ذكاء اصطناعي

تطبيق أوبر لم يعد خادمك… بل يراقبك ليُعلّم الآلات كيف تفكر!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

أوبر تطلق مشروع تدريب الذكاء الاصطناعي عبر مهام رقمية للسائقين والموزعين.

تشمل المهام التسجيل الصوتي وتحميل الصور للمساعدة في تدريب النماذج الذكية.

ستحسن أوبر تجربة السائقين بخريطة تفاعلية وشفافية أكبر في معلومات الرحلات.

توسع ميزة تفضيل الركاب للسائقات لتعزيز الأمان والثقة على المنصة.

تنوي أوبر تحسين العلاقة مع السائقين عبر مزيد من العدالة والشفافية في الخدمات.

في خطوة جديدة تؤكد طموحها لتصبح التطبيق الأشمل للعمل المرن، كشفت شركة **أوبر** عن مشروع تجريبي في الولايات المتحدة يتيح للسائقين وموزعي الطلبات أداء مهام رقمية صغيرة مقابل دخل إضافي، تكون مهمتها تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. المبادرة، التي أُعلن عنها خلال حدث في واشنطن العاصمة، تعكس توجه الشركة إلى توسيع أنشطتها خارج النقل التقليدي.

تشمل هذه المهام تسجيل مقاطع صوتية، أو تحميل صور ومستندات بلغات مختلفة، تتنوّع وفق الحاجة التدريبية. على سبيل المثال، قد يُطلب من المستخدم رفع صور لسيارات أو قراءة جُمل بلغتهم المحلية. وبذلك، تُوظّف أوبر جيشها العالمي من المتعاونين للمنافسة مع شركات مثل **Scale AI** و**Amazon Mechanical Turk** في السوق المتنامي لتوسيم البيانات وتغذية الذكاء الاصطناعي بمعلومات بشرية دقيقة.
وهذا يربط بين خطة أوبر الجديدة ومحاولتها دخول سوق خدمات الذكاء الاصطناعي بخبرة عملية تراكمت من سنوات تشغيل منصة النقل.


بناء منصة «العمل المرن


جانب آخر من هذه الإعلانات يركّز على تحسين تجربة السائقين والموزعين. فقد أعادت أوبر تصميم بطاقات العروض لتوفّر بيانات أوضح عن الرحلات قبل القبول، كما أطلقت خريطة تفاعلية جديدة تُظهر مناطق الطلب المرتفع وتقديرات زمن الانتظار، مع تمييز المناطق التي تشهد **تسعيراً متصاعداً (surge pricing)** بألوان مختلفة. الهدف هو زيادة الشفافية وتمكين السائق من اتخاذ قرار مدروس حول وجهته وربحه المحتمل.

ومن هنا يتصل التحديث الأمني والاجتماعي بمشروع الذكاء الاصطناعي، فكلاهما يعكس رغبة الشركة في كسب ثقة الشركاء وتحسين بيئة العمل الرقمية التي تعتمد عليها.


أمان أكبر للسائقات والركاب


أقرّت أوبر أيضاً توسيع ميزة «تفضيل السائقات للراكبات» لتشمل مدناً أميركية إضافية مثل سياتل وواشنطن، ما يتيح للسيدات اختيار توفير الخدمة لنساء فقط إذا رغبن، وهو خيار يُستخدم بالفعل في أكثر من مئة مليون رحلة. كما تمكّن التحديثات السائقات والسائقين من تحديد الحد الأدنى لتقييم الراكب على أساس الراحة الشخصية، إلى جانب تفعيل التحقق من هوية المستخدمين، ما يعزز **الثقة والسلامة** عبر المنصة.

هذه الخطوات ترتبط بمحور العدالة والشفافية الذي أعلنته أوبر، حيث تسعى لمعالجة شكاوى السائقين حول إيقاف الحسابات دون مبررات واضحة.


نحو علاقة أكثر عدلاً مع السائقين


أوضحت الشركة أنها ستخفف من حالات الإيقاف الكامل عبر حصرها في أنواع محددة من الخدمات في حالة وقوع مخالفات، باستثناء الانتهاكات الخطيرة المتعلقة بالسلامة. كما ستُمنح الفرصة للسائق لعرض وجهة نظره قبل اتخاذ القرار النهائي، بينما قد يفقد الركاب الذين يقدمون بلاغات كاذبة إمكانية الوصول إلى التطبيق. وتزامناً مع هذه الإجراءات، أطلقت أوبر ميزة «ضمان الرحلة المتأخرة» التي تعوض السائقين عند تأخّر الزبائن أو حدوث ظروف استثنائية مثل الزحام أو التحويلات.

وهذا يربط الاتجاه العام بإستراتيجية أوبر لتحسين العلاقة مع السائقين وجعل نظامها أكثر توازناً وكفاءة.

ذو صلة

ختاماً


تبدو أوبر اليوم في مرحلة إعادة تعريف لدورها: لم تعد مجرد شركة نقل تشاركي، بل منصة تجمع بين **الذكاء الاصطناعي، الاقتصاد التشاركي، والعمل المرن** في منظومة واحدة. نجاحها في مشروع المهام الرقمية الصغيرة قد يفتح باباً جديداً لدخل السائقين، لكنه أيضاً يثير تساؤلات حول مستقبل الحدود الفاصلة بين العمل التكنولوجي والعمل الميداني في عصر يتحول فيه كل تطبيق إلى مختبر للبيانات.

ذو صلة