ذكاء اصطناعي

ستيف جوبز أهان بيل غيتس: انتظره ساعة في مكتبه، لكن غيتس انتصر لاحقًا بإنقاذ آبل من الإفلاس، مما أجبر جوبز على شكره علنًا

فريق العمل
فريق العمل

3 د

في عام 1986، تعمد ستيف جوبز ترك بيل غيتس ينتظر في ردهة شركة NeXT لمدة ساعة، ما عكس حدة التنافس بينهما.

بدأ العداء بينهما بعد إطلاق مايكروسوفت نظام "ويندوز"، مما اعتبره جوبز خيانة لتعاونهم السابق.

في عام 1997، ساعدت مايكروسوفت في إنقاذ آبل من الإفلاس باستثمار قدره 150 مليون دولار.

تطورت علاقتهما لاحقًا لتصبح علاقة احترام وصداقة، خاصة خلال السنوات الأخيرة من حياة جوبز.

في خريف عام 1986، شهدت مكاتب شركة NeXT للحواسيب مشهداً يجسد تماماً حدة التنافس بين ستيف جوبز وبيل غيتس. وصل غيتس، الذي كان حينها نجمًا صاعدًا في عالم التكنولوجيا بعد الطرح الناجح لشركة مايكروسوفت في البورصة، إلى مقر الشركة لحضور اجتماع مجدول مع جوبز. لكن المفاجأة كانت أن جوبز تعمد ترك غيتس ينتظر في الردهة لمدة ساعة كاملة، رغم أن جوبز لم يكن منشغلاً فعليًا.

راندى آدامز، وهو مهندس برمجيات كان يعمل في NeXT آنذاك، وصف الحادثة قائلاً:


"كنت أراه جالسًا في مكتبه، لم يكن مشغولاً حقًا، لكنه لم يتحرك ولم يدعُ غيتس للدخول. لقد تركه ينتظر عن قصد، وهذا يُظهر طبيعة التنافس بينهما"


بداية العداء: خيانة غير معلنة

بدأت جذور العداء بين الرجلين قبل سنوات من هذا الحادث، عندما بدأت مايكروسوفت في تطوير برمجيات لحواسيب ماكنتوش. شعر جوبز بالخيانة عندما أطلقت مايكروسوفت نظام "ويندوز"، واعتبره تقليدًا لواجهة المستخدم الرسومية التي ابتكرتها آبل. هذا الحادث عمّق الفجوة بينهما، حيث كان جوبز ينتقد منتجات مايكروسوفت ويصفها بأنها تفتقر للإبداع والذوق.

من جانبه، لم يكن بيل غيتس يخفي صعوبة العمل مع جوبز، لكنه كان دائمًا يعترف بموهبة منافسه الفذة في تصميم المنتجات والتسويق.


انقلاب الأدوار: مايكروسوفت تنقذ آبل

في عام 1997، وصلت آبل إلى حافة الإفلاس. وفي مفارقة درامية، اضطر جوبز للجوء إلى غيتس طلبًا للمساعدة. وافقت مايكروسوفت على استثمار 150 مليون دولار في آبل والتزمت بتطوير حزمة برامج Office لنظام Mac، مما ساهم في إنقاذ الشركة التي أسسها جوبز.

في مؤتمر Macworld عام 1997، أعلن جوبز عن هذه الشراكة الجديدة. لكن غيتس رفض الحضور شخصيًا، واختار الظهور عبر الأقمار الصناعية، مما زاد من حدة المفارقة. في تلك اللحظة، وجّه جوبز شكرًا علنيًا لغيتس قائلاً: "شكرًا بيل، العالم أصبح مكانًا أفضل".


نحو علاقة أكثر نضجًا

مع مرور السنوات، تطورت العلاقة بين الرجلين. خلال ظهورهما المشترك في مؤتمر D5 عام 2007، تحدثا عن علاقتهما الممتدة لعقود بنبرة يملؤها الاحترام المتبادل. اعترف جوبز آنذاك بأن نجاح آبل لا يتطلب هزيمة مايكروسوفت، وهو تحول واضح عن مواقفه السابقة.

في السنوات الأخيرة من حياة جوبز، أصبحت العلاقة أكثر دفئًا. زار غيتس جوبز عدة مرات خلال فترة مرضه، وتناول الحديث بينهما مواضيع تتجاوز حدود التكنولوجيا لتشمل العائلة والحياة. في مقابلة عاطفية مع برنامج "60 Minutes"، قال غيتس: "لقد نشأنا معًا بطريقة ما. كنا متقاربين في العمر، ومتحمسين بشكل ساذج لبناء شركات كبيرة".


دروس من تنافس الأيقونات

تُعد هذه القصة مثالاً على كيفية تطور العلاقات الشخصية والمهنية مع مرور الوقت. من تنافس شرس مليء بالاستراتيجيات والسيطرة إلى احترام عميق وصداقة متأخرة، أظهر جوبز وغيتس كيف يمكن للتجارب المشتركة أن تخفف حدة الخلافات وتبني جسورًا من التقدير المتبادل.

في آخر لقاء جمعهما، قال جوبز لغيتس:

ذو صلة

"شكرًا بيل، العالم أصبح مكانًا أفضل"

كانت هذه الكلمات البسيطة خير خاتمة لعلاقة ساهمت في تشكيل ملامح عالم التكنولوجيا الحديث.

ذو صلة