تيم كوك لا يرى أمامه سوى زوكربيرغ… والهدف: نظارات تُدهش العالم!

4 د
تتنافس آبل وميتا في سباق لاطلاق نظارات ذكية جديدة.
تتركز جهود تيم كوك على تقديم نظارات واقع معزز بسيطة وأنيقة.
توقفت آبل عن إنتاج Vision Pro لضعف الطلب وسعره المرتفع.
يراهن مارك زوكربيرغ على منظومة مفتوحة وتكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز.
تخصص آبل وميتا ميزانيات ضخمة للبحث والتطوير لتحقيق التفوق التكنولوجي.
تشتعل المنافسة بين شركتي "آبل" و"ميتا" بشكل غير مسبوق، ولكن هذه المرة ليس بسبب الهواتف الذكية أو الشبكات الاجتماعية، بل من أجل إطلاق جيل جديد من النظارات الذكية. يأتي ذلك وسط أنباء تفيد بأن المدير التنفيذي لآبل تيم كوك لا يشغل ذهنه في الوقت الحالي سوى منافسة مارك زوكربيرغ، وإصدار نموذج ثوري من النظارات الذكية قبل أن يتمكن مدير ميتا التنفيذي من السباق.
تيم كوك والرهان الكبير على النظارات الذكية
بحسب تقرير حديث نشرته شبكة بلومبرغ، يبدو أن تركيز تيم كوك بات منحصرًا بشكل شبه كلي على تطوير نظارات ذكية أنيقة وعملية، نظارات تتيح تقنيات الواقع المعزز بتصميم بسيط وأنيق، يمكن استخدامها في الحياة اليومية بسهولة مشابهة لنظارات الشمس العادية، لكن بإمكانات متطورة للغاية.
وقال مصدر مطلع داخل شركة آبل لبلومبرغ، طالبًا عدم ذكر اسمه، إن كوك "أصبح مهوسًا تمامًا بهذه الفكرة، ولم يعد يهتم تقريبًا بأي منتج آخر في هذه المرحلة"، مضيفًا أن السباق الشخصي بين كوك وزوكربيرغ لتحويل هذه الفكرة إلى منتج ملموس بات الموضوع الرئيسي لاهتمامات رئيس آبل التنفيذي.
ورغم نجاح آبل الهائل مع هواتف آيفون التي تمثل وحدها حوالي 56% من إيرادات الشركة، يحاول كوك أن يُثبت أن لديه من الابتكار والجرأة ما يكفي للخروج من ظلال ستيف جوبز، مؤسس آبل الأسطوري الذي يُنسب له الفضل الأكبر في ابتكار منتجات أيقونية مثل الآيفون والآي باد وغيرها.
خطوة غير موفقة مع Vision Pro؟
في فبراير من عام 2024 طرحت آبل جهاز Vision Pro للواقع المختلط (الواقع الافتراضي والمعزز). على الرغم من القدرات الرائعة التي قدمها هذا الجهاز، مثل تجارب مشاهدة الأفلام بطريقة محيطية كاملة أو الاستخدام العملي له في مجالات العمل والتعليم، إلا أن سعره المرتفع نسبيًا (3500 دولار) أدى إلى توقف إنتاجه مؤقتًا في يناير 2025 بسبب ضعف الطلب عليه.
ويبدو أن كوك لا يريد أن تتكرر هذه التجربة، ولذلك فهو يسعى الآن لتركيز الاهتمام على تقديم نموذج أرخص وأكثر جاذبية للمستهلكين يدفعهم لدمج الواقع المعزز في حياتهم اليومية، وهو ما يأمل تحقيقه مع النظارات الذكية المقبلة.
ميتا لا تنتظر: زوكربيرغ منافس لا يُستهان به
على الجانب الآخر، نجد أن مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا يرى أن الواقع الافتراضي والمعزز هي الثورة الرقمية المقبلة بالفعل. وقد بدأ زوكربيرغ مشوار هذه التقنيات مبكرًا، منذ استحواذه على شركة Oculus الشهيرة عام 2014. كما أطلق بالتعاون مع راي بان نظارة Ray-Ban Stories، التي تحتوي على كاميرات ومكبرات صوت مدمجة، وقدّم العام الماضي نموذج Orion التجريبي الذي لاقى إعجابًا واسعًا بين من استطاعوا تجربته مبكرًا، رغم عدم طرحه في الأسواق بعد.
وبينما تعتمد آبل في منتجاتها عادة على بيئة مغلقة ومرتبطة حصريًا بأجهزتها وبرمجياتها، تراهن ميتا على بناء منظومة مفتوحة تسمح للمستخدمين بإنشاء هوية إلكترونية متنقلة بسهولة بين أجهزة مختلفة، وليس فقط تلك التي تصدرها الشركة.
تنافس فلسفي عميق بين العملاقين
المنافسة بين آبل وميتا تتجاوز مجرد كونها تجارية أو تقنية، بل يصفها المراقبون بأنها منافسة فلسفية عميقة تتعلق بشكل العالم الرقمي مستقبلاً. في إحدى المقابلات السابقة، أشار زوكربيرغ إلى أن تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز هي المرحلة المقبلة من الإنترنت المتحرك، وهي ما سماه الزعيم التنفيذي لميتا بـ"الميتافيرس"، العالم الرقمي الموازي لعالمنا الحقيقي.
أما تيم كوك، فقد أبدى رغبته أكثر من مرة في تقديم تجارب واقع معزز تشكل جزءًا اعتياديًا من حياة الأشخاص اليومية كتناولهم للوجبات الثلاث يومياً، واصفًا الواقع المعزز بأنه فرصة كبيرة للإبداع والتعليم والترفيه والرياضة.
ميزانيات ضخمة في البحث والتطوير
ولتحقيق هذه الأحلام والتطلعات، خصصت آبل ميزانية ضخمة للبحث والتطوير بلغت 31.4 مليار دولار العام الماضي فقط، بينما دفعت ميتا مبالغ أكبر، تصل إلى 43.9 مليار دولار. وتعكس هذه الأرقام مدى جدية والتزام الشركتين بتحقيق السبق والتفوق في هذا المجال.
تحديات جديدة أمام كوك
ورغم نجاح كوك في تعزيز الوضع المالي لشركة آبل منذ توليه منصب المدير التنفيذي خلفًا لجوبز، إلا أن الكثيرين ما زالوا ينظرون إليه كخبير عمليات وإدارة إنتاج لم يقدّم بعد منتجًا ثوريًا يعادل إرث جوبز. ويبدو أن كوك بات يشعر بحاجة ملحة لإثبات نفسه كمبتكر حقيقي قادر على صياغة مستقبل جديد للشركة.
ومع تراكم هذه التحديات والصراعات التجارية والتقنية، يترقب جمهور التقنية حول العالم ما ستقدمه الشركتان خلال الشهور أو السنوات القليلة المقبلة.. فمن سيصل أولاً إلى إطلاق النظارات الذكية الحقيقية التي ستغير المشهد التقني، آبل أم ميتا؟ الإجابة بالطبع لن تتأخر كثيرًا.