درع غامض يشق طريقه في الفضاء… ويغيّر مصير الأقمار الصناعية للأبد!

3 د
يُقدم "درع الفضاء" الجديد حماية متطورة للأقمار الصناعية ورواد الفضاء.
تم تطوير الدرع باستخدام مواد مركبة خفيفة الوزن وأكثر صلابة.
يسهم الدرع في تقليل خطر النفايات الفضائية المتزايدة.
خضع الدرع لاختبارات أرضية تحاكي ظروف المدار بنجاح.
يفتح الابتكار آفاقًا جديدة لأمان الفضاء واستدامة الاستثمارات الفضائية.
في سباق البشرية المتواصل مع المخاطر المحيطة بالمدارات الأرضية، ظهر ابتكار جديد قد يغيّر قواعد اللعبة في حماية الأقمار الصناعية ورواد الفضاء من مخاطر النفايات الفضائية المتزايدة.
على مدار العقود الماضية، ظلّ التحدي الأكبر أمام مهندسي الفضاء يتمثل في التصدي لما يُعرف بـ **الحطام الفضائي**، وهي جزيئات صغيرة تتحرك بسرعات قد تتجاوز **25 ألف كيلومتر في الساعة**. هذه الجسيمات الدقيقة، رغم صِغَر حجمها، قادرة على إحداث أضرار جسيمة بالمركبات والأجهزة الفضائية. وهنا يأتي دور الابتكار الجديد المسمّى **“درع الفضاء” (Space Armor)**، الذي طورته شركة التقنيات المتقدمة **Atomic‑6**، بهدف تقديم جدار أمان جديد ضد هذه المقذوفات المدمّرة.
يمر هذا التهديد الخفي في كل لحظة بالقرب من الأقمار الصناعية التي تعتمد عليها شبكات الاتصالات والملاحة. وقد أوضح *تريفور سميث*، أحد مؤسسي الشركة، أن "الملايين من الجسيمات التي لا يمكن تتبعها تتحرك بسرعات خارقة، وتشكل تهديداً دائماً لكل ما يدور حول الأرض".
وهذا يربط بين حاجة الوكالات الفضائية اليوم إلى حلول مبتكرة وبين طموحها لبناء مستقبل آمن للبعثات الفضائية المأهولة وغير المأهولة.
تصميم متطور لمستقبل أكثر أمناً
يعتمد درع الفضاء الجديد على مادة مركّبة تم تطويرها بتقنية خاصة تجمع بين الألياف والراتنج، ما يجعلها أخف وزناً وأكثر صلابة من الدروع المعدنية التقليدية. بخلاف الدرع الكلاسيكي المعروف باسم **Whipple Shield**، الذي قد يسبب تكوّن شظايا ثانوية عند اصطدامه بالحطام، يتميّز نظام Atomic‑6 بقدرته على امتصاص الصدمة وتقليل تكوّن الحطام الإضافي بنسبة ملحوظة.
هذا التطور التقني لا يقتصر على أدائه الميكانيكي فحسب، بل يشمل أيضاً **المرونة في التصميم**. يمكن تشكيل الواقي إلى بلاطات سداسية أو بأشكال مخصصة حسب نوع المركبة أو البدلة الفضائية. وبذلك قد يصبح هذا الدرع المعيار المستقبلي في تجهيز المركبات التجارية والعلمية على حد سواء.
وهذا يربط بين تقنيات التصنيع الجديدة واتجاه صناعة الفضاء نحو تقليل الوزن وزيادة الكفاءة في مواجهة المخاطر المدارية.
اختبارات ميدانية قبل الإقلاع
قضى فريق Atomic‑6 أكثر من عام ونصف لتطوير النموذج الأولي قبل إخضاعه لاختبارات السرعة الفائقة على الأرض، حيث حاكت المقذوفات الاصطناعية ظروف الاصطدام الواقعية في المدار. النتيجة كانت مذهلة وفقاً لتصريحات سميث، الذي أكد أن الفريق "تفاجأ بقوة أداء المادة واستقرارها بعد التجارب".
ويتوقع أن يكون **الفضاء نفسه هو المختبر النهائي**. فمع وجود كميات كبيرة من النفايات المدارية الحقيقية، ستخضع بلاطات الحماية لاختبار طبيعي مستمر يقدّم بيانات دقيقة حول أدائها واستدامتها.
نحو بيئة فضائية أكثر أماناً
تكشف هذه التكنولوجيا عن بداية عصر جديد في إدارة **أمن الفضاء**، إذ لا تمثل فقط وسيلة وقاية، بل أيضاً خطوة نحو حماية الاستثمارات الضخمة التي تُنفق سنوياً على الأقمار الصناعية والمنظومات الملاحية. كما يمكن أن تسهم هذه الدروع في دعم مهام استكشاف القمر والمريخ، حيث الحماية من الجسيمات الدقيقة تصبح أمراً مصيرياً.
في المحصلة، يقدّم “درع الفضاء” مثالاً نابضاً على كيفية التقاء **الهندسة المتقدمة** و**الرؤية المستقبلية** لتقليل المخاطر الكبرى في المدار، ويمهد الطريق لعصر يكون فيه التنقل في الفضاء أكثر أماناً واستدامة من أي وقت مضى.









