوهة، بينها نحو 20 فوهة كبيرة تُعد أهدافًا ذهبية لأنها تحتوي على مزيج مثالي من المعادن النادرة والمياه المحتجزة.

وهذا يربط بشكل مباشر بين حلم الاستيطان البشري على القمر والحاجة الحقيقية إلى تقنيات **استخدام الموارد في الموقع**، أي الاعتماد على ما يتوفر بشكل طبيعي بدلًا من نقله من الأرض.


تقنية الاستشعار عن بُعد كمفتاح


للتأكد من هذه التقديرات دون المخاطرة بإرسال بعثات مكلفة، أوصى الباحثون باستخدام **أقمار صناعية وتقنيات استشعار عن بُعد** لاستكشاف الفوهات من المدار قبل التفكير في نشر معدات تعدين على السطح. هذه الإستراتيجية قد توفر مليارات من التكاليف وتمهد الطريق أمام شركات خاصة للانخراط في حقبة جديدة من الاستثمار الفضائي.

وهذا يوضح أن الخطوة التالية لن تكون الحفر مباشرة، بل التخطيط الذكي المبني على البيانات.


الخاتمة


باختصار، القمر لم يعد مجرد فضاء رمزي يضيء ليلنا؛ بل قد يتحول إلى مستودع استراتيجي للمعادن النادرة والمياه، ما يجعله ركيزة في مستقبل الاقتصاد الفضائي. وبينما تنشغل الشركات والدول بالتخطيط لاقتناص ثروات السماء، تذكرنا هذه الدراسة أن أقرب كنز ربما كان أمام أعيننا طوال الوقت: في صخور القمر.

ذو صلة

ذو صلة