غروب الشمس القمري المخيف: مشهد خيالي بعدسة مركبة خاصة يكشف أسرار الغبار القمري

2 د
نجحت شركة فايرفلاي إيروسبيس في أول هبوط تجاري على سطح القمر بمركبتها "بلو غوست".
تعمل المركبة لمدة تزيد عن 14 يومًا، محققة أطول فترة تشغيل تجارية على سطح القمر.
التقاط صور عالية الدقة لغروب الشمس على القمر، مما يساعد في دراسة ظاهرة "توهج الأفق القمري".
تُنفذ المهمة تحت إشراف ناسا، وتحمل تجارب علمية متعددة لدراسة خصائص القمر.
.
في خطوة تُعتبر علامة فارقة في مجال الاستكشاف الفضائي التجاري، نجحت شركة فايرفلاي إيروسبيس (Firefly Aerospace) الأمريكية في إنجاز مهمة هبوط على سطح القمر بواسطة مركبتها "بلو غوست" (Blue Ghost)، لتصبح بذلك أول شركة خاصة تُحقق هبوطًا ناجحًا على القمر.
تفاصيل المهمة والهبوط التاريخي
انطلقت مركبة "بلو غوست" في 15 يناير 2025، على متن صاروخ "فالكون 9" (Falcon 9) التابع لشركة سبيس إكس. وبعد رحلة استغرقت نحو شهر ونصف الشهر، هبطت المركبة على سطح القمر في 2 مارس 2025، تحديدًا في منطقة "ماري كريسيوم" (Mare Crisium) الواقعة في نصف القمر الشمالي. استمرت المركبة في العمل لمدة تزيد عن 14 يومًا، محققة أطول فترة تشغيل تجارية على سطح القمر حتى الآن.
التقاط صور غروب القمر واكتشافات علمية

خلال فترة تشغيلها، قامت "بلو غوست" بالتقاط صور عالية الدقة لغروب الشمس على سطح القمر، مما يوفر رؤى جديدة حول ظاهرة "توهج الأفق القمري" (lunar horizon glow) التي لاحظها رواد الفضاء في بعثة أبولو 17 في السبعينيات. هذه الظاهرة تتمثل في توهج يظهر فوق سطح القمر عند غروب الشمس، ويُعتقد أنه ناتج عن جسيمات الغبار القمري المشحونة كهربائيًا والتي ترتفع عن السطح بفعل الإشعاع الشمسي.
دور ناسا والتعاون التجاري
تُعد هذه المهمة جزءًا من برنامج "خدمات الحمولة التجارية القمرية" (CLPS) التابع لوكالة ناسا، والذي يهدف إلى تشجيع التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال استكشاف الفضاء. وقد حملت المركبة عشرة تجارب علمية، بما في ذلك قياس التغيرات في المجال المغناطيسي للقمر، وتجربة حفر لجمع عينات من التربة القمرية.
تحديات وظروف القمر القاسية
رغم التوقعات بعدم قدرة المركبة على النجاة من برودة الليل القمري القاسية، إلا أن فريق فايرفلاي حاول إعادة تشغيلها في أوائل أبريل 2025، على أمل استعادة الاتصال بها.
في النهاية، تُعَدُّ مهمة "بلو غوست" إنجازًا مهمًا في مجال استكشاف الفضاء، وتُبرز الدور المتزايد للشركات الخاصة في هذا المجال. كما توفر البيانات التي تم جمعها خلال المهمة فرصًا جديدة لفهم الظواهر القمرية والتخطيط لمهام مستقبلية، سواء كانت مأهولة أو غير مأهولة.