حساسية من السائل المنوي؟! الطب يكشف عن سبب صادم وراء بعض حالات العقم!

3 د
امرأة تعاني من حساسية نادرة من السائل المنوي لشريكها، مما يسبب صعوبة الحمل.
تعاني من أعراض حساسية بعد العلاقة الزوجية، مثل انسداد الأنف والعطاس.
الفحوصات أظهرت ارتفاع الخلايا البيضاء بسبب التعرض لمسببات الحساسية.
تشخيص الحالة كحساسية بلازما السائل المنوي البشري، حالة نادرة جدًا.
العلاج كان صعبًا مع استمرار الأعراض وانعدام فعالية مضادات الهيستامين.
في حالة طبية غريبة كشفت عنها مجلة علمية، واجهت امرأة تبلغ من العمر 29 عامًا من ليتوانيا صعوبة في الحمل رغم كل المحاولات، بما في ذلك علاجين عبر الإخصاب الصناعي (IVF). لكن المفاجأة كانت أن السبب قد لا يكون متعلقًا بالهرمونات أو البويضات، بل بحساسية شديدة من السائل المنوي لشريكها.
يبدأ القصة كما يرويها الأطباء عندما لاحظت الشابة أعراضًا غريبة بعد العلاقة الزوجية، مثل انسداد الأنف والعطاس، وهي أعراض بدت في البداية تافهة أمام همِّ الإنجاب. غير أن تاريخها المرضي مع الربو وحساسيتها من مواد مثل العفن ووبر القطط والغبار جعل الأطباء يشكّون في احتمال وجود رابط بين جهازها المناعي وقدرتها الإنجابية.
وهنا ينتقل التقرير إلى فحص أعمق للمرأة، حيث كشفت التحاليل الدموية عن ارتفاع واضح في عدد الخلايا البيضاء المسماة “الإيوزينوفيلات”، وهي الخلايا التي تنشط عند التعرض لمسببات الحساسية. وفي اختبارات الجلد، وُجد أن المرأة تتحسس من غبار المنزل وحبوب اللقاح وبعض البروتينات الحيوانية، خاصة بروتين يُعرف باسم **Can f 5**، يوجد في جلد الكلاب وبولها، ويشبه إلى حد كبير بروتينًا موجودًا في السائل المنوي البشري.
تشخيص نادر ومذهل
بعد هذه النتائج، قرر الفريق الطبي اختبار تفاعلها مع عيّنة من سائل شريكها المنوي، وكانت النتيجة قاطعة: استجاب جهازها المناعي فورًا، ليثبت الأطباء أنها مصابة بما يسمى “حساسية بلازما السائل المنوي البشري”. هذه الحالة شديدة الندرة إذ لم تُسجّل حول العالم سوى نحو 80 حالة مشابهة فقط، وغالبًا ما يصعب تشخيصها لأنها تتقاطع مع أعراض أمراض أخرى.
وهذا يربط بين الصعوبات التي واجهتها المرأة في الحمل ومحاولاتها السابقة عبر الإخصاب الصناعي، إذ قد تكون الالتهابات الناتجة عن الحساسية قد سبّبت بيئة غير مثالية لانغراس الجنين. ومع ذلك، يوضح الخبراء أنه لم يتأكد بعد ما إذا كانت هذه الحساسية تؤثر أيضًا على نجاح التلقيح الصناعي حيث لا يُستخدم فيه السائل المنوي الكامل.
خيارات علاج محدودة واستمرار المعاناة
لم يكن الشفاء سهلاً. فالخيارات المتاحة أمام الأطباء كانت محدودة، إذ يُنصح عادة في مثل هذه الحالات باستخدام الواقي الذكري لتجنب التعرّض للمسببات، لكن ذلك كان يتعارض مع رغبة الزوجين في الإنجاب. أما العلاج المناعي التدريجي، الذي يُدخل السائل المنوي بجرعات صغيرة متزايدة لبناء تحمّل جسدي، فلم يكن متوفراً في البلاد. لجأت المريضة إلى تناول مضادات الهيستامين قبل العلاقة، لكنها لم تجدِ نفعاً. وبعد ثلاث سنوات من المتابعة، ازدادت أعراضها سوءًا لتشمل احمرار العيون وحرقاناً في المنطقة الحساسة.
وهذا يفتح الباب أمام تساؤل أكبر حول مدى تأثير الحساسية على الخصوبة لدى النساء، وضرورة أن تكون الفحوصات المناعية جزءاً أساسياً من تقييمات العقم حتى في الحالات التي لا تبدو مرتبطة مباشرة بالجهاز التناسلي.
في النهاية، تؤكد هذه القصة الطبية الفريدة أن **العوامل المناعية** قد تخفي وراءها أسراراً كثيرة عن أسباب العقم غير المفسَّر، وأن التشخيص المتكامل الذي يجمع بين تخصصات الحساسية وأمراض النساء والخصوبة قد يكون مفتاح الأمل لعدد من الأزواج حول العالم.









