ذكاء اصطناعي

شركة OpenAI تحاول ‘إزالة الرقابة’ عن ChatGPT

فريق العمل
فريق العمل

3 د

أعلنت OpenAI عن تحديث سياستها التدريبية لشات جي بي تي لتعزيز حرية التعبير وعرض وجهات نظر متعددة حول القضايا المثيرة للجدل.

تتزامن التحديثات الجديدة مع تولي ترامب منصبه، ما أثار تكهنات بأن الشركة تسعى لاسترضاء الإدارة الأمريكية الجديدة، رغم نفيها ذلك.

لا يزال المحافظون في وادي السيليكون، مثل إيلون ماسك وديفيد ساكس، يتهمون OpenAI بممارسة الرقابة على الذكاء الاصطناعي.

يأتي هذا التغيير ضمن تحولات أوسع في شركات التكنولوجيا، حيث تراجع العديد منها عن السياسات الليبرالية واتجهت نحو دعم حرية التعبير.

في خطوة قد تعيد تشكيل طبيعة الذكاء الاصطناعي التوليدي، أعلنت شركة OpenAI عن تعديل استراتيجياتها التدريبية لنماذج الذكاء الاصطناعي، مؤكدة التزامها بمبدأ "الحرية الفكرية"، بغض النظر عن حساسية أو جدلية الموضوعات التي يُطرح حولها النقاش. ووفقاً لبيان الشركة، فإن التغيير الجديد سيمنح ChatGPT قدرة أكبر على الإجابة على مزيد من الأسئلة، وتقديم وجهات نظر متعددة، وتقليل عدد الموضوعات التي يرفض مناقشتها.


تحولات جذرية في سياسة OpenAI

أعلنت الشركة عن تحديث شامل لوثيقة Model Spec، التي تمتد إلى 187 صفحة، وتوضح معايير سلوك نماذج الذكاء الاصطناعي. ويشمل التحديث مبدأً جديداً ينص على "عدم الكذب"، سواء عبر تقديم معلومات خاطئة أو حذف سياق مهم.

كما أضافت OpenAI قسماً بعنوان "البحث عن الحقيقة معاً"، يؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا ينبغي أن يتبنى موقفاً تحريرياً، حتى لو وجد بعض المستخدمين ذلك غير مقبول أخلاقياً أو مثيراً للجدل. وهذا يعني أن ChatGPT سيعرض وجهات نظر مختلفة حول القضايا الخلافية، سعياً لتحقيق الحياد.

على سبيل المثال، أوضحت الشركة أن شات جي بي تي سيؤكد أن "حياة السود مهمة"، لكنه في الوقت ذاته سيذكر أيضاً أن "كل الأرواح مهمة". وبدلاً من رفض الإجابة عن القضايا السياسية، سيحاول النموذج تقديم سياق عام حول كل حركة أو موقف، دون تبني رأي محدد.

وقالت OpenAI في الوثيقة:


"قد يكون هذا المبدأ مثيراً للجدل، لأنه يعني أن المساعد الافتراضي قد يظل محايداً تجاه موضوعات يعتبرها البعض غير أخلاقية أو مهينة، لكن الهدف الأساسي هو مساعدة البشرية، وليس تشكيلها وفق رؤية معينة."


محاولة لاسترضاء إدارة ترامب؟

يأتي هذا التحول في وقت يتصاعد فيه الجدل حول "رقابة الذكاء الاصطناعي"، خاصة بين المحافظين الذين يزعمون أن ChatGPT كان متحيزاً في السابق ضد آرائهم. وتزامن هذا التعديل مع بداية ولاية دونالد ترامب الثانية، ما دفع بعض المحللين إلى التكهن بأن OpenAI تحاول كسب ود الإدارة الأمريكية الجديدة، نظراً لدورها المتنامي في صناعة الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية الرقمية.

ورغم هذه التوقعات، نفت OpenAI أن تكون تغييراتها محاولة للتقرب من ترامب، مؤكدة أن "التزامها بحرية الفكر يعكس قناعة راسخة بضرورة منح المستخدمين المزيد من السيطرة على المعلومات".


انتقادات مستمرة من اليمين الأمريكي

لم يهدئ هذا الإعلان الانتقادات الموجهة إلى OpenAI، حيث يرى بعض المقربين من ترامب، مثل ديفيد ساكس وإيلون ماسك ومارك أندريسن، أن الشركة مارست رقابة مقصودة على الذكاء الاصطناعي.

في عام 2023، انتشر جدل واسع بعد أن رفض شات جي بي تي كتابة قصيدة تمدح ترامب، في حين كتب بسهولة قصيدة مماثلة عن جو بايدن. وأثار ذلك غضب المحافظين الذين اعتبروا أن OpenAI فرضت تحيزاً سياسياً في خوارزمياتها.

وعلّق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، على هذه الاتهامات حينها قائلاً:


"إن التحيز الذي لوحظ في شات جي بي تي كان قصوراً تقنياً نعمل على إصلاحه، لكن الأمر سيستغرق وقتاً."


تحولات كبرى في سياسات وادي السيليكون

تتزامن تغييرات OpenAI مع تحولات أوسع في سياسات كبرى شركات التكنولوجيا، التي كانت تُعرف تقليدياً بمواقفها الليبرالية. فقد بدأ إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ في إعادة هيكلة شركاتهم حول مبادئ حرية التعبير، وهو ما أدى إلى تفكيك فرق الموثوقية والسلامة في منصات مثل X (تويتر سابقاً) وMeta.

حتى الشركات الكبرى مثل جوجل وأمازون وإنتل تخلّت عن بعض برامج التنوع والمساواة التي كانت تدعمها في السنوات الماضية، ما يعكس تراجعاً عاماً عن السياسات التقدمية في وادي السيليكون.

ذو صلة

وبالنسبة لـ OpenAI، فإن هذه التغييرات قد تكون مرتبطة أيضاً بمشروعها الضخم "Stargate"، وهو مركز بيانات بتكلفة 500 مليار دولار، والذي سيتطلب دعماً حكومياً كبيراً. كما أن الشركة تسعى حالياً إلى منافسة جوجل في مجال البحث على الإنترنت، وهو ما يجعل مسألة كيفية تقديم المعلومات نقطة محورية في مستقبلها.ملخص الخبر في أربع نقاط:

يبدو أن OpenAI تسعى لإيجاد توازن جديد بين حرية المعلومات والتحكم في المحتوى، لكن يبقى السؤال: هل سيحقق هذا النهج رضا جميع الأطراف أم أنه مجرد بداية لجولة جديدة من الجدل حول الذكاء الاصطناعي والسياسة؟

ذو صلة