ذكاء اصطناعي

حب مميت… أنثى الأناكوندا تلتهم أو تخنق الذكر بعد إتمام التزاوج!

محمد كمال
محمد كمال

3 د

التقط مصوّر برازيلي أول صورة لأنثى الأناكوندا تخنق شريكها بعد التزاوج.

أكد الباحث البروفيسور ريفاس أن هذه الواقعة نادرة جدًا وتعتبر الرابعة من نوعها.

يعتقد العلماء أن الأناكوندا تتغذى على شريكها لتعوض البروتين قبل الحمل الطويل.

الأنثى غالبًا تكون أكبر بكثير من الذكر، مما يسهل عليها السيطرة عليه.

تهدف الصورة لرفع الوعي حول التهديدات البيئية لموطن الأناكوندا في الأمازون.

في واحدة من أكثر مشاهد الحياة البرية إثارة للدهشة، التقط مصوّر في البرازيل أول صورة موثقة لأنثى أفعى الأناكوندا الخضراء وهي تخنق ذكرها حتى الموت بعد عملية التزاوج مباشرة. المصور البرازيلي لوتشيانو كانديساني كان في مهمة لتوثيق حياة الأفاعي في المستنقعات عندما صادف مشهدًا بدا في البداية كأنه طقس تزاوج طبيعي، لكن ساعات قليلة كشفت أن المشهد أكثر قسوة مما تخيّل.

بعد مراقبة طويلة، لاحظ كانديساني أن الأنثى بدأت تجر جثة الذكر نحو الحشائش، ما جعل الأمر واضحًا: كانت تستعد لالتهامه، رغم أنه لم يشاهد عملية الافتراس فعليًا. وللتأكد من تفسير ما شاهده، توجه إلى خبير الأفاعي البروفيسور خيسوس ريفاس من جامعة نيو مكسيكو، وهو باحث قضى أكثر من ثلاثين عامًا في دراسة الأناكوندا في فنزويلا. وأكد ريفاس أن هذه الحادثة تُعدّ الرابعة فقط الموثقة لأنثى أناكوندا تقتل شريكها بعد التزاوج.

هذا يربط بين سلوك الأناكوندا الحالي وغريزتها القديمة في تأمين الغذاء قبل موسم الحمل الطويل.


غريزة البقاء… وراء الافتراس بعد التزاوج

يُرجّح العلماء أن الأنثى تُقدِم على أكل الذكر لتعويض كمّ البروتين الذي تحتاجه قبل فترة الحمل التي تمتد نحو سبعة أشهر، إذ تصوم خلالها تمامًا. ووفقًا لريفاس، فإن ما يقارب ثلاثين في المئة من وزن الأنثى يذهب لإنتاج الصغار، ما يجعل وجبة دسمة كهذه تمهد لها موسمًا آمنًا وطاقة كافية.

وعادة ما تكون الإناث أكبر حجمًا بفرق ملحوظ عن الذكور؛ فهي تصل في المتوسط إلى اثني عشر قدمًا، بينما لا يتجاوز الذكر تسعة أقدام، ما يجعل الفارق حجميًا في صالح الأنثى ويمكّنها من السيطرة التامة. ويقدّر كانديساني طول الثعبان الذي صوّره بنحو ثلاثةٍ وعشرين قدمًا، وهو حجم مذهل حتى بمعايير الأناكوندا العملاقة.

من هنا يتضح كيف توازن الطبيعة بين القوة والبقاء في دورة حياة هذه الزواحف الهائلة.


تهديدات بيئية تتربص بموطن الأناكوندا

لم تُشاهد الأفعى منذ عام 2012، تاريخ التقاط الصورة النادرة، لكن المصوّر قرّر أخيرًا نشرها علنًا للفت الأنظار إلى الأخطار التي تهدد موائل هذه الأنواع. فالمناطق التي تعيش فيها الأناكوندا في البرازيل تتعرض حاليًا لضغوط متزايدة بسبب توسع النشاط الزراعي واندلاع حرائق الغابات المتكررة، والتي استغرقت إحداها مؤخرًا خمسة أيام للإخماد بالكامل.

ويأمل كانديساني أن تسهم صورته في توعية العالم بأهمية الحفاظ على الحياة البرية في الأمازون، حيث تمثل الأناكوندا رمزًا حيويًا للتنوّع البيئي وللتوازن بين المفترس والفريسة في نظام بيئي بالغ الحساسية.

وهذا يعيدنا إلى المعنى الأعمق للصورة: ليست مجرد لحظة افتراس، بل إنذار بيئي يذكّرنا بأن بقاء هذه الكائنات مرهون ببقائنا نحن على وعي بمسؤوليتنا تجاه الطبيعة.

ذو صلة

خاتمة

واقعة الأناكوندا التي جمعت بين العنف والغريزة، وبين الصورة المدهشة والتحذير البيئي، تجسد ببراعة كيف يمكن للطبيعة أن تكون ساحرة وقاسية في آن واحد. فهي تفتح بابًا للتأمل في مملكة الزواحف، وتدفعنا في الوقت نفسه للتفكير في مصيرها وسط عالم سريع التغير وتسارع التدهور البيئي في مناطقها الأصلية.

ذو صلة