جاك دورسي وماسك يتفقان على فكرة صادمة: لنعِدِم قوانين الملكية الفكرية!

3 د
دعا جاك دورسي لإلغاء قوانين الملكية الفكرية مما أثار جدلاً واسعًا.
أيّد إيلون ماسك دعوة دورسي، مما يعزز النقاش حول حقوق المبدعين.
انقسام الآراء بين تعزيز حرية الإبداع والخوف على حقوق المبدعين.
وضح دورسي رؤيته لنماذج أكثر إنصافًا للحقوق المالية للمبدعين.
في تصريحات مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية، دعا جاك دورسي، مؤسس تويتر (المعروفة الآن باسم X) وسكوير (المعروفة حالياً باسم بلوك)، إلى إلغاء كافة قوانين الملكية الفكرية وذلك على منصة "إكس" في منشور قصير ومثير للجدل كتب فيه:
"احذفوا جميع قوانين الملكية الفكرية".
ولم يتأخر كثيراً رد إيلون ماسك، المالك الحالي لمنصة X، الذي سارع ليؤيد زميله قائلاً ببساطة:
"أتفق معك".
أثارت هذه التصريحات ردود فعل حادة في الأوساط التقنية وبين المبدعين والمؤلفين، فبينما اعتبر البعض الفكرة دعوة إلى حرية أكبر وابتعاد عن القيود البيروقراطية، وصفها آخرون بأنها إعلان حرب على حقوق المبدعين والمؤلفين والفنانين.
خلفيات التصريحات وأسبابها:
ورغم أن السبب المباشر وراء هذه التصريحات لم يكن واضحاً، إلا أنها جاءت في وقت بالغ الحساسية، تتصاعد فيه المعارك القضائية بين عمالقة التكنولوجيا مثل شركة (OpenAI)، التي شارك ماسك في تأسيسها سابقاً، وبين منتجي المحتوى والمؤلفين الذين يتناولهم عمالقة التقنية في بيانات تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. ويُتهم عدد من الشركات، من بينها "ميتا" (Meta)، في أكثر من دعوى قضائية باستخدام بيانات من كتب ومنشورات لمؤلفين من دون الحصول على إذن منهم، ما أدى لرفع دعاوى قانونية قد تكلف الشركات تعويضات ضخمة.
ردود أفعال متفاوتة:
التفاعل مع منشور دورسي كان واسعاً وغير محدود، لا سيما بين رواد التقنية المهتمين بحقوق الملكية الفكرية. المستثمر والمحلل التقني المعروف كريس ميسينا قال إن دورسي محق بخصوص أن طريقة تطبيق قوانين الملكية الفكرية الحالية يمكن أن تكون ظالمة، ووصف العقوبات والغرامات التي قد تنتج عن الانتهاك الآلي لحقوق النشر بـ "شبه استبدال" للعقوبات الصارمة غير المبررة في قضايا جنائية بسيطة.
وفي المقابل، انتقد إيد نيوتن ريكس، مدير إحدى الجمعيات العاملة على حماية حقوق المبدعين في مجال الذكاء الاصطناعي، تلك التصريحات بشدة، واصفاً حديث دورسي وماسك بأنه "إعلان حرب من جانب رؤساء شركات التقنية ضد المبدعين الذين لا يريدون أن تُنهب نتاجاتهم الإبداعية لتحقيق أرباح هائلة".
وعلق الكاتب لينكولن ميشيل قائلاً إن:
"جميع الشركات التي أسسها دورسي وماسك لم تكن لتوجد لولا قوانين الملكية الفكرية"، مضيفاً أن "الفكرة التي طرحوها ليست إلا عداء للفنانين والمبدعين".
توضيح دورسي لرأيه
بعد موجة الجدل تلك، اضطر جاك دورسي لتوضيح وجهة نظره في ردود لاحقة، وقال إن هناك نماذج أفضل وأكثر إنصافاً من الناحية المالية للمبدعين، ووصف النماذج الحالية بأنها غير عادلة، وأنها تخدم مصالح وسطاء يتحكمون في توزيع العوائد المادية ولا يدفعون المقابل العادل للمؤلفين الأصليين.
جاء ذلك بعدما علقت المحامية الشهيرة نيكول شاناهان على تصريحات دورسي بقولها إن:
"قانون الملكية الفكرية هو الحاجز الوحيد الذي يفصل إنتاج البشر عن إنتاج الذكاء الاصطناعي"
وطالبت بإصلاح النظام الحالي لا حذفه، ليرد دورسي على ذلك موضحاً أن:
"الإبداع نفسه هو الحاجز، في حين أن النظام الحالي يقيّد الإبداع الحقيقي ويترك الأموال بيد جهات احتكارية لا تعطي المبدعين حقوقهم".
تاريخ مشابه لهماسك مع الملكية الفكرية
إيلون ماسك من جهته له تصريحات سابقة وقوية في نفس الاتجاه، حيث سبق أن قال لمازحاً لجاى لينو في إحدى اللقاءات:
"براءات الاختراع للأشخاص الضعفاء". كما أعلن عن ما عُرف بـ"هبة براءات الاختراع"
حين تعهد بعدم مقاضاة أي طرف يستخدم براءات اختراع شركته "تسلا" طالما كان الاستخدام بحسن نية، على الرغم من أن الشركة اضطرت لاحقاً لمقاضاة شركة استرالية أخرى نتيجة رفع دعوى قضائية مضادة.
تداعيات محتملة على مستقبل السياسات التقنية:
يأتي هذا النقاش حول الملكية الفكرية في توقيت دقيق، خاصة مع دخول إيلون ماسك مؤخراً دائرة المسؤولين في إدارة ترامب السابقة وتوليه مسؤوليات تنفيذية ترتبط بكفاءة الحكومة. يعني ذلك أن الخط الفاصل بين مجرد تصريحات عابرة على منصات التواصل الاجتماعي وبين السياسات الحكومية الحقيقية ربما بات قريباً أكثر مما نتصور.
ويبقى السؤال الأهم، هل يمكن لتصريحات مثل هذه أن تتحول بالفعل إلى سياسات مستقبلية؟ أم ستبقى مجرد آراء شخصية جدلية على وسائل التواصل الاجتماعي؟ الأيام القادمة ربما تحمل المزيد من ملامح الإجابة.