ذكاء اصطناعي

تسلا تدخل سباق الرقائق بقوة… AI5 تمنح أداءً غير مسبوق يفوق 40 مرة!

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

أعلنت تسلا عن شريحة AI5 التي تقدم أداءً أعلى بأربعين ضعفًا عن الجيل السابق.

تعزز الشريحة الجديدة قوة الحوسبة بثمانية أضعاف وسرعة نقل البيانات بخمس مرات.

يتم تصنيع AI5 بواسطة سامسونغ وTSMC لضمان مرونة سلاسل التوريد واستراتيجية الأمان.

تجمع تسلا بين تطوير رقاقاتها الخاصة والحفاظ على الشراكة مع إنفيديا لتحقيق أداء متناغم.

تلغي AI5 الحاجة إلى الوحدات التقليدية، مما يعزز كفاءة الطاقة بثلاثة أضعاف.

في خطوة جديدة تعكس طموحها لتقليل الاعتماد على الشركات المصنعة للشرائح، أعلنت شركة تسلا عن معالجها الجديد **AI5** خلال مكالمة الأرباح للربع الثالث من عام 2025، مؤكدة أنه يوفر أداءً أعلى بما يصل إلى أربعين ضعفًا مقارنة بالجيل السابق. الرئيس التنفيذي إيلون ماسك وصف الشريحة بأنها «قفزة عملاقة» في مسار تطوير الحوسبة الذكية داخل الشركة.

وهذا الإعلان يفتح الباب أمام تسلا للانتقال من مجرد شركة سيارات كهربائية إلى كيان تقني متكامل يمتلك منظومة معالجة متقدمة خاصة به.


تصميم مذهل يعيد تعريف الأداء


الشريحة الجديدة، التي طُرحت ملامحها الأولى في اجتماع المساهمين لعام 2024، تعتمد على بنية هندسية مطوّرة تمنحها قوة حسابية أكبر بثمانية أضعاف، وذاكرة مضاعفة تسع مرات، إضافة إلى نطاق تمرير بيانات أسرع بخمس مرات مقارنة بنسخة AI4 السابقة. ويعود الفضل في ذلك إلى إزالة الاختناقات التي كانت تعيق الأداء في الإصدار الأقدم، لاسيما في عمليات الحوسبة الخاصة بخوارزمية SoftMax التي أصبحت تُنفذ على نحو فوري تقريبًا.

وتواصل هذه المواصفات تسليط الضوء على سعي تسلا لتطوير **معالجات متخصصة للذكاء الاصطناعي** تتلاءم بدقة مع احتياجات سياراتها وأنظمتها الذاتية وأيضًا روبوتها الآلي «أوبتيموس».


إنتاج مزدوج لمتانة سلسلة التوريد


وفقًا لما أعلن عنه ماسك، ستُنتج شرائح AI5 الجديدة عبر مصنعين اثنين هما **سامسونغ** و**TSMC** في منشآتهما الأمريكية. هذا التوجّه يمثل خروجًا عن الخطط السابقة التي كانت تقتصر على TSMC وحدها. الهدف من القرار تحقيق «فائض في المعروض» من الشرائح يتيح استخدامها في السيارات والروبوتات ومراكز البيانات الخاصة بتسلا، مع ضمان مرونة في سلاسل التوريد العالمية.

ويبدو أن هذا النهج لا يخدم الاستقلال الذاتي فحسب، بل يمنح الشركة أمانًا استراتيجياً ضد أزمات التصنيع أو نقص المكونات الذي شهدته الأسواق في السنوات الأخيرة.


توازن بين الاستقلال والشراكة مع إنفيديا


رغم تركيز تسلا على تطوير رقاقاتها الخاصة، شدد ماسك على أن الشركة لا تعتزم التخلي عن شريكها **إنفيديا** في مجال مراكز البيانات. بل ستُستخدم شرائح AI5 بالتوازي مع أنظمة إنفيديا، مما يخلق بيئة حوسبة متكاملة تجمع الكفاءة المحلية مع قوة البنية التحتية العالمية. حاليًا، تدير تسلا مراكز بيانات تعادل قوتها نحو 81 ألف شريحة من طراز H100.

وهذا يعكس مرونة في استراتيجية تسلا تجمع بين **الاستقلال التقني والتعاون الصناعي** لضمان تحقيق أقصى أداء بحوسبة الذكاء الاصطناعي.


خطوات نحو حوسبة أنظف وأذكى


من أبرز السمات الجديدة أن شريحة AI5 تُلغى الحاجة إلى وحدات المعالجة الرسومية التقليدية ومعالجات الصور، إذ تم دمجها جميعًا داخل وحدة هندسية موحدة. ووفقاً لتقديرات ماسك، ستمكّن هذه البنية من تحقيق أفضل أداء لكل واط وأفضل مردود اقتصادي لكل دولار في مجال الذكاء الاصطناعي، مع كفاءة قد تفوق المنافسين بمعدل يصل إلى ثلاثة أضعاف في استهلاك الطاقة.

وفي المحصلة، يجسد هذا الابتكار اتجاهاً واضحًا نحو **توطين التقنيات الذكية** داخل الشركة، ويضع تسلا على مسار جديد يجعلها منافسًا حقيقيًا في عالم أشباه الموصلات، إضافة إلى ريادتها في السيارات الكهربائية.

ذو صلة

خاتمة


ما بين السعي للسيطرة على تقنياتها الأساسية والرغبة في تجاوز حدود صناعة السيارات، تكتب تسلا فصلاً جديدًا من قصة تطورها. فمع شريحة AI5، لم تعد الشركة تتحدث عن المستقبل فحسب، بل بدأت بالفعل في صناعته.

ذو صلة