ذكاء اصطناعي

حين يتصل بك المحتال… فاعلم أن رقمك لم يصل إليه صدفة!

Abdelrahman Amr
Abdelrahman Amr

2 د

كشفت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية عن جمع عصابات صينية لأكثر من مليار دولار من الاحتيال.

يقوم المحتالون بشراء أرقام الضحايا ومعلوماتهم الشخصية من وسطاء البيانات.

تحول الاحتيال عبر المكالمات إلى صناعة تدرّ الملايين وتستهدف كبار السن.

تُباع بياناتك لاستنساخ هويتك وفتح حسابات باسمك، ما يُعرف بسرقة الهوية.

ينصح الخبراء بحذف بياناتك من الإنترنت لتقليل مخاطر الاحتيال.

تقرير حديث صادر عن وزارة الأمن الداخلي الأمريكية كشف أن عصابات إجرامية صينية جمعت أكثر من مليار دولار من عمليات احتيال استهدفت أرقام هواتف أمريكية. المفاجأة أن هؤلاء المحتالين لا يتّصلون عشوائيًا كما كان يحدث قديمًا، بل يحصلون على أرقام الضحايا ومعلوماتهم الشخصية من شركات وساطة بيانات تبيعها مقابل أرباح ضخمة.

وهذا يكشف عن شبكة خفية من تجارة المعلومات، حيث يُباع رقم هاتفك وعنوان بريدك الإلكتروني وربما حتى تفضيلاتك الشرائية لشركات وسطاء البيانات الذين يجمعونها أصلاً من تطبيقات الهاتف والمواقع التي نستخدمها يوميًا.


سوق مربح للمحتالين

في السنوات الأخيرة، تحوّل الاحتيال عبر المكالمات والرسائل النصية إلى صناعة تدرّ الملايين. بعض مراكز الاتصال المزيفة تُدار بأسلوب احترافي لدرجة أن موظفيها، كما رصدت *BBC* في تحقيق سري، كانوا يسخرون من ضحاياهم ويُ bragون بما جناهوه من أموال طائلة – أحدهم ذكر أنه كسب أكثر من ربع مليون دولار من ضحايا في الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويستهدف هؤلاء المحتالون على وجه الخصوص كبار السن، الذين يفتقر كثير منهم إلى الخبرة التقنية، لإقناعهم بتحويل ما تبقى لديهم من مدخرات. أحد الشهود روى كيف أُجبرت امرأة مسنّة على إرسال آخر 100 دولار كانت تملكها في عيد الميلاد.

وهذا يربط بين اتساع انتشار الاحتيال الرقمي وغياب الرقابة على بيع البيانات الشخصية الذي يغذي هذه السوق المظلمة.


من البيانات إلى سرقة الهوية

بمجرد أن تُباع بياناتك، لا يتوقف الخطر عند المكالمات المزعجة. فالمجرمون يستخدمون المعلومات لاستنساخ هويتك وفتح حسابات مصرفية وبطاقات ائتمان باسمك. هذه الظاهرة، المعروفة باسم “سرقة الهوية”، تترك آثارًا مدمرة على الضحية، ليس فقط ماليًا، بل أيضًا على سجل الائتمان الذي يستغرق إصلاحه شهورًا وربما سنوات.

الانتشار السريع لهذه الجرائم الرقمية يعكس مدى اعتماد العصابات على الجمع المنظم للمعلومات، ما يجعل من الصعب على المستخدم العادي حماية نفسه بشكل كامل.


حذف البيانات... وقاية أولى

الخبراء ينصحون اليوم بمحاولة حذف ما أمكن من بياناتك من الإنترنت. ويمكن فعل ذلك يدويًا من خلال التواصل مع الوسطاء، لكن هذه العملية شاقة وتحتاج إلى تكرار دوري لأن البيانات تُضاف باستمرار إلى قواعد جديدة.

ذو صلة

وهذا يقود إلى الحلول التقنية التي ظهرت مؤخرًا مثل خدمات “الخصوصية الرقمية” التي تتولى عملية المسح نيابة عن المستخدم ومتابعة امتثال الشركات لطلبات الحذف بشكل تلقائي.

في النهاية، قد لا نستطيع القضاء التام على المحتالين عبر الإنترنت، لكن بإمكاننا أن نجعل أنفسنا هدفًا أقل جذبًا لهم. الحذر، وتقييد تسريب المعلومات، ومراجعة إعدادات الخصوصية باستمرار خطوات بسيطة لكنها فعّالة في تقليل احتمالات الوقوع ضحية للاحتيال الرقمي.

ذو صلة