ذكاء اصطناعي

جوجل تكشف عن المساعد الصوتي الجديد Gemini for Home لتطوير تجربة المنزل الذكي

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

3 د

أطلقت جوجل مساعدًا جديدًا "Gemini for Home" في الولايات المتحدة، مما يعزز الذكاء المنزلي.

يعتمد "Gemini for Home" على الذكاء الاصطناعي لفهم الأوامر والتفاعل بشكل طبيعي.

تتيح الخدمة محادثات طبيعية مستمرة ووضع “Let's Chat” بدون تكرار عبارات التنبيه.

تشمل الاشتراكات المدفوعة مزايا إضافية مثل تحليل الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي.

تنافس جوجل أمازون في سوق المساعدات المنزلية الذكية وتخطط لتوسع دولي بحلول 2026.

بدأت شركة جوجل اليوم طرح مساعدها الصوتي الجديد «Gemini for Home» في الولايات المتحدة، في خطوة وُصفت بأنها أكبر نقلة نوعية في منظومتها الذكية منذ ظهور «مساعد جوجل» الأول عام 2016. ويعد الإصدار الجديد بداية مرحلة جديدة للمنازل الذكية بفضل اعتماده على تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لفهم الأوامر الطبيعية والتفاعل بطريقة أقرب إلى الحوار البشري.

في بيانها الرسمي، أكدت الشركة أن البرنامج التجريبي متاح حالياً لمالكي أجهزة «Google Home» و«Nest» التي أُطلقت خلال السنوات العشر الماضية. ويمثل ذلك انتقالاً كاملاً من المساعد القديم إلى تجربة «Gemini» الجديدة دون إمكانية العودة إلى النظام السابق. هذا التغيير يفتح الباب لاستخدام لغة طبيعية في الأوامر، تتجاوز الصياغات الجامدة والمحددة التي اعتادها المستخدمون.

وهنا تبرز أهمية النقلة التقنية التي ترتكز عليها جوجل في هذا المشروع، إذ تهدف إلى جعل التفاعل مع الأجهزة أكثر ذكاءً وسلاسة.


تجربة محادثة أكثر طبيعية


يقدم «Gemini for Home» وضعين للتفاعل يغيران الفكرة التقليدية عن الأوامر الصوتية. ما زال بإمكان المستخدمين قول «Hey Google» لتنفيذ المهام اليومية، لكن المساعد أصبح قادراً على فهم السياق وتعدد الأوامر في الجملة الواحدة. فيمكن مثلاً أن تقول: «أطفئ جميع الأنوار باستثناء المكتب» أو «اخفض الإضاءة، اضبط درجة الحرارة على 22 درجة، وشغل التلفاز» فيفهم النظام كل جزء على حدة وينفذه فوراً.

ومن هذا المنطلق، تقدم جوجل أيضاً أوضاعاً جديدة للدردشة المستمرة تحت مسمى «Gemini Live».


وضع “Let's Chat” … حديث متواصل دون توقف


بمجرد قول «Hey Google, let's chat»، يمكن للمستخدم الدخول في محادثة طبيعية لا تتطلب تكرار عبارة التنبيه في كل مرة. يستطيع المقاطع الأسئلة أو طرح استفسارات متتابعة حول وصفات الطعام أو واجبات الدراسة، في تجربة أقرب كثيراً إلى الحديث مع شخص فعلي يجلس بجانبك.

وترتبط هذه الميزة مباشرة بنظام الاشتراكات الجديدة التي أعلنت عنها الشركة، وهو ما يضيف بعداً اقتصادياً واستراتيجياً للخدمة.


اشتراك مدفوع وخدمات إضافية


تشمل الباقة «Google Home Premium» ميزات مثل البحث في سجل الكاميرات وإنشاء الأتمتة الصوتية، مقابل 10 دولارات شهرياً. أما الفئة المتقدمة البالغ سعرها 20 دولاراً، فتمنح المستخدم إمكانيات أوسع مثل تحليل الفيديوهات ووصف الأحداث تلقائياً بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي. بهذا، يبدو أن جوجل تطمح إلى تحويل خدمات المنزل الذكي إلى منظومة اشتراك متكاملة تعتمد على قدرات الحوسبة السحابية والتعلم الآلي.

وينقلنا هذا إلى نقطة المنافسة الشرسة التي تشتعل مجدداً بين جوجل وأمازون في سوق المساعدات المنزلية الذكية.


منافسة محتدمة ومواكبة للأسواق العالمية


يؤكد محللون أن توقيت الإطلاق ليس مصادفة، إذ جاء بعد إعلان أمازون عن «Alexa Plus»، ما يعني أن سباق الذكاء الاصطناعي في المنازل يشتد أكثر من أي وقت مضى. وترى جوجل أن «Gemini» بقدراته اللغوية المتطورة سيكون الورقة الرابحة لاستعادة موقع الريادة. في تعليق رسمي، شبّه مدير منتجات «Nest» التجربة بأنها «امتلاك آلاف الخبراء في غرفة المعيشة، جاهزين لمساعدتك فوراً».

ويمثل هذا التوجه إشارة واضحة إلى طموح الشركة بتوسيع مجتمع أجهزتها دون الحاجة لتبديل العتاد، إذ يظل كل من مكبرات وصوتيات «Google Home» و«Nest» القديمة متوافقة مع النظام الجديد.

ذو صلة

وفي استكمال للرؤية العالمية، تخطط جوجل لتوسيع الخدمة دولياً خلال عام 2026، لتصل تدريجياً إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية، واضعة بذلك أساس الجيل المقبل من المنازل المتصلة بالذكاء الاصطناعي.

في المحصلة، يعكس «Gemini for Home» تحوّلاً جذرياً في كيفية تفاعل البشر مع التكنولوجيا اليومية، حيث تتراجع الأوامر ليفسح المجال للمحادثة الطبيعية—خطوة جديدة من جوجل نحو جعل المنزل أكثر فهماً لساكنيه.

ذو صلة