ذكاء اصطناعي

فيسبوك يحتفل بانكسارك: حذفتِ صورتك؟ إليك إعلانًا تجميليًا يُذكّرك بمن يجب أن تكوني!

مجد الشيخ
مجد الشيخ

3 د

كشفت موظفة سابقة في فيسبوك عن استخدام مشاعر المراهقين لاستهداف إعلانات تجميل.

في كتاب "Careless People"، أوضحت سارة وين ويليامز كيف تُحلل البيانات النفسية.

عام 2017، نُشرت وثائق تشير إلى جمع فيسبوك كلمات مفتاحية للمستخدمين واستهدافهم.

فيسبوك نفى المزاعم ورأى أنها استنتاجات خاطئة مبنية على معلومات غير دقيقة.

يثير استغلال البيانات الشخصية للمراهقين قلقًا حول الخصوصية على المنصات الاجتماعية.

هل فكرت يوماً بأن اللحظة التي تقرر فيها حذف صورة سيلفي لأنك لم ترضَ عنها، قد تصبح نقطة بيانات تُستخدم لاستهدافك بإعلان عن منتج تجميلي؟ هذا بالضبط ما يُزعَم أن شركة فيسبوك، التي تُعرف الآن باسم "ميتا"، كانت تقوم به مع الفتيات المراهقات، حسبما كشفت موظفة سابقة في الشركة في كتاب جديد مثير للجدل.

في كتابها "Careless People"، كشفت سارة وين ويليامز، المديرة السابقة للسياسات العامة بفيسبوك، أن الشركة طورت تقنيات تستشعر عندما تحذف الفتاة المراهقة صورة شخصية لها بعد تحميلها مباشرة، مستغلة تلك اللحظات من القلق وعدم الثقة بالنفس لتقديم إعلانات تتعلق بمنتجات التجميل.

هذا الاستهداف غير المسبوق، والمبني على تحليل اللحظات النفسية الحساسة لدى المستخدمين المراهقين، أثار الكثير من الجدل والقلق بشأن نهج المنصات الاجتماعية في جمع وتحليل البيانات الشخصية.

وتعود هذه الفضيحة إلى عام 2017، عندما نشرت جريدة "ذا أستراليان" وثائق مسربة تشير إلى أن فيسبوك كانت تجمع كلمات مفتاحية مثل "غير واثقة"، "قلقة"، أو "فاشلة"، وتربطها بإعلانات مصممة خصيصاً لتلك اللحظات التي يكون فيها المستخدمون في حالة هشة. في ذلك الوقت، سارعت إدارة فيسبوك إلى نفي هذه المزاعم واعتبارها استنتاجات خاطئة مبنية على معلومات غير دقيقة.

مع ذلك، تؤكد ويليامز أن هذا الاستهداف لم يكن مجرد تجربة عابرة بل كان جزءاً ثابتاً من الممارسات التسويقية للشركة. وتعتبر هذه الأساليب مثالاً واضحاً على ما يُسمى "رأسمالية المراقبة"، وهو مفهوم ظهر مؤخراً ويعني قيام الشركات التقنية الكبرى بجمع بيانات المستخدمين الشخصية وتحليل سلوكياتهم بدقة استثنائية لتسويق إعلانات شديدة التخصيص والتأثير.

هذا النوع من نماذج الأعمال أتاح لتجارة البيانات أن تنمو بشكل انفجاري في السنوات الأخيرة. في عام 2022 فقط، بلغت عائدات سوق تجارة البيانات أكثر من 274 مليار دولار عالمياً، ومن المتوقع أن ترتفع لمستويات هائلة عام 2030. وتعتمد هذه السوق على تحليل سلوكياتنا وتفضيلاتنا وحتى مشاعرنا، ليتم بيعها وتصنيفها إلى إعلانات مصممة خصيصاً، يُشار إليها أحياناً بـ"الاستهداف الإعلاني".

ورغم استمرار فيسبوك بإنكار هذه الادعاءات وتأكيدها بأن الشركة لا تستخدم الحالات العاطفية للمستخدمين لاستهدافهم بإعلاناتها، فإن هذه الفضيحة ترفع مستوى المخاوف حول خصوصية المراهقين وكيفية جمع واستخدام بياناتهم الحساسة على المنصات الاجتماعية. وما يثير القلق أكثر هو تصريح أحد كبار الموظفين في الشركة لوين ويليامز نفسها حينها:

ذو صلة

"هذه هي طبيعة عملنا، ونحن فخورون بذلك"

ويبدو واضحاً أن ما تكشف عنه هذه القضية من ممارسات تضع فيسبوك وغيره من منصات التواصل الاجتماعي في دائرة الرقابة والنقاش العام مرة أخرى. وبينما نُقدّر خطوات الشركة في تحسين شفافية سياستها الإعلانية مستقبلاً، فإن الحل الجذري قد يكون بالاهتمام بشكل أكبر بضمان وحماية الحقوق الشخصية للمستخدمين، وخاصة المراهقين، وترك مسافة آمنة بين خصوصياتهم والنظام الرقمي الهائل الذي يتتبع كل خطوة وكلمة يتفوهون بها.

ذو صلة