ذكاء اصطناعي

ألم يكن مشروعك؟ محامو ألتمان يواجهون ماسك ويكشفون دوافع الهجوم على OpenAI

ألم يكن مشروعك؟ محامو ألتمان يواجهون ماسك ويكشفون دوافع الهجوم على OpenAI
مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

شهدت محكمة نيويورك تقديم مستندات قانونية من محامي شركة OpenAI ضد إيلون ماسك.

اتهمت المستندات ماسك بمحاولة تعطيل عمل OpenAI بسبب إحباطه من نجاحها.

أوضحت OpenAI أن ماسك يسعى لتحقيق منفعة شخصية وليس للصالح العام.

كانت العلاقة بين ماسك وOpenAI جيدة حتى انسحابه بسبب اختلاف الرؤى في 2018.

عرض ماسك 97,4 مليار دولار للاستحواذ على OpenAI ورُفض العرض الفوري.

في فصل جديد من الصراع بين أبرز الأسماء في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، شهدنا تحولاً دراماتيكيًا يوم الأربعاء الماضي، بعدما وجه محامو شركة OpenAI بقيادة سام ألتمان انتقادات حادة لإيلون ماسك، في مستندات قانونية قُدمت ضمن الدعوى القضائية الحالية بين الطرفين، والتي ينتظر أن تنظر أمام المحكمة في مارس 2026.


أسباب الخلاف العميق بين ماسك و OpenAI

في التفاصيل، ذكر محامو شركة OpenAI بشكل واضح أن السبب الرئيسي لهذه الحملات القانونية والإعلامية، التي يقودها إيلون ماسك منذ فترة، هو الإحباط الذي شعر به بعدما ترك إدارة الشركة في عام 2018، ثم شهد تطورها ونجاحها الكبير، لدرجة جعلته، مثلما تقول الأوراق الرسمية، يشعر بالغيرة وعدم القدرة على تحمل النجاح اللافت لمشروع أعلن مغادرته وتوقع فشله في السابق.

وأضافت المستندات بنبرة قوية ومباشرة أن ماسك "أطلق حملة محمومة لا هدف لها سوى تعطيل عمل OpenAI وتدمير مكانتها، ووصل به الأمر إلى محاولات الاستحواذ القائمة على ذرائع وهمية، وحملات إعلامية سلبية يشنها بشكل دوري أمام الملايين من متابعيه على منصته الخاصة".


اتهامات وتصعيد متبادل عبر وسائل التواصل الاجتماعي

على الجهة الأخرى، أوضحت OpenAI بشكل أكثر صراحة أنها ستواجه هذه الادعاءات القضائية برد قانوني مضاد، مشيرة بوضوح في منشورات على منصة إكس (تويتر سابقًا)، بأن تصرفات ماسك هي مجرد خطوات "لا تهدف للصالح العام إطلاقًا بل لتحقيق منفعة شخصية فقط"، مؤكدة أن إيلون ماسك حاول في السابق دمج الشركة مع شركة تسلا التي يديرها، لتصبح كيانًا ذا طبيعة ربحية، وهو ما رفضته إدارة OpenAI وأدى إلى انسحابه من المشروع، على حد تعبيرهم.

وجاء في إحدى هذه التغريدات "إيلون لم يكن أبدًا مهتمًا بتحقيق أهداف الشركة أو رسالتها، ولم تكن محاولاته الاستحواذية إلا لتحقيق مأرب شخصي بحت، وعندما وقف فريقنا أمامه رافضًا تحقيق مآربه، لم يتردد في حمل حقيبته والرحيل".


تاريخ طويل من التعاون.. والخلاف

إن عدنا قليلاً للوراء، سنلاحظ أن العلاقة بين إيلون ماسك وسام ألتمان كانت جيدة في بدايات تأسيس شركة OpenAI في العام 2015، حين شارك ماسك بالفعل في تأسيس الشركة، لكنه ترك مقعده في مجلس إدارتها مع بداية العام 2018. آنذاك، برر انسحابه باختلاف في التوجهات والرؤى المتعلقة بالمشروعات المستقبلية، واهتماماته الشخصية في شركة تسلا.

ومنذ ذلك التاريخ، لم يكف ماسك عن الإدلاء بتصريحات حادة تجاه إدارة OpenAI بقيادة ألتمان، مشككًا في قدرة الشركة على الالتزام برسالتها الرئيسية "غير الربحية"، خاصة بعد بدء شراكتها الاستراتيجية مع عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت.


محاولة الاستحواذ الفاشلة

وبلغ هذا الشد والجذب ذروته عندما قدم ماسك، في فبراير الماضي، عرضًا خياليًا قيمته 97.4 مليار دولار أمريكي للاستحواذ الكامل على OpenAI، ليقابل هذا العرض بالرفض الفوري من سام ألتمان، قائلاً في لقاء مع قناة سكاي نيوز إن "الشركة ليست معروضة للبيع، ولن نقوم ببيع رسالتنا وأهدافنا مهما كانت الإغراءات"، وهو ما دفع ماسك للتراجع مؤقتًا عن الدعوى القضائية في يونيو ثم معاودة رفعها بقوة مرة أخرى في أغسطس.

ذو صلة

وفي الرد الجديد، أوضحت الوثائق القانونية أن ماسك يتهم OpenAI بعدم الالتزام برؤيتها الأصلية للحد من أخطار الذكاء الاصطناعي على البشرية، وأنه تم "خداعه" منذ البداية للاستثمار في شركة تغيرت توجهاتها لاحقًا، وهو ما تنفيه الشركة بشكل قوي، معتبرة أن هذه المزاعم غير حقيقية وذات دوافع شخصية بحتة.

ويبقى هذا النزاع في ساحة القضاء والمنصات الاجتماعية، مثارًا لاهتمام الجمهور في الأشهر القادمة، إذ يكشف هذا الخلاف عن صراع واضح بين شخصيات بارزة في عالم التقنيات الحديثة، تختلط فيه المصالح الشخصية مع الطموحات التكنولوجية والرؤى المختلفة لمستقبل الذكاء الاصطناعي.

ذو صلة