ذكاء اصطناعي

ثقب غامض في قلب المريخ… العلماء في حيرة أمام حفرة بعمق لا يُصدق!

محمد كمال
محمد كمال

2 د

أثار ثقب غامض بقطر مئة متر على سطح المريخ دهشة العلماء.

يُعتقد أن الثقب هو مدخل لكهوف تحت السطح قد تؤوي حياة ميكروبية.

تمت دراسة الثقب ضمن مشروع «صورة اليوم الفلكية» لوكالة ناسا.

ورجح العلماء أن الثقب نتج عن ارتطام نيزك أو انهيار أرضي.

يظل اللغز الأكبر مدفونًا تحت تراب المريخ للبحث والاكتشاف المقبل.

أعاد اكتشاف صورة أرشيفية من المريخ إشعال فضول العلماء، ليس بسبب ما يظهر على سطح الكوكب الأحمر، بل لما قد يختبئ في أعماقه. ففي لقطة التقطتها وكالة ناسا ظهر ثقب دائري داكن، يعتقد بعض الباحثين أنه المدخل الطبيعي لكهوف تحت السطح قد تؤوي شكلاً من أشكال الحياة الميكروبية.

في التفاصيل، نُشرت الصورة مؤخراً ضمن مشروع «صورة اليوم الفلكية» التابع لوكالة ناسا، رغم أنها التقطت عام 2017 بواسطة مسبار «مارس ريكونيسانس أوربيتر». ويُرجح العلماء أن الثقب العملاق الذي يبلغ قطره نحو مئة متر نتج إما عن ارتطام نيزك أو عن انهيار أرضي في منطقة بركانية قديمة. وتكمن أهميته في أنه قد يكشف شبكة من التجاويف الجوفية المحمية من الإشعاع الشديد والعواصف الرملية العاتية.

وهذا يقود إلى تساؤل أوسع حول إمكانية وجود بيئات آمنة تحت سطح المريخ يمكن أن تكون مأوى للحياة.


كهف طبيعي أم نافذة على أسرار الكوكب الأحمر؟

يشير تعليق الصورة الرسمي إلى أن مثل هذه الفتحات تجذب اهتمام العلماء كونها قد تكون «بوابات إلى مستويات أدنى تمتد نحو كهوف واسعة»، وهي أماكن يحتمل أن توفّر قدراً من الاستقرار والحرارة يحمي أية كائنات دقيقة من الظروف القاسية على السطح. ويؤكد روبرت نيميروف، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة ميشيغان، وجيري بونيل من جامعة ميريلاند، على أن فهم طبيعة هذه الثقوب يشكل مفتاحاً لفك ألغاز تاريخ الكوكب المناخي والجيولوجي.

وانطلاقاً من هذا الاهتمام، عمل جيل جديد من الباحثين على دراسة مناطق أخرى يُحتمل أن تحتوي على ظروف مشابهة.


منطقة «أسيداليا بلانيتيا»… مرشح قوي لوجود حياة ميكروبية

في جامعة برشلونة، قاد الباحث أندريا بوتوريني فريقاً علمياً درس سهلاً مترامياً في النصف الشمالي للمريخ يُعرف باسم «أسيداليا بلانيتيا»، يمتد لمسافة تقارب ألفي كيلومتر. استخدم الفريق بيانات من مركبات وأقمار صناعية عدة لمحاكاة ما قد يحدث تحت السطح على عمق من أربعة إلى تسعة كيلومترات. وأظهرت النماذج أن هناك احتمالية لوجود مياه وحرارة وطاقة كافية لتغذية بكتيريا منتجة للميثان، وهي مؤشرات مثيرة لآفاق الحياة في باطن المريخ.

ذو صلة

وترتبط هذه النتائج بما تقوم به مركبة «بيرسيفيرنس» التابعة لناسا حالياً، إذ تستكشف فوهة «جيزيرو» بحثاً عن آثار حياة قديمة وجمع عينات يُتوقع أن تُعاد إلى الأرض خلال العقد القادم.

من الواضح أن الطريق نحو إجابة قاطعة لا يزال طويلاً، فالحفر إلى أعماق الكوكب يتطلب تقنيات متقدمة وقدرات تحمل استثنائية. وحتى يتحقق ذلك، يبقى اللغز الأكبر مدفوناً تحت تراب المريخ، في انتظار من يكشفه يوماً ما.

ذو صلة