سام ألتمان يخطط لإطلاق تطبيق خارق يقود ثورة الذكاء الاصطناعي

3 د
يقود سام ألتمان مبادرة تتجاوز 500 مليار دولار لتحويل ChatGPT إلى منصة رقمية كبرى.
تطوير ChatGPT ليشمل تسوقًا عبر Shopify وإنشاء قوائم Spotify والبحث عن منازل مع Zillow.
اتفاقيات ضخمة مع شركاء التكنولوجيا لدعم البنية التحتية للجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي.
المخاوف تتزايد من احتكار التكنولوجيا والتحديات تكمن في دمج الخدمات الشخصية والاحترافية.
يدور نقاش حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل الإنترنت ومخاطر الاعتماد على وسيط رقمي واحد.
من جديد يطلّ سام ألتمان برؤية تُعيد رسم ملامح العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي. خلال أسابيع قليلة، قاد الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سلسلة اتفاقيات واستثمارات تتجاوز 500 مليار دولار مع عمالقة التقنية مثل Oracle وNvidia وAMD، معلنًا بوضوح أن ChatGPT لن يبقى مجرد تطبيق محادثة، بل منصة كبرى تدمج كل ما يفعله المستخدم عبر الإنترنت في واجهة واحدة.
من روبوت محادثة إلى منصة تعايش رقمي
تبدو خطة ألتمان أكثر وضوحًا مع كل تحديث جديد. فالتطبيق الذي بدأ كمساعد لغوي أصبح الآن يضم مزايا تسوّق فورية داخلية عبر Shopify، ويتيح إنشاء قوائم تشغيل من Spotify والبحث عن منازل عبر Zillow بدون مغادرة واجهته. كما دخل مجال الفيديوهات عبر محرك بحثه المحدث، في محاولة لتجميع أنشطة المستخدم من تصفح وتسويق وترفيه في مكان واحد.
هذه الرؤية تحاكي مفهوم "التطبيق الشامل" الذي ساد في الصين مع WeChat، لكنها تأخذ بعدًا جديدًا مع امتزاج واجهات الذكاء الاصطناعي بالتفاعلات اليومية. إذ يعتمد ChatGPT على نموذج لغوي قادر على التعلم المتواصل والتخصيص، ما يمنحه فرصًا لاحتكار تجربة الاستخدام في الغرب، حيث لم ينجح أي تطبيق واحد في جمع هذا الكم من الخدمات من قبل.
سباق البنية التحتية الكبرى
وراء هذا التوسع تقف رهانات ضخمة على عتاد الحوسبة. فالاتفاقيات التي وقعتها OpenAI مع موردي المعالجات وأشباه الموصلات تهدف إلى بناء شبكة مراكز بيانات قادرة على دعم ما يُعتقد أنه الجيل التالي من الأنظمة الذكية العامة (AGI). وتشير التقديرات إلى أن الشركة تستهلك مليارات الدولارات سنويًا لتأمين القدرة الحسابية اللازمة لتدريب النماذج المتقدمة وتشغيل الخدمات الجديدة.
- شراكات بقيمة تقدَر بـ500 مليار دولار خلال شهر واحد فقط.
 
- إطلاق تطبيق اجتماعي جديد باسم "Sora 2" لإنتاج فيديوهات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
 
- تكاملات فورية مع متجر Shopify وخدمات مثل Spotify وZillow.
 
- نظام بحث محدث يعرض نتائج مرئية وفيديوهات مباشرة داخل ChatGPT.
 
— سام ألتمان خلال حديثه لـ Stratechery
“معظم الناس سيرغبون في امتلاك خدمة ذكاء اصطناعي واحدة ترافقهم في كل نواحي حياتهم.”
طموح لا يخلو من تحديات وتساؤلات
غير أن المسار ليس بلا مخاطر. فمع صعود هذه المنصات الموحدة يزداد القلق من تركّز القوة التقنية في أيدي عدد محدود من الشركات، وقد حذر باحثون من أن «أتمتة الإدراك» عبر هذه النماذج ستقلّص تنوّع المنصات والمهن البشرية على حد سواء. وتشهد بعض الأسواق الغربية نقاشاتٍ حول ضرورة وضع حدود لمدى الدمج بين الخدمات الشخصية والتجارية والطبية داخل واجهة واحدة.
في المقابل، يرى مؤيدو المشروع أن الدمج الكامل بين المعالجة اللغوية والتجارة الرقمية سيجعل من الذكاء الاصطناعي طبقة تشغيلية تشبه نظام Windows في العقد الماضي، لكنها أكثر تفاعلية واستيعابًا للمستخدم. ومن هنا تبرز المقارنة مع فكرة "نظام تشغيل للحياة اليومية"، لا لجهاز واحد فحسب.
هل نحن أمام واجهة الإنترنت التالية؟
إذا تحقق ما يعد به ألتمان، فقد يصبح ChatGPT بوابة رئيسية لكل تجربة رقمية: من حجز الطيران إلى التعليم والعلاج والتسوق وحتى الترفيه. لكن اتساع هذه الهيمنة يطرح سؤالًا جوهريًا حول حدود الاعتماد على الذكاء الاصطناعي الفردي كمفسّر ووسيط لكل قرار رقمي. فبينما يسعى مبتكروه إلى "تبسيط" الإنترنت، يخشى آخرون من اختزاله في صوت واحد.
يبقى أن ما يشهده العالم الآن ربما يكون بداية تشكّل طبقة جديدة فوق الويب ذاته، لا تلغيه بل تعيد تنظيمه بقيادة خوارزميات التعلم العميق. ومع كل خطوة جديدة من OpenAI، يتأكد أن سباق "من يملك الواجهة" لم يعد بين محركات البحث والشبكات الاجتماعية، بل بين من يصنع العقـل الذي سيتوسط بين الإنسان والآلة.









