شراكة جديدة بين PayPal وMastercard لتطوير الجيل القادم من حلول الدفع الذكية
أعلنت شركتا باي بال وماستركارد شراكة جديدة لدمج منصة “Agent Pay”.
تُمكّن الشراكة الوكلاء الرقميين من إجراء عمليات الشراء والدفع باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ستحدث هذه الخطوة تحولًا كبيرًا في عالم المدفوعات الإلكترونية والتجارة المؤتمتة.
تشير الأرقام إلى ازدهار سوق التجارة بالعوامل الذكية بمليارات الدولارات.
على الرغم من النمو، تظل مخاوف الأمان والسياسات التنظيمية مصدر قلق للمستهلكين.
في خطوة تُعد من أبرز التحولات في عالم المدفوعات الإلكترونية، أعلنت شركتا **باي بال (PayPal)** و**ماستركارد (Mastercard)** يوم 27 أكتوبر 2025 عن شراكة جديدة لدمج **منصة “Agent Pay”** التابعة لماستركارد داخل محفظة باي بال الرقمية. الهدف هو تمكين **الوكلاء الرقميين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي** من تنفيذ عمليات الشراء والدفع بشكل مستقل تمامًا نيابة عن المستخدمين، في ما يعرف اليوم بمصطلح **التجارة الذكائية أو "agentic commerce"**.
تفتح هذه الخطوة الباب أمام ملايين المستخدمين حول العالم للتفاعل مع تجارب تسوق تُدار بالكامل عبر وكلاء ذكيين قادرين على البحث والمقارنة والدفع دون تدخل يدوي.
وهذا يربط بين الابتكار الجديد والطموح الواسع لتعميم استخدام الذكاء الاصطناعي في التجزئة الرقمية.
عالم جديد من التجارب المترابطة
من خلال هذا التعاون، سيتمكّن مئات الملايين من المستهلكين وعشرات الملايين من التجار من خوض تجارب تسوق قائمة على **الذكاء الاصطناعي التوليدي**. وستعمل باي بال على تجربة **إطار قبول Agent Pay** مستفيدة من البنية التحتية الفائقة لماستركارد، لتطوير حلول جديدة بالتعاون مع التجار ومطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي. ما يعني أن عمليات الشراء ستصبح أكثر **سلاسة وأمانًا**, حيث يجري حفظ بيانات المستخدمين عبر رموز رقمية آمنة تُعرف باسم **“الرموز العاملية – agentic tokens”**، تمنع كشف المعلومات الحقيقية للبطاقات البنكية.
ويمهّد هذا التكامل لمستقبل تتحول فيه المحفظة الرقمية إلى مركز تحكم ذكي يدير مشتريات المستخدم في كل مكان.
أصوات من داخل الشركتين
قالت **ميشيل جيل**، نائبة الرئيس والمدير العام لقطاع الأعمال الصغيرة والخدمات المالية في باي بال: "من خلال الجمع بين منصة Agent Pay ومحفظتنا، نتيح للمستهلكين والتجار خوض تجربة تجارة قائمة على الثقة والمرونة". أما **بابلو فوريز**، الرئيس الرقمي لماستركارد، فشدّد على أن ما يحدث يشكّل "تحولًا نموذجيًا أكبر من الانتقال إلى الهواتف الذكية"، في إشارة إلى عمق الأثر الذي ستحدثه هذه الموجة في **المدفوعات الرقمية**.
وهذا يوضح أن الشركتين تنظران إلى المشروع كأكثر من مجرد تعاون تقني، بل كبنية جديدة للتجارة العالمية.
نمو متصاعد وسوق واعدة
تشير الأرقام إلى أن **سوق التجارة بالعوامل الذكية** يشهد ازدهارًا غير مسبوق؛ إذ بلغت قيمته نحو **46.7 مليار دولار في عام 2025** مع توقعات بوصوله إلى **175 مليار دولار بحلول 2030**. كما أظهرت تقارير أن **73٪ من المستهلكين** باتوا يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي أثناء رحلة الشراء، بينما لا يزال **13٪ فقط** يكملون عمليات الدفع بناءً على توصيات تلك الأدوات.
هذا النمو يجسد التحول المتدرج من الشراء التقليدي إلى **التجارة المؤتمتة** والمعتمدة بالكامل على التحليل التنبؤي وسلوك المستخدم.
ومع توسع هذه السوق، يظهر بوضوح احتياج الشركات لحلول تواكب الطفرة الرقمية وتقدّم تجربة مستخدم آمنة وسهلة.
تحديات الأمان والثقة
ورغم الإقبال المتزايد، ما زالت **مخاوف الأمان والسياسات التنظيمية** تحتل مساحة كبيرة في أذهان المستهلكين. فقد أظهر استطلاع حديث أن **32٪ من المستخدمين** يعتبرون أمان المدفوعات أكبر تخوف لديهم عند التسوق عبر وكلاء الذكاء الاصطناعي، كما يثير هذا الاتجاه تساؤلات حول **مسؤولية المشتريات الخاطئة**: من يتحملها، العميل أم التاجر أم الوكيل الرقمي؟
ولتجاوز هذه المخاطر، أكدت الشركتان أن المستخدم سيظل صاحب القرار النهائي، مع توفير أنظمة متقدمة للرصد والحد من الاحتيال وتسوية المنازعات بسرعة.
ويربط هذا التوجه الجديد بين نهضة الدفع الذكي والتحول الشامل في **التجارة الإلكترونية** نحو إدارة لامركزية تعتمد على البيانات والموثوقية.
خاتمة
بذلك، تُرسّخ الشراكة بين «باي بال» و«ماستركارد» مفهومًا جديدًا للتجارة الإلكترونية يعتمد على **الذكاء الاصطناعي الموثوق** كوسيط رئيسي في الشراء والدفع، وتشكل خطوة إضافية على طريق التسوق الذاتي الكامل. وبينما تتسابق شركات مثل «فيزا» و«غوغل» لتطوير أنظمة مماثلة، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد ولادة جيل جديد من **المعاملات الرقمية الذكية** يعيد تعريف العلاقة بين المستهلك والتقنية.









