رأس فضائي مدفون منذ قرون… والآن يكشف سرًا مرعبًا

3 د
اكتشاف أثري في الكويت أثار اهتمام العلماء برأس فخاري بملامح غريبة.
التمثال يعكس فن حضارة العبيد التي استوطنت جنوب العراق وتأثيرها في الخليج.
الشكل غير المألوف قد يكون تراثاً لعادات اجتماعية كتشويه الجمجمة.
موقع بهرة 1 يضم أكثر من 1500 قطعة أثرية تروي تاريخ المنطقة.
التمثال يقدم رؤية جديدة لعلاقة الإنسان بالفن والرموز في تلك الحضارات.
اكتشاف أثري غير متوقع في شمال الكويت أثار اهتماماً واسعاً في الأوساط العلمية. ففي موقع بهرة 1 التاريخي، عثر فريق من علماء الآثار على رأس صغير مصنوع من الفخار يقدَّر عمره بسبعة آلاف عام، يظهر بملامح غير مألوفة أقرب إلى الصور الحديثة للكائنات الفضائية. هذا الاكتشاف دفع الخبراء إلى إعادة النظر في تصوراتهم عن فنون وثقافة شعوب ما قبل التاريخ في المنطقة.
الانتقال من المفاجأة العلمية إلى التحليل يوضح أن هذا الكشف لم يكن مجرد قطعة أثرية معتادة، بل حلقة جديدة ألقت الضوء على طقوس وثقافة حضارة العبيد التي استوطنت بلاد الرافدين.
حضارة العبيد وتمثال الرأس الغامض
التمثال الطيني الصغير وجد خلال حفريات مشتركة بين المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب ومركز الآثار البولندي التابع لجامعة وارسو. اللافت أن رأس التمثال يتميز بملامح غير مألوفة: عينان كبيرتان مائلتان، أنف مسطح وجمجمة طويلة، وهي سمات تقارب تماماً الصور الشائعة لما يُعرف بالكائنات الفضائية. ومع ذلك يشير الباحثون إلى أن الأسلوب الفني يتوافق تماماً مع أعمال حضارة العبيد التي سكنت جنوب العراق وامتدت تأثيراتها إلى الخليج.
وهذا يعيدنا إلى مسألة أثر الفن ورمزيته في ذلك الزمن، حيث لم يُعثر سابقاً في الكويت على تمثال مشابه، رغم وجود نماذج مقاربة في مواقع أثرية عراقية.
ما وراء الشكل: دلالات اجتماعية وثقافية
يعتقد بعض العلماء أن الشكل الغريب قد يكون انعكاساً لعادات اجتماعية مثل تشويه الجمجمة من خلال ربط رؤوس الأطفال، وهي ممارسة كانت تهدف إلى إبراز المكانة أو الانتماء القبلي. هذه الفرضية تعززها بقايا بشرية اكتُشفت في بلاد ما بين النهرين تظهر نفس التشوه المتعمد. وبالتالي، قد لا يكون الرأس الغريب مجرد خيال فني، بل سجل اجتماعي يكشف عن عادات وسلوكيات حضارة العبيد.
ومن هنا يتضح أن معنى التمثال لا يتوقف عند بعده الفني، بل يمتد ليروي قصة طقوس وممارسات غائرة في عمق التاريخ.
موقع بهرة 1… نافذة على الماضي
موقع بهرة 1 في شمال الكويت، والذي يعود تاريخه إلى الفترة بين عامي 4900 و5500 قبل الميلاد، يعتبر مخزناً غنياً للقطع الأثرية، إذ تجاوزت المكتشفات فيه 1500 قطعة من الفخار والأدوات الطقسية. غير أن التمثال الأخير تفرد عن جميع ما سبق بخصائصه الغامضة وأسلوبه المختلف. ووفقاً لتصريحات الدكتورة أغنيشكا شيمتشاك المشرفة على جانب المكتشفات الصغيرة في الموقع، جاء هذا العثور بمثابة "مفاجأة كاملة" للفريق.
وهذا يفتح النقاش العلمي على أسئلة أكبر: هل أراد سكان المنطقة التعبير عن معتقدات روحانية مرتبطة بالآلهة، أم أن التمثال كان مجرد تمثيل رمزي لشخصيات معينة ذات مكانة خاصة؟
أسئلة بلا أجوبة نهائية
رغم التحليلات المتعددة، لا توجد حتى الآن إجابة قاطعة حول الغرض من التمثال الطيني. لكن المرجّح أنه ارتبط بتصورات دينية أو طقوس يومية، وربما كان يحمل معانٍ رمزية أقوى بكثير مما نتخيله. ورغم إدهاشه للعلماء بملامحه “الغريبة”، إلا أن التمثال يعد شهادة حية على تنوع أشكال الفن القديم وتعقيد الرموز الاجتماعية لدى حضارة العبيد.
ختاماً، يبدو أن الرأس الفخاري المكتشف في الكويت ليس مجرد قطعة أثرية، بل رسالة من الماضي تحمل مزيجاً من الغموض والدهشة. اكتشاف يعيد رسم ملامح علاقة الإنسان بالتاريخ والرموز، ويفتح الباب لمزيد من الحفريات والتساؤلات حول حضارات لطالما بقيت جزءاً من أسرار الأرض.









